إندونيسيا تسابق الوقت للعثور على عشرات المفقودين

الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو يزور ملجأ للناجين من الزلزال، أمس (أ. ف.ب)
الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو يزور ملجأ للناجين من الزلزال، أمس (أ. ف.ب)
TT

إندونيسيا تسابق الوقت للعثور على عشرات المفقودين

الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو يزور ملجأ للناجين من الزلزال، أمس (أ. ف.ب)
الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو يزور ملجأ للناجين من الزلزال، أمس (أ. ف.ب)

استخدمت السلطات الإندونيسية الآليات الثقيلة والمروحيات وآلاف العناصر، أمس (الخميس)، لتحديد مواقع عشرات الأشخاص العالقين تحت الأنقاض بعدما أودى زلزال بـ272 شخصاً، بينما تتضاءل فرص العثور على ناجين.
وتم انتشال بعض الأحياء من تحت الركام المعدني والإسمنتي في عمليات إنقاذ مؤثّرة شهدتها بلدة سيانجور في مقاطعة جاوا الغربية، كان بينهم طفل في السادسة من عمره أمضى يومين تحت الأنقاض من دون أي طعام أو مياه.
وأفاد مسؤولون بأن 39 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين، ويُعتقد أنهم عالقون، بينهم فتاة في السابعة، في وقت تأخرّت جهود الإنقاذ نتيجة الأمطار والهزّات الارتدادية.
لكن إنقاذ الطفل أزكا في عملية التقطتها عدسات الكاميرات أعطى جرعة أمل لأقارب المفقودين وعناصر الإنقاذ.

وقال عنصر الإغاثة المتطوّع جيكسن كوليبو لـ«فرانس برس» الخميس: «عندما أدركنا أنّ أزكا لا يزال على قيد الحياة، انفجر الجميع بالبكاء بمن فيهم أنا»، مشيراً إلى أنّ ما حدث كان أشبه بـ«معجزة».
وفي منطقة سوغينانغ التي تعد الأكثر تضرراً، انشغل عشرات عناصر الإغاثة بحفر ألواح إسمنت كبيرة الخميس، بينما أزالوا بلاط سقف منزل مدمّر حيث يعتقد أن الطفلة علقت، وذلك على مرأى من والدتها المفجوعة.
واستخدم عناصر آخرون معدات الحفر والمطارق وأيديهم لإزالة الركام، في إطار مهمة صعبة للعثور على سيكا ابنة السنوات السبع. وقالت والدتها إيماس ماسفاهيتاه لـ«فرانس برس» في المكان: «كانت تلعب في الخارج وكنت أنا أطهو في المطبخ. وفجأة، وقع الزلزال بشكل سريع جداً. في ثانيتين فقط، انهار منزلي... حدسي يقول إنها هنا لأنها كانت تحب اللعب هنا»، في إشارة إلى منزل جدة الطفلة حيث تتركّز عمليات البحث. وأضافت: «مهما حصل، سأحاول تقبل الأمر».
وعلّقت فرق الإغاثة عملية البحث عن سيكا خلال المساء على أن تُستكمل اليوم (الجمعة). وقال رئيس الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث سوهاريانتو، في مؤتمر صحافي: «ما زلنا نأمل أن يكون هناك ناجون. الدليل هو أن أزكا نجا بالأمس».
- «لعله القدر»
يتوقع أن ترتفع حصيلة القتلى جرّاء زلزال الإثنين في ظل وجود ألفي جريح، حالات بعضهم حرجة، بينما لا تزال قريتان مقطوعتان عن العالم.
وارتفع العدد الخميس بعدما عُثر على جثة شخص يبلغ 64 عاماً، بحسب سوهاريانتو.
واستخدم آلاف عناصر الإغاثة حفارات لشق طريقهم للوصول إلى القرى بينما استُخدمت مروحيات لإلقاء المساعدات الأساسية للسكان الذين ما زالوا عالقين.
لكن سوهاريانتو أشار إلى أن استخدام الآليات الثقيلة للحفر من أجل البحث عن ناجين ينطوي على مخاطر كبيرة خشية انهيار أبنية أو وقوع مزيد من الانزلاقات الأرضية.
ويتوقع أن تتواصل عملية الإنقاذ لمدة تتجاوز 72 ساعة، التي تعد أفضل فرصة للعثور على ناجين.
وقال سوهاريانتو: «نأمل في غضون يوم أو يومين بعد تحسن الطقس أن يكون بإمكاننا نشر مزيد من المعدات الثقيلة والعثور على مزيد من الضحايا».
وزار الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو المنطقة مجدداً الخميس مرجحاً وجود 39 شخصاً في عداد المفقودين في منطقة سوغينانغ وحدها. وقال للصحافيين: «سنركّز بعد ظهر اليوم على هذا الموقع». ولفت ويدودو إلى أن 24 مصاباً ما زالوا في مستشفى البلدة «سايانغ» حيث نُقل 741 شخصاً عندما وقع الزلزال.
وأكد سكان المنطقة أنهم لم يشهدوا كارثة كهذه من قبل. وقال أديك (52 عاماً): «لا أعرف لماذا كان تأثير الزلزال في سوغيانغ الأسوأ خصوصاً. لعله القدر. هذا ما اختاره الله».
- مشرّدون
تضرر أكثر من 56 ألف منزل، وأجبر أكثر من 62 ألف شخص على التوجّه إلى مراكز الإيواء، ما خلّف كثيراً من المشرّدين في بلدة لا تتوافر فيها الموارد بالشكل الكافي.
ورفع البعض لافتات طلبوا فيها المساعدة، بينما حمل آخرون صناديق وتوسلوا الحصول على تبرعات بعدما خسروا كل شيء.
وأفاد ويدودو بأن التضاريس الوعرة تمثّل تحدياً في إيصال المساعدات لأولئك الأكثر حاجة إليها.
تشهد إندونيسيا بانتظام زلازل أو نشاطات بركانية، بسبب موقعها على «حزام النار» في المحيط الهادئ حيث تلتقي الصفائح التكتونية.
وكانت هزة الإثنين الأكثر دموية في الأرخبيل منذ أودى زلزال وتسونامي نجم عنه بأكثر من 4000 شخص في جزيرة سولاوسي عام 2018.
لكن ولادة 3 رضّع في خيمة الإيواء نفسها في اليوم التالي بعد الكارثة الأخيرة أضفى بعض البهجة على السكان، بحسب حاكم جاوا الغربية رضوان كامل، الذي نشر تسجيلاً مصوراً الأربعاء لزيارة أجراها للخيمة حيث أطلق على أحد المواليد الجدد اسم غمبيتا المستوحى من كلمة زلزال باللغة الإندونيسية.
ولدى تلفظه باسم المولودة، هتف أقارب وأصدقاء والدتها ديوي: «الحمد لله».


مقالات ذات صلة

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أوروبا شخص ينظر إلى الأنقاض والحطام بعد زلزال في كهرمان مرعش بتركيا 8 فبراير 2023 (رويترز)

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أفاد التلفزيون التركي، اليوم الأحد، بوقوع زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
يوميات الشرق شرم الشيخ شهدت زلزالاً بلغت قوته 4.25 درجة على مقياس ريختر (عبد الفتاح فرج)

ما أسباب تكرار الهزات الأرضية في شمال البحر الأحمر؟

سجّلت محطات شبكة الزلازل القومية، هزة أرضية على بُعد 12 كيلومتراً من مدينة شرم الشيخ، عند الساعة 7:34 صباحاً بتوقيت القاهرة، مما أثار انتباه السكان في المنطقة.

محمد السيد علي (القاهرة)
شؤون إقليمية قُبض على الإسرائيلي بوريس ولفمان في إسطنبول 2015 وسُلم لإسرائيل لاتهامه بالاتجار بالأعضاء وعاد إلى تركيا عام 2017 (إعلام تركية)

القبض على إسرائيلي في تركيا للاتجار بأعضاء اللاجئين السوريين

قررت محكمة تركية في إسطنبول توقيف إسرائيلي مطلوب من الإنتربول الدولي بنشرة حمراء، لتورطه في عمليات اتجار بالأعضاء في أوساط اللاجئين السوريين في تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية سكان مالاطيا غادروا منازلهم وبقوا في الشوارع بسبب الهلع من الزلزال (إعلام تركي)

زلزال بقوة 5.9 درجة ضرب شمال تركيا وأعاد ذكريات «كهرمان ماراش»

ضرب زلزال بقوة 5.9 درجة على مقياس ريختر ولاية مالاطيا في شرق تركيا تأثرت به بعض المناطق في جنوب شرقي البلاد وفي شمال سوريا ولم يسفر عن ضحايا أو إصابات خطيرة

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية صورة أرشيفية لآثار الزلزال الذي ضرب ملاطية العام الماضي (غيتي)

شعر به سكان مدن سورية... زلزال بقوة 5.9 درجة يضرب جنوب شرق تركيا

أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن زلزالاً بقوة 5.9 درجة هز إقليم ملاطية في جنوب شرق تركيا، اليوم الأربعاء، وشعر به سكان مدن سورية.

«الشرق الأوسط» (اسطنبول)

كوريا الشمالية تصادق على معاهدة دفاعية مع روسيا

بوتين وكيم خلال لقائهما في روسيا العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
بوتين وكيم خلال لقائهما في روسيا العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

كوريا الشمالية تصادق على معاهدة دفاعية مع روسيا

بوتين وكيم خلال لقائهما في روسيا العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
بوتين وكيم خلال لقائهما في روسيا العام الماضي (أرشيفية - رويترز)

صادقت كوريا الشمالية على معاهدة دفاع مشترك مع روسيا، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم (الثلاثاء)، ما يؤكد عمق التعاون الأمني بين البلدين في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويضفي هذا الاتفاق طابعاً رسمياً على أشهر من توطيد الروابط العسكرية بين البلدين اللذين كانا حليفين طوال الحرب الباردة.

واتهمت سيول وحليفتها الولايات المتحدة، كوريا الشمالية المسلحة نووياً، بإرسال آلاف الجنود إلى روسيا تم حشدهم على الحدود قرب كورسك، وفقاً للتقارير.

وأوردت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن المعاهدة تمت «المصادقة عليها بمرسوم» أصدره الزعيم كيم جونغ أون، مشيرة إليه بمنصبه الرسمي بصفته «رئيساً لشؤون الدولة لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية».

ويأتي الإعلان بعدما صوّت المشرعون الروس بالإجماع الأسبوع الماضي، على إقرار المعاهدة التي وقعها الرئيس فلاديمير بوتين لاحقاً.

وقالت وكالة الأنباء المركزية إن «المعاهدة ستدخل حيز التنفيذ بدءاً من اليوم الذي يتبادل فيه الجانبان وثائق المصادقة».

وأصبحت كوريا الشمالية إحدى أبرز الدول الداعمة للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

ويتهم الغرب بيونغ يانغ بتزويد موسكو قذائف مدفعية وصواريخ لاستخدامها في أوكرانيا، لكن هذا الدعم تصاعد في الأسابيع الأخيرة مع ورود تقارير تفيد بوصول آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى روسيا للمشاركة في القتال.

ووقع بوتين وكيم معاهدة الشراكة الاستراتيجية في يونيو (حزيران)، خلال زيارة الرئيس الروسي لبيونغ يانغ. ويلزم هذا الاتفاق الدولتين بتقديم المساعدة العسكرية «دون تأخير» للطرف الآخر، في حال تعرضه لهجوم، إضافة إلى التعاون دولياً في وجه العقوبات الغربية.

وأشاد بوتين بالاتفاق في يونيو، ووصف الوثيقة بأنها تمثل «اختراقاً».

مزيد من الجنود

وقال المحلل في المعهد الكوري للوحدة الوطنية هونغ مين: «مع المصادقة الثنائية، ستطالب بيونغ يانغ وموسكو بشرعية الانتشار العسكري لكوريا الشمالية في روسيا، بذريعة أن هذا الإجراء مبرر بموجب المعاهدة التي تمت المصادقة عليها بين البلدين».

وأضاف: «رغم أن المعاهدة لا تتخطى قرارات الأمم المتحدة التي تحظر تعاوناً مماثلاً، سيؤكد (الرئيسان) شرعيتها على أساس اتفاقهما».

وأوضح «هذا يثير احتمال نشر مزيد من الجنود الكوريين الشماليين في روسيا بالمستقبل».

وكانت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي، زارت موسكو أخيراً، وصرحت بأن بلادها «ستقف بحزم إلى جانب رفاقنا الروس حتى يوم النصر».

ووصفت هجوم موسكو على أوكرانيا بأنه «صراع مقدس»، قائلة إن بيونغ يانغ تؤمن بـ«القيادة الحكيمة» لبوتين.

واستندت كوريا الجنوبية وأوكرانيا والغرب إلى تقارير استخباراتية تفيد بأن كوريا الشمالية نشرت نحو 10 آلاف جندي في روسيا للمشاركة بالقتال ضد أوكرانيا.

وعندما سئل بوتين عن هذه القوات الشهر الماضي، لم ينكر الأمر؛ بل حرف الإجابة لانتقاد دعم الغرب لأوكرانيا.

ويخشى الغرب أن تقدم روسيا لكوريا الشمالية دعماً تكنولوجيّاً يعزز برنامجها النووي مقابل هذا الدعم.

وأجرت الدولة المعزولة أخيراً اختبارات عسكرية شملت تجربة لصاروخ باليستي عابر للقارات جديد يعمل بالوقود الصلب.