علماء: اكتشاف «مركبات عضوية» بصخور المريخ

علماء: اكتشاف «مركبات عضوية» بصخور المريخ
TT

علماء: اكتشاف «مركبات عضوية» بصخور المريخ

علماء: اكتشاف «مركبات عضوية» بصخور المريخ

كشف علماء أن أدلة جديدة تم التوصل إليها تفيد بوجود «مركبّات عضوية» داخل صخور المريخ؛ حيث وجدت دراسات سابقة أدلة على ذلك من قبل. لذا عادت المركبة الفضائية كيوريوسيتي والمركبة المدارية مارس إكسبرس بأدلة جديدة ببيانات جديدة من المثابرة.
وهذا الأمر لا يعني بالضرورة نوعًا من علم الأحياء؛ لكن دراسة هذه المركبات بمزيد من التفصيل يمكن أن تكشف المزيد عن التاريخ المائي للمريخ، وما إذا كان الكوكب الأحمر قد استضاف مرة واحدة على الأقل نوعًا من العمليات الحية.
وتم الحصول على الأدلة الجديدة من موقعين مختلفين بفوهة بركان على المريخ؛ إذ قد تحتوي المعادن المكتشفة على آثار لمركبات قائمة على الكربون، وذلك وفق ما نشر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص.
ووفق الموقع، كانت حفرة «Jezero» منذ عدة دهور مكانًا أكثر رطوبة بكثير مما هي عليه اليوم. ولا تزال هناك آثار لدلتا النهر القديم التي انتشرت عبر أرضية الفوهة. ويمكن أن تؤدي التفاعلات بين الماء والصخور إلى تكوين مركبات عضوية من النوع الموجود بالفعل في الدلتا القديمة.
ومع ذلك، فإن ما إذا كانت هناك أيضًا مركبات عضوية في مكان آخر بأرضية الحفرة كان سؤالًا مفتوحًا. فقد توقع العلماء أن الصخور الموجودة فيها ستكون إلى حد كبير رسوبية ترسبت بواسطة الماء منذ فترة طويلة؛ ولكن عندما وصلت مركبة المثابرة علمنا أن معظم أرضية الحفرة كانت بركانية وليست رسوبية.
باستخدام مسح البيئات الصالحة باستخدام أداة Raman و Luminescence للمواد العضوية والكيماويات (SHERLOC)، أجرى فريق دولي بقيادة عالمة الكواكب الدكتورة إيفا ستشيلر من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مسبارًا للصخور النارية بأرضية الحفرة. مستخدما التحليل الطيفي للأشعة فوق البنفسجية العميقة لرامان والفلورة على ثلاثة صخور من موقعين في الحفرة، فوجدوا علامات على أن الاتصال الكبير بالمياه قد غيّر الصخور.
وكان هناك دليل على نوعين من التغيير، ما يعتقد بوجود بيئتين مائيتين مختلفتين، في أوقات مختلفة في الماضي البعيد. فقد أدت أولاً التفاعلات مع الماء السائل إلى تكوين كربونات في الصخور النارية التي كانت غنية بالزبرجد الزيتوني منذ حوالى 3.8 إلى 2.7 مليار سنة. وفي وقت لاحق، منذ حوالى 2.6 إلى 2.3 مليار سنة، كان من الممكن أن تؤدي المياه المالحة الغنية بالملح إلى تكوين مزيج من الكبريتات (فوق الكلورات - الملح) في الصخور.
وفي هذا الاطار، تتطلب كل من الكربونات والبيركلورات الماء لدخول الصخور، ما يؤدي إلى إذابة المعادن وترسيبها بتجاويف منحوتة بفعل التعرية المائية.
ومن غير المحتمل أن يكون الماء قد لامس الصخور منذ ترسب البيركلورات، حيث تذوب البيركلورات بسهولة.
وفي كل الصخور الثلاثة، وجد الفريق إشارات مضان متسقة مع المركبات العضوية العطرية المشابهة للبنزين، وفق ما يقول الباحثون، الذين يرجحون «انه يبدو أنها محفوظة في معادن متعلقة بكلتا البيئتين المائيتين، لكن لا يمكننا حتى الآن تحديد ماهيتها». وكتبوا في ورقتهم البحثية التي نشرت بمجلة «Science» «تُظهر البيانات مجتمعة أن العينات المحفورة التي جمعتها المثابرة من أرضية فوهة جيزيرو من المحتمل أن تحتوي على أدلة على الكربنة وتكوين الكبريتات والبيركلورات. فيما تشير التوقيعات الفلورية المتوافقة مع المواد العضوية الموجودة في هذه المواد إلى وجود تفاعل بين الصخور النارية والتغيير المائي والمواد العضوية على سطح المريخ».
وفي تبيين أكثر لهذا الأمر، قال عالم الكيمياء الجيولوجية مارك سيفتون بكلية لندن في المملكة المتحدة «تنتقل المثابرة منذ فترة طويلة بين المواقع التي أجريت فيها عمليات جمع البيانات هذه. ولحسن الحظ، جمعت أيضًا عينات من الصخور نفسها... نآمل أن تتم إعادة هذه العينات إلى الأرض يومًا ما حتى نتمكن من النظر في أدلة المياه والمواد العضوية المحتملة، واستكشاف ما إذا كانت الظروف مناسبة للحياة في التاريخ المبكر للمريخ. لذلك سوف يستغرق الأمر بعض الوقت حتى نحصل على التأكيد الذي نتوق إليه. لكن إدخال هذه الصخور في مختبر الأرض، مع المعدات القادرة على دراسة المركبات بالتفصيل، يمكن أن يخبرنا المزيد عن القابلية للسكن من عدمه على المريخ. وفي غضون ذلك، فإن المثابرة، التي تستمر في دراستها البطيئة لحفرة Jezero Crater قد تلتقط بعض القرائن الأقوى. علينا فقط أن ننتظر ونرى».


مقالات ذات صلة

محاكاة حاسوبية ترجّح نشأة قمري المريخ جراء حطام كويكب

يوميات الشرق كوكب المريخ (رويترز)

محاكاة حاسوبية ترجّح نشأة قمري المريخ جراء حطام كويكب

قال موقع «سبيس» إن محاكاة حاسوبية رجّحت أن قمري كوكب المريخ المحيرين، فوبوس وديموس، ربما تكوّنا من الحُطام الناتج عن اقتراب كويكب كبير من الكوكب الأحمر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا لحظة اندلاع الحريق أثناء اختبار الصاروخ «إبسيلون إس» في مركز تانيغاشيما الفضائي (رويترز)

حريق ضخم بموقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان (فيديو)

اندلع حريق ضخم صباح اليوم (الثلاثاء) في موقع تجارب تابع لوكالة الفضاء اليابانية أثناء اختبارها صاروخ «إبسيلون إس» الذي يعمل بالوقود الصلب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».