صواريخ المتمردين تحصد أرواح أطفال ونساء.. في ذكرى اجتياح الجنوب اليمني

الميليشيات تجدد قصفها لمصفاة النفط في عدن.. ودعوات لإنقاذ السكان من الكارثة الإنسانية

دخان يتصاعد إثر غارة نفذها طيران التحالف على مخزن للأسلحة تابع للحوثيين في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد إثر غارة نفذها طيران التحالف على مخزن للأسلحة تابع للحوثيين في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

صواريخ المتمردين تحصد أرواح أطفال ونساء.. في ذكرى اجتياح الجنوب اليمني

دخان يتصاعد إثر غارة نفذها طيران التحالف على مخزن للأسلحة تابع للحوثيين في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد إثر غارة نفذها طيران التحالف على مخزن للأسلحة تابع للحوثيين في صنعاء أمس (أ.ف.ب)

أفادت مصادر محلية بأن ميليشيات الحوثي والمقاتلين الموالين للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، قصفت أحياء سكنية بصواريخ الكاتيوشا في مدينة عدن الجنوبية فجر أمس، مما أسفر عن سقوط أربعة قتلى و11 جريحا جميعهم من النساء والأطفال. وتزامنت هذه المجزرة مع ذكرى حرب نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح على الجنوب، في 7 يوليو (تموز) 1994، والتي تحمل ذكريات سيئة لدى الجنوبيين.
ﻭﺩأبت ﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎ «الحوثي – صالح» على ﺸن قصف عشوائي على ﺍﻷحياء السكنية في عدن ﻳوﻣﻴﺎ، إذ تساقطت ﺧﻼﻝ الأﻳﺎﻡ الماضية من شهر رمضان، عشرات القذائف على مرﺍﻛﺰ لإﻳواء ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻭأﺣﻴاء ﺳﻜﻨﻴﺔ في ﻣدﻳﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼوﺭﺓ ﻭﺩﺍﺭ ﺳﻌد ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺒﺮﻳﻘﺔ، ﻭﺃﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ ﺳﻘوﻁ ﺿﺤﺎﻳﺎ غالبيتهم من ﺍﻟﻨﺴاء والأطفال. وكانت أبرز تلك الفظائع مجزرة ﺍﻟﻤﻨﺼوﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﻭﻋﺔ التي وقعت في ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ يوﻟيو ﺍﻟحالي وسقط على أثرها 38 قتيلا ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 150 جريحا ﺑﻴﻨﻬم ﻧﺴاء ﻭﺃﻃفال. وحينها، أطلقت الميليشيات 6 ﻗذﺍﺋف ﻛﺎﺗﻴوﺷﺎ ﻋﻠﻰ فندقي «كونكورد» و«إنفنتي» ﺍﻟﻤكتظين ﺑﺎﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ، إلى جانب بلوك 4 ﻭ5 ﻭأﺣﻴاء ﺳﻜﻨﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ.
بدورها، هاجمت المقاومة أمس بقايا جيوب الميليشيات في معسكر اللواء 31 ببئر أحمد شمال عدن، وتمكنت من تفجير عدد من الآليات والاستيلاء على ذخائر وأطقم ومدفع بي 10، وفق ما ذكر المتحدث باسم قيادة مجلس المقاومة في عدن علي الأحمدي لـ«الشرق الأوسط». وأضاف المتحدث أن طلعات جوية لقوات التحالف العربي استهدفت مساء أول من أمس تجمعات لميليشيات الحوثي وصالح كانت متجهة لعدن، ودمرت عددًا من الآليات والمباني. وأوضح الأحمدي أن الغارات الجوية ضربت دبابتين في الطرف الشمالي لمعسكر اللواء 31 ببئر أحمد شمال عدن، ودمرت كاتيوشا وعددًا من الأطقم في مزرعة بن شلوة. كما استهدفت الغارات مقاتلين متمردين كانوا في طريقهم نحو بئر أحمد، وضرب تجمعا لهذه الميليشيات المحتشدة في لحج شمال عدن.
وفي مدينة البريقة بغرب عدن، عاودت الميليشيات المتمردة قصفها لمصفاة النفط الحكومية في عدن، حيث قال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط»، إن ﻣﺴﻠﺤي «الحوثي – صالح» جددوا قصفهم لميناء الزيت، باستخدام قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا. وأضافت المصادر المحلية أنها شاهدت أدخنة كثيفة تغطي سماء المدينة مساء أول من أمس. ﻳذﻛﺮ ﺃﻥ ﻣﻴﻨاء ﺍﻟزيت، ﻫو ﺍﻟﻤﻴناء ﺍﻟوﺣﻴد ﺍﻟذﻱ ﺗﺴﻴطر عليه ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤوﺍﻟﻴﺔ ﻟﻠﺮئيس ﺍﻟﻴﻤﻨي ﻋﺒد ﺭﺑﻪ ﻣﻨﺼوﺭ ﻫﺎﺩﻱ، ﻭﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﻘﺼف ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤوﺛﻴﻴن ثلاث ﻣﺮﺍﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ.
في غضون ذلك، شيعت ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﻏﻔﻴﺮﺓ ﺑﻤدينة البريقة ﻋﺼﺮ أول من أمس ﺟﺜﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻨوﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨوﺑﻴﺔ، ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺒﺘوﻝ، وستة ﻣﻦ رجال ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺠﻨوﺑﻴﺔ، كانوا قتلوا في ﺟﺒﻬﺔ ﺑﺌﺮ أحمد إثر ﻣﻌﺮﻛﺔ شرسة انتهت بدحر ميليشيات «الحوثي – صالح». وﻗﺎﻝ ﻣﺼدر ﻓي ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺇﻥ ﻤﻌﺎﺭﻙ عنيفة ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻨطﻘﺘي ﺍﻟﺒﺴﺎﺗﻴﻦ ﻭﺑئر ﺃﺣﻤد في شمال عدن، وذلك لليوم الثالث على التوالي، ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﻏﺎﺭﺍﺕ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟف ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ. ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﺼدﺭ أﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻙ ﺗدور ﺑﻴﻦ ﺍﻟطرفين في منطقة البساتين «ﻭﺟهًا ﻟوﺟﻪ» بالسلاح المتوسط.
وأحيى اليمنيون الجنوبيون ذكرى حرب نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح على مناطقهم عام 1994. وفي هذا الصدد، قال بيان صادر عن «مجموعة العمل من أجل الجنوب - كندا»، إن «7 يوليو الأسود يأتي هذا العام بصورة مغايرة لسابقاتها، فهو يحل والمقاومة في ربوع الجنوب ترسم أروع ملاحم البطولة والفداء دفاعا عن الدين والعرض والأرض الجنوبية». ولفت إلى أنه «في 7 يوليو 1994، اجتاحت جحافل وقوات الشمال عدن والجنوب، واستباحت الهوية ومقومات الدولة الجنوبية، وحكمت الجنوب بالقوة والنار ذلك كان قبل عقدين من الزمن، واليوم يأتي 7 يوليو وجحافل الحوثيين والمخلوع تسعى جاهدة لتجديد غزوها للجنوب والمقاومة الجنوبية، ومعها شعب الجنوب الأعزل يتصدون لجحافل الغزو بكل قوة واستبسال». وجددت «مجموعة العمل من أجل الجنوب – كندا» إدانتها لكل ما يحصل للجنوب من مؤامرة ينسجها الرئيس المخلوع وحليفه الحوثي وما ترتكبه ميليشياتهم من حرب إبادة ضد المدنيين الجنوبيين والتي ترتقي إلا كونها جرائم ضد الإنسانية. وتطرقت «مجموعة العمل من أجل الجنوب – كندا» في بيانها إلى الوضع الإنساني الكارثي الذي تعيشه مدن ومحافظات الجنوب وخصوصًا عدن ولحج والضالع وأبين وشبوة. ودعا البيان المجتمع الدولي إلى إغاثة الشعب في الجنوب الذي يعاني من حصار خانق وقتل وقصف ودمار وانتشار الأمراض الفتاكة وانعدام المواد الغذائية والطبية وسط غياب تام للمنظمات الإغاثية والحقوقية وإنقاذه من كارثة إنسانية وشيكة.
بدورها، أعلنت الأمم المتحدة أمس أنها لم تتلق سوى 13 في المائة من مبلغ الـ1.6 مليار دولار المطلوب لمساعدة اليمن، حيث أدت أعمال العنف إلى نزوح أكثر من مليون شخص وتسببت بـ«أزمة إنسانية هائلة». وصرح المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ينس لاركي في جنيف لوسائل الإعلام «تلقينا في الإجمال 209 ملايين دولار من أصل 1.6 مليار دولار»، أي 13 في المائة. وفي 19 يونيو (حزيران) الماضي، دعت الأمم المتحدة بعد مراجعة الوضع إلى جمع 1.6 مليار دولار لليمن، متخوفة من «كارثة إنسانية وشيكة». وهذه الأموال يفترض أن تسمح هذا العام بمساعدة الأكثر معاناة من هذا النزاع، أي 11.7 مليون شخص. لكن الأمم المتحدة تعتبر أن هناك 21 مليون شخص يحتاجون للمساعدة أو للحماية في اليمن، أي 80 في المائة من التعداد السكاني. وأكد لاركي أن «أزمة إنسانية تحصل الآن في اليمن». ولفت ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنطوان غراند أيضا إلى أن «الوضع كارثي بوجه عام»، معربا عن أسفه للنقص غير المحتمل في الوقود والغذاء والماء.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.