انقلابيو اليمن يكثفون أعمال السطو على العقارات في 4 مدن

جانب من مقبرة في مدينة إب استولى عليها قيادي حوثي (فيسبوك)
جانب من مقبرة في مدينة إب استولى عليها قيادي حوثي (فيسبوك)
TT

انقلابيو اليمن يكثفون أعمال السطو على العقارات في 4 مدن

جانب من مقبرة في مدينة إب استولى عليها قيادي حوثي (فيسبوك)
جانب من مقبرة في مدينة إب استولى عليها قيادي حوثي (فيسبوك)

لم تكتفِ الميليشيات الحوثية بممارسة النهب والسطو المنظم للأراضي العامة وأملاك المواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها فحسب؛ بل امتد ذلك لاستيلاء قادتها على شوارع رئيسية ومبانٍ ومقابر عامة وعقارات خاصة ثم تحويلها فيما بعد إلى مشروعات استثمارية.
وأفادت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، بأن من أبرز جرائم النهب الحوثية للأراضي والممتلكات العامة والخاصة في الأيام القليلة الماضية هو قيام نافذين حوثيين ينحدر أغلبهم من عمران وصعدة (معقل الميليشيات) بالبسط بقوة السلاح على شوارع رئيسية ومقابر وعقارات وممتلكات عامة وخاصة في أربع محافظات يمنية هي صنعاء وإب وذمار والضالع.
وفي سابقة خطيرة لم تعهدها المناطق اليمنية أقدم القيادي الحوثي المدعو خالد محرم قبل أيام على إغلاق شارع عام يقع في منطقة «أكمة عيسى» بمديرية المشنة وسط مدينة إب، في محاولة منه للاستيلاء عليه.
وذكرت مصادر محلية في إب لـ«الشرق الأوسط»، أن الشارع المعتدى عليه من النافذ الحوثي يحمل رقم (40) بعرض 4 أمتار ومتفرع من شارع رقم (39) بعرض 4 أمتار وفق المخطط العام لفرع مكتب الأشغال بمديرية المشنة في إب.
ويأتي هذا التعدي الحوثي على الأملاك العامة والخاصة في إب متوازياً مع اتهام ناشطين لقيادي آخر موالٍ للجماعة باستقدامه جرافة ومباشرة الاعتداء والعبث بمقبرة عامة تقع بجوار جامع الغفران في شارع العدين وسط المدينة.
وشهدت إب في وقت سابق مظاهرة شعبية عارمة تنديداً بتصاعد وتيرة نهب الشوارع والأراضي والعقارات العامة وممتلكات السكان على يد نافذين كبار في الميليشيات الحوثية.
وفي المظاهرة رفع المحتجون لافتات تستنكر ممارسات الميليشيات، داعين إلى وقفة مجتمعية لإيقاف الفاسدين من القيادات الحوثية القادمين من عمران وصعدة وإعادة ما تم نهبه من أراضٍ وعقارات وممتلكات ومحاسبتهم جراء تلك الجرائم المتكررة.
وتزامنت الاحتجاجات مع مساعٍ لقيادات انقلابية عليا منها القيادي عبد المجيد الحوثي والقيادي ناصر العرجلي للسطو على أراضٍ واسعة في منطقة «شعب المعرام» بالعارضة العليا بمديرية الظهار شمال غربي مدينة إب، حسب تقارير يمنية محلية.
ولم تكن العاصمة صنعاء هي الأخرى بمنأى عن أعمال السطو، فقد اندلعت اشتباكات بين عناصر الميليشيات الحوثية ومسلحين آخرين في محيط مركز «سما مول» التجاري بصنعاء على خلفية حملة دهم حوثية مفاجئة طالت المتجر بهدف مصادرته بالتوازي مع مواصلتها اختطاف مالكه وسجنه منذ عام.
وحسب شهود في صنعاء جاءت الاشتباكات عقب فشل ضغوط حوثية مورست غير مرة ضد مالك المتجر بهدف إجباره بالقوة على تسليمه وتسليم ما بحوزته من وثائق بزعم أن الأرض التي بنى عليها تعود ملكيتها لما تسمى هيئة الأوقاف.
وسبق للميليشيات الانقلابية أن داهمت ذات المتجر غير مره واشتبكت مع أفراد حراسته ومسلحين آخرين تابعين لمالكه وسقط على أثرها قتلى وجرحى.
وبالانتقال إلى محافظة الضالع، فقد أقدمت قيادات حوثية على البسط بقوة السلاح على شارع رئيسي وسط مدينة دمت (شمال المحافظة) وباشرت بتقسيمه إلى مربعات تجارية وتأجيره لمواطنين.
وأكدت مصادر مطلعة في الضالع لـ«الشرق الأوسط»، أن القيادي الحوثي المدعو أبو أحمد حطبة المعيّن مشرفاً عاماً على الضالع أقدم على البسط على شارع عامر عبد الوهاب «وسط دمت وباشر بتقسيم جزيرته الوسطية الممتدة على طول الشارع إلى مربعات تجارية بمساحات محددة ثم تأجيرها».
ووصف ناشطون في مدينة دمت ذلك التعدي بالسابقة الخطيرة، مؤكدين أن ذلك يدل على إمعان الجماعة بفسادها وعبثها ومواصلة استنزاف موارد المدينة التي تعد من أشهر مدن السياحة العلاجية في البلاد، وتحويلها إلى مشروع تجاري يدرّ على كبار قادتها ملايين الريالات، بينما تفتقر المدينة لأبسط الخدمات الأساسية.
وتوالياً لمسلسل النهب والعبث الانقلابي بحق ممتلكات الدولة والمواطنين، أقدم القيادي في الجماعة المدعو عبد الكريم البخيتي المكنّى «أبو فتح» على الاعتداء على مصلحة حكومية وسط مدينة ذمار وتحويلها إلى مشروع استثماري يدرّ المال لصالحه وكبار قادة جماعته.
وذكر شهود في ذمار لـ«الشرق الأوسط»، أن المدعو أبو فتح البخيتي المعيّن من الجماعة مديراً لفرع مصلحة الأحوال المدنية في ذمار، قام بالاعتداء على عقارات تابعة لذات المرفق الحكومي من خلال تحويل أحد المباني إلى مشروع استثماري خاص به.


مقالات ذات صلة

آلاف اليمنيين في معتقلات الحوثيين لاحتفالهم بـ«26 سبتمبر»

العالم العربي مسلحون حوثيون في صنعاء عشية ذكرى ثورة سبتمبر يستعدون لقمع الاحتفالات (فيسبوك)

آلاف اليمنيين في معتقلات الحوثيين لاحتفالهم بـ«26 سبتمبر»

بدأت الجماعة الحوثية الإفراج عن بعض المختطفين بسبب احتفالهم بذكرى ثورة سبتمبر (أيلول)، في حين تقدر أعداد المختطفين بالآلاف في مختلف مناطق سيطرة الجماعة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من سلسلة مبانٍ تتبع جامعة البيضاء الخاضعة لسيطرة للجماعة الحوثية (إكس)

الحوثيون يخضعون 1000 طالب وأكاديمي وموظف لتدريبات عسكرية

الجماعة الحوثية تجبر طلاباً وأكاديميين وموظفين في جامعة البيضاء على التعبئة القتالية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي النيران تشتعل في الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر بعد هجوم سابق من قبل الجماعة الحوثية (رويترز)

هجمات حوثية على إسرائيل واستهداف سفينتين في البحر الأحمر

الحوثيون يعلنون عن هجمات على إسرائيل واستهداف سفينتين في البحر الأحمر بالتزامن مع تولي قوات أسترالية قيادة قوات البحرية المشتركة لحماية الأمن البحري في المنطقة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي تعرُّض سفينتين لأضرار في هجمات قبالة ميناء الحديدة اليمني

تعرُّض سفينتين لأضرار في هجمات قبالة ميناء الحديدة اليمني

أفادت وكالة أمن بحري بريطانية، الثلاثاء، بأن طائرة مسيَّرة أصابت سفينة قبالة سواحل اليمن، حيث يشنّ المتمردون الحوثيون منذ أشهر هجمات على سفن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي احتمالات ضعيفة جداً أن تتولى الجماعة الحوثية سد الفراغ الناتج عن تحجيم قوة «حزب الله» (رويترز)

ماذا ينتظر الجماعة الحوثية بعد اغتيال نصر الله؟

يناقش خبراء وباحثون سياسيون تأثير اغتيال حسن نصر الله على الجماعة الحوثية، وردود فعلها بعد الضربات الكبيرة التي يتلقاها «حزب الله» خلال الأيام الأخيرة.

وضاح الجليل (عدن)

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعو إلى تخفيف المعاناة في الشرق الأوسط

آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية جنوب صيدا في لبنان (إ.ب.أ)
آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية جنوب صيدا في لبنان (إ.ب.أ)
TT

اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعو إلى تخفيف المعاناة في الشرق الأوسط

آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية جنوب صيدا في لبنان (إ.ب.أ)
آثار الدمار الذي سبّبته غارة إسرائيلية جنوب صيدا في لبنان (إ.ب.أ)

دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الأحد، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف المعاناة في الشرق الأوسط، عشية الذكرى السنوية الأولى للهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة المقاومة الإسلامية «حماس» على إسرائيل.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان: «خلال العام الماضي، شهدت المنطقة دماراً واسع النطاق وتجريداً للأشخاص من صفتهم البشرية»، داعية جميع الأطراف إلى «احترام كرامة كل شخص متضرّر من هذا النزاع... وتحمُّل مسؤولياتهم، بموجب القانون الإنساني الذي يوفّر إطاراً للحد من المعاناة أثناء النزاع».

وأضافت: «أصبح المدنيون مجرّد أعداد، إذ طغت الخطابات المتضاربة بشأن النزاع على طابعهم الفريد، لكنّ وراء هذه الأرقام أفراداً، أطفالاً وآباء وأشقاء وأصدقاء يكافحون الآن من أجل البقاء على قيد الحياة، ويواجهون، كل يوم، الحزن والخوف وعدم اليقين بشأن مستقبلهم».

وتابعت: «شهد هذا العام قلوباً محطَّمة وأسئلة بلا إجابات»، لافتة إلى أن «شمل العائلات تشتّت، ولا يزال كثير من أحبائها محتجَزين، رغم إرادتهم. وقُتل عشرات الآلاف، ونزح الملايين في جميع أنحاء المنطقة».

ويصادف الاثنين الذكرى السنوية الأولى للهجوم غير المسبوق الذي نفذته حركة «حماس» على الأراضي الإسرائيلية، والذي أدى إلى اندلاع حرب بين الحركة والدولة العبرية في قطاع غزة امتدّت إلى لبنان، حيث تشنّ إسرائيل حرباً ضد «حزب الله».

وقالت اللجنة الدولة للصليب الأحمر: «بينما نقترب من مُضي عام على الهجمات، التي وقعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والتصعيد واسع النطاق للأعمال العدائية الذي أعقب ذلك، لا يزال الناس في المنطقة يعانون وطأة الألم والمعاناة والخسارة التي لا تُطاق وتتجاوز الحدود».

وكرّرت دعوتها جميع الأطراف إلى «تحمل مسؤولياتهم، بموجب القانون الدولي الإنساني»، مؤكدة أنّه من خلال الالتزام بهذا القانون «يمكن للأطراف المتحاربين أن يخفّفوا المعاناة الإنسانية، ويمهدوا لمستقبل أكثر استقراراً وسلاماً».