رغم الفرحة العارمة التي رافقت الفوز التاريخي لإسبانيا على كوستاريكا بسباعية نظيفة، أمس (الأربعاء)، في مستهل مشوار «لا روخا»، في مونديال قطر 2022. بدا المدرب لويس إنريكي حذراً من المبالغة في التفاؤل لاعتباره أن «المديح يُضعفك».
وكشّرت إسبانيا عن أنيابها في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة بأداء هجومي يجسد روح «التيكي تاكا» التي اشتهر بها المنتخب وبرشلونة، وذلك بموازاة سقوط صادم لألمانيا، المرشحة الكبرى الأخرى في المجموعة، أمام اليابان (1 - 2).
وبدت إسبانيا بقيادة كثير من نجومها الشبان عازمة منذ البداية على تجنب ما حصل مع العملاقين الألماني والأرجنتيني الذي خسر أيضاً الثلاثاء أمام السعودية (1 - 2) في المجموعة الثالثة.
وبانتظار المبارزة بين إسبانيا وألمانيا الأحد في الجولة الثانية، قام رجال إنريكي بالمطلوب منهم وأكثر، حاسمين النقاط الثلاث في الشوط الأول، بعدما أنهوه بثلاثية نظيفة قبل أن يضيفوا أربعة في الثاني، مانحين بلادهم أكبر فوز في تاريخ مشاركتها في النهائيات (الأكبر سابقاً كان 6 - 1 على بلغاريا عام 1998).
وأعرب أنريكي عن سعادته بهذا الانتصار الرائع الذي تحقق بعدما «كنا استثنائيين في الاستحواذ على الكرة؛ في إنهاء الهجمات، وأوفياء إلى الفكرة (الكروية) نفسها التي رافقت المنتخب الوطني لأعوام طويلة»، في إشارة منه إلى ما يعرف بـ«تيكي تاكا» الذي اشتهر به برشلونة وتبناه المنتخب منذ أيام المدرب لويس أراغونيس، ما قاده إلى لقب «كأس أوروبا 2008» ثم «مونديال 2010» وبعدها «كأس أوروبا 2012».
لن نسقط في هذا الفخ
لكن نجم وسط ريال مدريد وبرشلونة سابقاً كان حذراً من «الاسترخاء المبالغ به. قد يعتبره البعض أفضل أداء في البطولة حتى الآن، ما يجعلنا (المنتخب) هدفاً لإسقاطه كالفريق الذي يريد الجميع التغلب عليه».
وكشف: «سنكون أول فريق يطأ الملعب (اليوم الخميس) لخوض التمارين كي نحضر لمباراة ألمانيا»، مشدداً: «المديح يُضعِفك ونحن نعرف ذلك وبالتالي لن نسقط في هذا الفخ».
وتابع: «الفكرة هي أن نلعب بهذه الطريقة على الدوام، لكننا لن نفوز دائماً بفارق كبير. كل من يفهم كرة القدم يعرف أننا خصم صعب المراس».
وقدمت إسبانيا التي ودعت نهائيات 2018 من الدور ثمن النهائي بعدما تنازلت قبلها بأربعة أعوام عن اللقب بخروجها من الدور الأول، أداءً استثنائياً الأربعاء بجميع المعايير، ونجح لاعبوها في الشوط الأول بـ537 تمريرة في رقم لم يحققه أي منتخب منذ 1966، وفق «أوبتا» للإحصاءات، منهية اللقاء بـ1043 تمريرة ناجحة مع نسبة استحواذ بلغت 81.8 في المائة، وهي الأعلى في تاريخ النهائيات.
وبعدما بات يبلغ 18 عاماً و110 أيام، بوصفه أصغر لاعب يدافع عن ألوان إسبانيا في بطولة كبرى (كأس العالم أو كأس أوروبا) في التاريخ، دوَّن غافي بالهدف الخامس لإسبانيا اسمه في تاريخ النهائيات كأصغر لاعب يسجل في كأس العالم منذ أسطورة البرازيل بيليه (17 عاماً و249 يوماً) خلال نهائي 1958 ضد السويد (ثنائية في الفوز 5 - 2).
وبات نجم برشلونة ثالث أصغر هداف في تاريخ النهائيات بعد بيليه الذي كان يبلغ 17 عاماً و7 أشهر و27 يوماً حين سجل ضد ويلز في 19 يونيو (حزيران) 1958، والمكسيكي مانويل روخاس الذي كان يبلغ 18 عاماً و3 أشهر ويومين حين سجل في 19 يوليو (تموز) 1930 ضد الأرجنتين.
لاعب فريد من نوعه
وعلق غافي على دخوله التاريخ، قائلاً: «إنه أحد أفضل أحلامي. لم أتخيل ذلك في حياتي. أنا سعيد جداً».
وبدا إنريكي واثقاً من أن النجم الشاب سيصبح أحد أفضل اللاعبين في العالم، قائلاً إنه «لاعب فريد من نوعه. لاعب مختلف لأنه... في الثامنة عشرة من عمره، لكنه يملك شخصية لاعب مخضرم».
وتابع: «نحن سعداء لوجوده في فريقنا، ونعتقد أنه سيكون أحد أفضل النجوم في عالم كرة القدم»، مشيراً إلى أنه يتوقع من غافي مواصلة تطوره بالقول: «آمل أن يلعب كل مباراة أفضل من التي سبقتها، وأن يحاول اللعب بعدوانية أكثر مع الكرة ومن دونها».
والآن وبعد طيّ صفحة كوستاريكا والمباراة الافتتاحية، سيكون على غافي إثبات نضجه في مواجهة منتخب ألماني جريح سيقاتل بكل ما لديه من أجل محاولة تجنب الخروج من الدور الأول للمشاركة الثانية توالياً.