إطلاق بورصة للسلع في مصر

اجتماع لجنة محافظي البنوك المركزية لدول الكوميسا في شرم الشيخ

جرس في وسط قاعة التداول الرئيسية ببورصة مصر (موقع بورصة مصر)
جرس في وسط قاعة التداول الرئيسية ببورصة مصر (موقع بورصة مصر)
TT

إطلاق بورصة للسلع في مصر

جرس في وسط قاعة التداول الرئيسية ببورصة مصر (موقع بورصة مصر)
جرس في وسط قاعة التداول الرئيسية ببورصة مصر (موقع بورصة مصر)

تطلق مصر اليوم الأحد بورصة‏ للسلع بهدف‏ استقرار ‏الأسعار وتفعيل أدواتها وآلياتها السوقية.
يأتي ذلك اتساقاً مع السياسة المصرية في تنظيم أسواق السلع ‏وضبط واستقرار أسعارها في السوق المصرية.
كانت وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية قد أعلنت، في بيان يوم الثلاثاء الماضي، طرح كميات للبيع من مخزون الأقماح لديها لشركات مطاحن القطاع الخاص ‏من القمح المستورد عبر منصة البورصة المصرية للسلع وبمعدل طرح ‏مرتين أسبوعياً، وذلك ابتداءً من اليوم الأحد، ليمثل ذلك موعد الانطلاق الفعلي للبورصة ‏المصرية للسلع.
ولفتت إلى أن الهيئة العامة للسلع التموينية ستكون طرفاً بائعاً للكميات المتاحة حتى لا يؤثر ذلك على الاحتياطي ‏الاستراتيجي، وستكون الشركة القابضة للصوامع الجهة ‏الملتزمة بالتسليم.
على صعيد آخر، يستضيف البنك المركزي المصري الاجتماع السنوي السادس والعشرين للجنة محافظي البنوك المركزية لدول الكوميسا، في مدينة شرم الشيخ الساحلية.
وأوضح بيان للبنك أمس، أنه «تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية باستمرار دعم التعاون والتكامل الأفريقي، استضاف البنك المركزي المصري، الاجتماع السنوي السادس والعشرين للجنة محافظي البنوك المركزية لدول الكوميسا التي ترأسها مصر حالياً».
حضر الاجتماع عدد من محافظي وممثلي البنوك المركزية لدول الكوميسا ومنها: مصر، جيبوتي، السودان، زيمبابوي، بوروندي، أوغندا، مالاوي، زامبيا، وإيسواتيني، فضلاً عن ممثل السكرتير العام للكوميسا، ومدير المعهد النقدي للكوميسا.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب حسن عبد الله محافظ البنك المركزي المصري بالوفود المشاركة، معرباً عن سعادته باستضافة مصر للاجتماعات التي تعقد حضورياً لأول مرة بعد تفشي وباء كورونا.
وأشار في كلمته، وفق البيان، إلى التحديات التي تواجه العالم بصفة عامة وإقليم الكوميسا بشكل خاص، من تداعيات وباء كورونا وتغير المناخ، فضلاً عن الأزمة الروسية الأوكرانية، موضحاً أنه يقع على عاتق البنوك المركزية جزء كبير من جهود إنقاذ الاقتصادات من الركود وضمان الانتعاش الاقتصادي والنمو المستدامين، مع حماية الفئات الأكثر احتياجاً في المجتمع.
ويأتي اجتماع لجنة محافظي البنوك المركزية لدول الكوميسا، عقب سلسلة من الاجتماعات التمهيدية استمرت لمدة 5 أيام، بدءاً من اجتماعات اللجان الفنية للخبراء خلال الفترة من 19 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، والاجتماعات على مستوى مكتب لجنة المحافظين يوم 23 من نفس الشهر.
وقد استعرض المحافظون تقريراً حول الأداء الاقتصادي لدول الكوميسا، فيما يتعلق بمعايير التقارب الاقتصادي المعمول بها في الإقليم، فضلاً عن اعتماد نشر التقرير الأول حول الاستقرار المالي بدول الكوميسا (FSR)، والذي أعده فريق عمل متخصص تم تشكيله من عدد من البنوك المركزية الأعضاء بالإقليم برئاسة البنك المركزي المصري.
وشهد الاجتماع أيضاً اعتماد عدد من التقارير المتعلقة بورش العمل والبرامج التدريبية التي يعقدها المعهد النقدي للكوميسا، ومنها تقرير حول برنامج تدريبي استضافه البنك المركزي المصري بالتعاون مع المعهد خلال شهر سبتمبر (أيلول) 2022 حول «التحديات التي تواجه البنوك المركزية بالكوميسا في مجال الرقابة والإشراف».
وفى نهاية الاجتماع تم الإعلان عن تشكيل مكتب لجنة المحافظين للعام 2023، برئاسة محافظ بنك الاحتياطي الزيمبابوي، ومناقشة بعض بنود خطة عمل المعهد لعام 2023 والتي تتضمن استضافة البنك المركزي المصري بالتعاون مع المعهد النقدي للكوميسا لعدد من البرامج التدريبية في مجالات الرقابة والإشراف والاستقرار المالي والتكنولوجيا المالية الحديثة.


مقالات ذات صلة

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مسؤولو «مدن» الإماراتية و«حسن علام» المصرية خلال توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مشروع رأس الحكمة (الشرق الأوسط)

«مدن القابضة» الإماراتية توقع مذكرة تفاهم في البنية التحتية والطاقة بمشروع رأس الحكمة

وقعت «مدن القابضة» الإماراتية، اليوم الثلاثاء، مذكرة تفاهم مع مجموعة «حسن علام القابضة» المصرية، لتعزيز أفق التعاون في مشروع رأس الحكمة في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الشمس أثناء الغروب خلف أعمدة خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي (رويترز)

الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل الانقطاعات

ترى الشركة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، أن الربط الكهربائي بين البلدين سيحسّن إمدادات التيار في المنطقة ويقلل من انقطاعات الكهرباء.

صبري ناجح (القاهرة)
الاقتصاد اللواء الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء (الشرق الأوسط)

محافظ جنوب سيناء: نتطلع لجذب الاستثمارات عبر استراتيجية التنمية الشاملة

تتطلع محافظة جنوب سيناء المصرية إلى تعزيز موقعها كمركز جذب سياحي، سواء على مستوى الاستثمارات أو تدفقات السياح من كل أنحاء العالم.

مساعد الزياني (دبي)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».