قال جيراردو مارتينو، مدرب المكسيك، إنه يتوقع أن تشهد المباراة الأخيرة ضمن المجموعة الثالثة بنهائيات «كأس العالم لكرة القدم»، يوم الأربعاء المقبل، أمام السعودية تقديم كلا المنتخبين كل ما لديه منذ البداية، حيث يحتاج الاثنان إلى انتصار كبير لحسم التأهل لمراحل خروج المغلوب.
وتحتل المكسيك، التي تعادلت دون أهداف مع بولندا في المباراة الافتتاحية، ذيل ترتيب المجموعة برصيد نقطة واحدة، بعد أن استعادت الأرجنتين توازنها بفضل هدفين رائعين في الشوط الثاني من ليونيل ميسي وإنزو فرنانديز.
وقاد ميسي التانغو للفوز على نظيره المكسيكي ليحيي آماله في بلوغ دور الـ16 من المسابقة.
وعادل ميسي رقم الأسطورة الراحل دييغو أرماندو مارادونا، الذي توفي قبل عامين، حيث وصل لهدفه الثامن في 21 مباراة بكأس العالم، وهو نفس رقم مارادونا الذي تُوّج بلقب كأس العالم عام 1986 ووصل لنهائي نسخة 1990 قبل الخسارة أمام ألمانيا.
وسجل ميسي الهدف الأول للأرجنتين في الدقيقة 64، قبل أن يقدم تمريرة حاسمة لزميله إنزو فرنانديز الذي سجل الهدف الثاني في الدقيقة 87.
ومن المرجح أن فريق المدرب مارتينو، الذي لم يسجل بعدُ في هذه البطولة، يحتاج إلى الفوز على السعودية صاحبة المركز الثالث وبفارق 3 أهداف على الأقل يوم الأربعاء ليحظى بأية فرصة للتقدم إلى دور الستة عشر. وإذا فازت بولندا على الأرجنتين، فسيكون الانتصار بأي نتيجة كافياً.
من المباراة التي خسرتها المكسيك أمام الأرجنتين (تصوير: سعد العنزي}
وقال الأرجنتيني مارتينو: «ما دامت هناك فرص، فنحن دائماً بحاجة للمحاولة. السعودية بحاجة للفوز بالمباراة وإحراز الأهداف، وكذلك نحن. أعتقد أنه في الحياة وهنا الملعب مع هؤلاء اللاعبين، اعتاد لاعبو كرة القدم الذين أن يتنافسوا بشكل يومي على النهوض (من أي كبوة) عندما يتعين عليهم ذلك. إنه أمر (الهزيمة أمام الأرجنتين) صعب بالطبع، إنه صعب بالتأكيد... الهدف الثاني كان مؤلماً حقاً بالنسبة لنا».
ومن خلال اللعب على الهجمات المرتدّة واقتناص الكرة في الالتحامات في كل جنبات الملعب، خنق أسلوب الضغط العالي الذي تطبّقه المكسيك معظم هجمات الأرجنتين وكبل تحركات نجمهم ليونيل ميسي، مع وجود القائد المخضرم أندريس جواردادو في خط الوسط.
لكن جواردادو خرج من الملعب مصاباً في وقت متأخر من الشوط الأول، وبدا المنتخب الأرجنتيني أكثر تصميماً بعد الاستراحة، قبل أن يخرج ميسي لمسة ساحرة من جعبته ليدفع فريقه بعيداً عن المتاعب، ثم سدَّد البديل إنزو فرنانديز في الشِّباك ليحسم النتيجة.
وقال مارتينو: «كنا نلعب بنفس الكفاءة كالمعتاد، لم يكن أمام الأرجنتين أية فرص واضحة حتى ذلك الحين (هدف ميسي)... كنا مهتمين بالبحث عن المساحات. كان التفكير هو إيقاف خط الوسط ثم الرد بهجمات سريعة. ربما لم نحقق ذلك كما توقعنا عندما يتعلق الأمر بالهجوم. افتقرنا للمسة الأخيرة... لم نفقد أسلوبنا لكننا فقدنا اتساقنا عندما تعلّق الأمر بالاستحواذ على الكرة والاندفاع بأعداد كبيرة مثلما فعلنا قبلها. لا أعتقد أن هذا حدث أمام بولندا لكنني رأيت ذلك في الشوط الثاني اليوم... لكننا كنا نواجه منافساً كبيراً».
وتابع: «أنا متأكد من أننا سنلعب بنفس طريقتنا المعتادة في مباراتنا المقبلة».
وقال مارتينو إنه يتوقع مواجهة قوية ضد السعودية في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات في مونديال قطر، محذراً من أنه «ما دامت هناك فرصة (للتأهل)، فستحاول المكسيك استغلالها».
وأكد مارتينو، في المؤتمر الصحافي عقب الخسارة أمام الأرجنتين: «ما دامت لدينا فرصة، فعلينا أن نحاول استغلالها».
وأضاف: «السعودية بحاجة إلى الفوز بهذه المباراة، ونحن كذلك. هي بحاجة إلى تسجيل الأهداف، ونحن أيضاً. في الحياة وفي كرة القدم يجب أن نتعود على استعادة التوازن واستغلال الفرص. فريقي لا تزال لديه فرص للتأهل، حتى لو كان ذلك صعباً».
وتابع: «لقد حافظنا على رؤوسنا مرفوعة في مواجهة خصم كبير وأنا متأكد من أننا سنبذل قصارى جهدنا في المباراة القادمة».
وأردف قائلاً: «لقد منعنا الأرجنتين من الحصول على فرص لمدة ساعة. لعبنا هكذا لأننا اعتقدنا أنها أفضل طريقة لمواجهة الأرجنتين. كان لدينا مهاجمان سريعان، كنا نرغب في إيجاد مساحات مع انطلاقات الجناحين. ربما لم ننجح بالطريقة التي توقعناها، وأحيانًا أخطأنا التمريرات الأخيرة».
وأوضح: «لقد ارتكبنا خطأ صغيراً جداً وسجل (ليونيل) ميسي. بعد ذلك تلقينا هدفاً ثانياً قاسياً. ميسي يحتاج فقط إلى خمس دقائق ليؤذيك، حتى 30 ثانية. حظي ميسي بمساحة عندما هز الشباك؛ لأننا ارتكبنا خطأ. لا أعتقد أنه حصل على مساحات كبيرة أثناء المباراة. نحن نعيش من أجل هذه المشاركة مدة عام ونصف العام، وأنا أعرف كيف يشعر الناس».