الجدل الدائر والتصريحات المتبادلة بين نجم ألمانيا السابق يورغن كلينزمان، والبرتغالي كارلوس كيروش مدرب إيران، تسببا في إشعال الأجواء قبل مواجهة الأخير للولايات المتحدة بالجولة الثالثة الحاسمة بالمجموعة الثانية بمونديال قطر.
وانتقد كلينزمان، عضو اللجنة الفنية للاتحاد الدولي (فيفا) والمكوّنة من 7 أعضاء والتي تقوم بتحليل كأس العالم المقامة حالياً في قطر، تصرفات الإيرانيين خلال الفوز المتأخر على ويلز 2 - صفر الجمعة، ضمن منافسات المجموعة الثانية. وتحدّث المدرب السابق لمنتخبي ألمانيا والولايات المتحدة في تحليل فني لشبكة «بي بي سي» عن سلسلة من الأخطاء وعن سلوك الجهاز الفني الإيراني أثناء المباراة، معتبراً أن ذلك كان جزءاً من استراتيجية مدروسة للتأثير على الحكام وجعل الخصم «يفقد تركيزه». وقال كلينزمان: «ما حصل ليس بالصدفة. هذا كله عن عمد. هذا جزء من ثقافتهم، هكذا يلعبون. ينهكون الحكم. لقد شاهدت مقعد البدلاء (اللاعبون الاحتياط وطواقم الفريق) يقفزون دائماً ويزعجون مساعد الحكم والحكم الرابع إلى جانب الملعب». ولم يمر ما أدلى به الألماني مرور الكرام عند كيروش الذي وصف ما صدر عن الهداف السابق لإنتر ميلان الإيطالي وموناكو وبايرن ميونيخ وتوتنهام الإنجليزي بـ«العار على كرة القدم»، وقال المدرب البرتغالي: «على الرغم من أنك لا تعرفني شخصياً، أنت تشكك في شخصيتي بحُكم نمطي متحامل ينمّ عن فوقية... بغض النظر عن مدى احترامي لما فعلته داخل الملعب، فإن هذه التصريحات حول ثقافة إيران والمنتخب الإيراني واللاعبين هي وصمة عار على كرة القدم، لا يمكن لأحد أن يمس بنزاهتنا...». وطالب بإقالة الألماني من منصبه في «فيفا».
وحاول كلينزمان تهدئة الأجواء أمس بقوله: «تصريحاتي لم تؤخذ بالطريقة التي أقصدها... طريقة لعب إيران مثيرة للإعجاب... هناك بعض الأشياء خرجت عن نطاقها. سأحاول الاتصال به (كيروش) هاتفياً وتهدئة الأمور... أنا لم أنتقد أبداً كارلوس أو الموجودين على مقاعد البدلاء. كل ما وصفته هي طريقتهم العاطفية لفعل الأشياء، وهو أمر مثير للإعجاب بالفعل بطريقة معينة».
ولأن كلينزمان يحمل أيضاً جواز سفر أميركياً وسبق له تدريب منتخب الولايات المتحدة، فإن تصريحاته جاءت لتثير الأجواء قبل مواجهة إيران مع الفريق الأميركي الثلاثاء، في لقاء يحمل نكهة سياسية، نظراً للعلاقة المتوترة بين البلدين، وعلاقات دبلوماسية مقطوعة قبل أكثر من 40 عاماً. وتولى كلينزمان تدريب منتخب الولايات المتحدة بين 2011 و2016 وقاده في مونديال البرازيل 2014.
وخفف مدرب المنتخب الأميركي جريج برهالتر مما يدور من جدل قائلاً: «إنها ليست معركة سياسية، أتوقع أن تكون مباراة قوية بالنظر إلى رغبة كل فريق في التأهل لثمن النهائي».
وأضاف: «في كرة القدم أنت تلتقي مع كثير من الناس المختلفين من شتى أنحاء العالم، ويوحدكم في ذلك حب اللعبة. نحن لاعبو كرة قدم وسننافس وهم سينافسون. وهذا كل ما في الأمر». وبعد فوز إيران الدرامي في الوقت القاتل 2 - صفر على ويلز وتعادل إنجلترا مع الولايات المتحدة الجمعة، أصبح باب الاحتمالات والسيناريوهات مفتوحاً على مصراعيه في المجموعة الثانية مع تأجل الحسم إلى الجولة الثالثة والأخيرة التي تشهد لقاء آخر بين إنجلترا ويلز.
وستكون مواجهة إيران والولايات المتحدة إعادة للتذكرة بمباراتهما في دور المجموعات في كأس العالم 1998 بفرنسا، التي أطلق عليها «أم المباريات» والتي انتهت بفوز إيران 2 - 1.
جدل كلينزمان وكيروش يشعل الأجواء قبل مواجهة إيران والولايات المتحدة
جدل كلينزمان وكيروش يشعل الأجواء قبل مواجهة إيران والولايات المتحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة