الدوسري والشهري... الثنائي القاتل يتربص بالشباك البولندية

تألقهما أمام الأرجنتين أعاد لأذهان العرب ثنائية بلّومي وماجر

سالم الدوسري خلال تدريبات الأخضر الأخيرة (الشرق الأوسط)  -  صالح الشهري يستعد لوضع بصمته أمام بولندا (أ.ف.ب)
سالم الدوسري خلال تدريبات الأخضر الأخيرة (الشرق الأوسط) - صالح الشهري يستعد لوضع بصمته أمام بولندا (أ.ف.ب)
TT

الدوسري والشهري... الثنائي القاتل يتربص بالشباك البولندية

سالم الدوسري خلال تدريبات الأخضر الأخيرة (الشرق الأوسط)  -  صالح الشهري يستعد لوضع بصمته أمام بولندا (أ.ف.ب)
سالم الدوسري خلال تدريبات الأخضر الأخيرة (الشرق الأوسط) - صالح الشهري يستعد لوضع بصمته أمام بولندا (أ.ف.ب)

بعد أربعين عاماً على الملحمة الجزائرية ضد ألمانيا الغربية في مدينة خيخون الإسبانية عندما سجّل لخضر بلّومي ورابح ماجر ثنائية لا تزال عالقة في الأذهان، نسخ صالح الشهري وسالم الدوسري السيناريو ذاته بقيادة السعودية إلى فوز مزلزل على الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي في الدوحة.
أوجه الشبه كبيرة بين المباراتين: الأولى دخلها المنتخب الألماني الغربي منتشياً بإحرازه كأس أوروبا على حساب بلجيكا عام 1980، وضمّ في صفوفه جيلاً ذهبياً على غرار كارل-هاينتس رومينغه وبول برايتنر وفيليكس ماغات وبيار ليتبارسكي وغيرهم، والثانية خاضها المنتخب الأرجنتيني الثلاثاء بطلاً لقارته أيضاً عام 2021 ومتسلحاً بسجل يتضمن 36 مباراة من دون خسارة يعود إلى أكثر من ثلاث سنوات.
كما يضمّ المنتخب الأرجنتيني في صفوفه النجم ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم سبع مرات، ولاعبين في أعرق الأندية الأوروبية.
في 1982 في إسبانيا، دخلت ألمانيا الغربية مباراتها مع الجزائر بعجرفة، إذ صرّح مدربها آنذاك يوب درفال قائلا «لو خسرت فسوف أعود في أول قطار إلى ميونيخ»، فضلاً عن اللاعبين إذ قال رومينيغه «سنسجّل العديد من الأهداف، سنهدي السابع لزوجاتنا والثامن لكلابنا»، أما المدافع مانفريد كالتس فقال «سألعب معهم بملابس السهرة».
لكن على ملعب «إل مولينون» خاض الجزائريون في باكورة مبارياتهم في في كأس العالم وبقيادة المدربين محيي الدين خالف و«الأسطورة» رشيد المخلوفي ملحمة كروية، وتمكنوا من الفوز بهدفي ماجر وبلومي، مقابل هدف رومينيغه.
انتهت المغامرة الجزائرية بحزن شديد نتيجة ما سُمي «عار خيخون» بعدما تغلبت ألمانيا الغربية على النمسا 1- صفر في نتيجة مفيدة للطرفين ومشبوهة، إذ ضمنا التأهل معاً.
وفي استاد لوسيل في الدوحة، ضربت السعودية عرض الحائط بالتوقعات، كما فعلت الجزائر لتحقق إحدى أكبر المفاجآت في نهائيات كأس العالم.
وظن الجميع أن السعودية ستنهار بعد أن تخلفت بهدف مبكر لميسي من ركلة جزاء، لكنها ردّت بقوة في مطلع الشوط الثاني وفي غضون 5 دقائق مجنونة انقلب المشهد تماما.
نجح صالح الشهري في استثمار كرة أمامية وسار بها مراقباً من مدافع الأرجنتيني كريستيان روميرو، قبل أن يسدّدها بعيداً عن متناول الحارس الأرجنتيني إيميليانو مارتينيس.
ووفقا لشبكة «أوبتا» للإحصائيات، فإن الشهري بات ثالث أكبر لاعب يسجل للسعودية في كأس العالم (29 عاما و21 يوما)، بعد يوسف الثنيان (34 عاما و218 يوما) وسامي الجابر (33 عاما و185 يوما).
كان الهدف بمثابة مفتاح العودة في النتيجة للمنتخب السعودي. ولم يكن «ألبيسيليستي» أفاق من الصدمة حتى جاء الثاني.
وسجّل الدوسري الملقب بـ«تورنيدو» هدفاً ولا أروع، عندما تخلّص من مدافعين بحركة فنية رائعة قبل أن يسدّد كرة صاروخية استقرت في شباك الحارس الأرجنتيني.
وبات الدوسري ثاني لاعب سعودي يسجل هدفا في نسختين مختلفتين في النهائيات العالمية إلى جانب سامي الجابر الذي أشاد به بقوله على حسابه على تويتر «أي لاعب يستطيع التسجيل، لكن ليس كل لاعب يستطيع اتخاذ القرارات الجريئة ويصنع من الكرة العادية، مشهدا يخلد في التاريخ».
وتابع «عندما تصل الكرة بين قدمي سالم الدوسري، توقع الإبهار في أي لحظة، نجم ثقيل وشخصية كبيرة لديها ثقة وشجاعة في حسم القرارات بغض النظر عن هوية الخصم.. نحبك يا بطل». من خيخون إلى لوسيل، ما أشبه الأمس باليوم.
ويشكل الدوسري إحدى أبرز الأيقونات في التشكيلة السعودية «المونديالية»، ويعلق عليه الكثيرون آمالا لا حدود لها في كأس العالم وأولهم الفرنسي رينارد المدير الفني للأخضر.
ومنذ خوضه مباراته الدولية الأولى ضد أستراليا في فبراير (شباط) 2012 خلال تصفيات مونديال 2014 حيث سجّل هدفا في المباراة التي خسرتها السعودية 2-4، بات سالم الدوسري الملقب بالـ«تورنيدو»؛ نظرا للجهود الجبارة التي يبذلها على المستطيل الأخضر، عنصراً أساسياً في صفوف «الصقور الخضر».
وعلى الرغم من مشاركته في معظم الأحيان في مركز الجناح، فإنه يستطيع اللعب في أي مركز في خط الأمام، بفضل سرعته ورشاقة ساقيه التي تجعل منه مراوغاً من الطراز الأول، حتى إن البعض أطلقوا عليه لقب «نيمار الخليج»، كما أنه غالبا ما يوجد في المناطق الخطرة لإنهاء الهجمات ويقوم بممارسة ضغط على المنافس عندما لا تكون الكرة في حوزة فريقه.
وتعوّل السعودية كثيراً على الدوسري في ثاني مونديال يشارك فيه، بعد الأوّل في روسيا 2018، عندما سجّل هدف الفوز 2-1 في مرمى مصر في الثواني الأخيرة.
وخاض الدوسري حتى الآن 63 مباراة دولية في صفوف السعودية وسجّل 17 هدفا، وهو أحد اللاعبين السعوديين القلائل الذين سجّلوا في كأس العالم وكأس آسيا (2019) والألعاب الأولمبية في طوكيو2021.
كما زار الشباك أيضاً في صفوف ناديه الهلال في كأس العالم للأندية ضد فلامنغو البرازيلي، في نصف نهائي نسخة عام 2019 عندما خسر فريقه 1-3، ثم في مباراة فريقه ضد الجزيرة (6-1) في نسخة عام 2022 من البطولة ذاتها.


مقالات ذات صلة

ملف استضافة السعودية لـ«مونديال 2034» يحصل على أعلى تقييم في تاريخ الحدث العالمي

رياضة سعودية إنفانتينو رئيس «فيفا» حاملاً ملف الترشح السعودي لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

ملف استضافة السعودية لـ«مونديال 2034» يحصل على أعلى تقييم في تاريخ الحدث العالمي

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، حصول ملف استضافة المملكة لكأس العالم 2034، على أعلى تقييم فني يمنحه الاتحاد الدولي عبر التاريخ لملف تم تقديمه لاستضافة البطولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية الهدف من الصندوق وشراكته مع الجهات المعنية مساعدة «فيفا» بتحقيق نتائج تتخطى حدود الملعب (الشرق الأوسط)

«فيفا» يطلق صندوق إرث كأس العالم 2022

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إطلاق أنشطة صندوق إرث كأس العالم قطر 2022، الذي أعلنه في نوفمبر 2022، بتمويل قدره 50 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عربية هايف المطيري (الاتحاد الكويتي)

الحكم ببراءة الرئيس السابق للاتحاد الكويتي لكرة القدم

قضت دائرة جنايات بالمحكمة الكلية في الكويت ببراءة الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم هايف المطيري ونائبه أحمد عقلة والأمين العام صلاح القناعي من التهم المنسوبة لهم.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حسين الصادق بجوار مانشيني خلال مباريات الدوري السعودي (المنتخب السعودي)

الصادق يعتذر عن إكمال مهمته... ويغادر إدارة المنتخب السعودي

كتب حسين الصادق مدير المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، الفصل الأخير في مشواره مع «الأخضر»، بعد أن تقدم باستقالته رسمياً من منصبه واعتذاره عن عدم الاستمرار>

«الشرق الأوسط» (الرياض )

البرازيلي ميكالي يوقع عقود تدريب منتخب مصر للشباب

البرازيلي روجيرو ميكالي مديراً فنياً لمنتخب مصر للشباب (الاتحاد المصري)
البرازيلي روجيرو ميكالي مديراً فنياً لمنتخب مصر للشباب (الاتحاد المصري)
TT

البرازيلي ميكالي يوقع عقود تدريب منتخب مصر للشباب

البرازيلي روجيرو ميكالي مديراً فنياً لمنتخب مصر للشباب (الاتحاد المصري)
البرازيلي روجيرو ميكالي مديراً فنياً لمنتخب مصر للشباب (الاتحاد المصري)

أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم عن توقيع البرازيلي روجيرو ميكالي، المدير الفني السابق للمنتخب الأولمبي، على عقود تعيينه مديراً فنياً لمنتخب مصر للشباب (مواليد 2005).

وذكر المركز الإعلامي للاتحاد المصري لكرة القدم، الأحد، أن مجلس إدارة الاتحاد عقد جلسة مع ميكالي، تم الاتفاق خلالها على تفاصيل العمل خلال المرحلة المقبلة.

وحقق ميكالي إنجازاً تاريخياً مع المنتخب الأولمبي المصري، بقيادته للتأهل إلى قبل النهائي في أولمبياد باريس 2024، مما دفع الاتحاد المصري للتعاقد معه لقيادة جيل جديد، استعداداً لأولمبياد لوس أنجليس 2028.