مجزرة جديدة في جوس تزيد الضغوط على الرئيس النيجيري

وقع انفجاران في مدينة جوس بوسط نيجيريا مساء أول من أمس عقب سلسلة هجمات شنها متمردو جماعة بوكو حرام، وأعلنت وكالة إغاثة أمس أن قتل 44 نيجيريا على الأقل. وأدى التفجير إلى رفع حصيلة القتلى خلال الشهر الحالي في العمليات والانفجارات والهجمات الانتحارية إلى 267 شخصا و524 منذ وصول الرئيس النيجيري محمد بخاري إلى سدة الرئاسة في 29 مايو (أيار) الماضي وفقا لتعداد تجريه لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتوعد الجنرال السابق مرارا بسحق المتطرفين ويسعى إلى نشر تعزيزات للقوة الإقليمية في نهاية الشهر لتوجيه الضربة القاضية لحركة التمرد. ولكن مع ارتفاع حصيلة الضحايا ووتيرة الهجمات وعجز المؤسسة العسكرية عن تفادي الهجمات على المدنيين، سيخضع لضغوط كبيرة للتحرك بسرعة.
ووقع الانفجار الأول في مركز تجاري قرب محطة للحافلات وجامعة جوس أول من أمس، ووقع الثاني بعد أربع دقائق قرب مسجد، لكن جوس كبرى مدن ولاية بلاتو تشهد انقسامات دينية عميقة وتتعرض تكرارا لهجمات بوكو حرام المتشددة.
وقال محمد عبد السلام من الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث لوكالة الصحافة الفرنسية: «لدينا 44 قتيلا و47 جريحا في الوقت الراهن في موقعي الانفجارين».
وأوضح عمر أبو بكر الذي كان في أحد المساجد أن «عددا من المهاجمين أطلقوا النار من الخارج في مساء أول من أمس»، وأضاف: «أطلقوا صاروخ (آر بي جي) على المسجد لكنه أصاب قضيبا معدنيا في الواجهة وانفجر، وسقط كثير من القتلى والجرحى جراء الانفجار وإطلاق النار»، وأوضح: «إنها معجزة أن أكون على قيد الحياة لأني عاجز عن تفسير ما حدث». وفي وضح النهار، ظهرت آثار الرصاص والدماء في المسجد في حين تناثرت الأحذية والكتب والأغراض الشخصية على الأرض.
واستهدف الهجوم الثاني مطعم شغالينكو المكتظ في مركز تجاري على جادة بوشي الذي يحظى بشعبية بين المسافرين من شمال شرقي البلاد. وقال محمد شافعي أحد السكان المحليين الذي يرتاد المطعم بانتظام إن «كل الحي شعر بقوة الانفجار»، وشاهد 25 جثة بينها جثث أربع نادلات. وأضاف: «لحقت بالمطعم أضرار جسيمة. وتناثرت على الأرض الأشلاء البشرية والدماء والطاولات والكراسي البلاستيكية والأغراض الشخصية».
وتأتي مجزرة جوس بعد عملية انتحارية استهدفت أول من أمس، كنيسة في مدينة بوتيسكوم شمال شرقي البلاد، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم قس وامرأة وولداها.
ويذكر أن في الأسبوع الماضي هاجم ناشطون متشددون عددا من القرى في محيط بحيرة تشاد، ما أسفر عن مقتل أكثر من 150 مصليا في مساجد.
وقال بخاري إن «بوكو حرام التي أعلنت ولاءها لتنظيم (داعش) أعلنت الحرب على كل قيمنا»، ووعد بأن «لا يوفر جهدا للقضاء على بوكو حرام والإرهاب والمتطرفين في نيجيريا في أقرب فرصة».
وعادة ما تستهدف حركة بوكو حرام المدنيين بعد أن سيطرت العام الماضي على مناطق في شمال شرقي البلاد. وطرد المتمردون من المدن والقرى منذ مطلع العام، لكن الهجمات تظهر بأنها ليست قوة مستنفدة.
وأفاد محللون أمنيون بأن ارتفاع وتيرة الهجمات خلال شهر رمضان صادف مع إعطاء بخاري الأولوية لقضايا أخرى ملحة مثل تحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد.