إمبولو: أسد سويسري غير مروّض لا يخاف من إخوته الكاميرونيين

إمبولو فضل الدفاع  عن ألوان  سويسرا بدلاً من «الأسود غير المروضة» (غيتي)
إمبولو فضل الدفاع عن ألوان سويسرا بدلاً من «الأسود غير المروضة» (غيتي)
TT

إمبولو: أسد سويسري غير مروّض لا يخاف من إخوته الكاميرونيين

إمبولو فضل الدفاع  عن ألوان  سويسرا بدلاً من «الأسود غير المروضة» (غيتي)
إمبولو فضل الدفاع عن ألوان سويسرا بدلاً من «الأسود غير المروضة» (غيتي)

إذا كان بريل إمبولو وُلد في الكاميرون، فإنه نشأ في سويسرا ويوضح سبب اختياره الدفاع عن ألوان سويسرا بدلاً من «الأسود غير المروضة»، قبل الديربي الشخصي اليوم في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة ضمن مونديال قطر. يقول لاعب الوسط المهاجم لنادي موناكو الفرنسي، «إذا سجّلت (هدفاً)، فسأحاول عدم الاحتفال. لكن كرة القدم هي رياضة المشاعر. إذا احتفلت، فلن يكون ذلك ضد بلدي الأم. ولكن لأنني أريد الفوز».
يضيف اللاعب البالغ من العمر 25 عاماً وأحد اللاعبين الذين ستُسلّط عليهم الأضواء في مواجهة سويسرا والكاميرون بملعب الجنوب في الوكرة «إنها مباراة خاصة جداً جداً بالنسبة لي ولجميع أفراد عائلتي. لأنها نوع من الصراع! ستكون هناك الكثير من المشاعر في هذه المباراة». ويتابع «خلال عملية سحب القرعة، أعترف بأنني لم أقفز فرحاً، لكن في الوقت نفسه، كنت فخوراً بكوني سأكون قادراً على اللعب ضد بلدي الآخر وإظهار ما تعلمته».
برز في مدرسة كرة القدم السويسرية. وصل إلى سويسرا في سن الرابعة مع والدته وشقيقه؛ كون والديه كانا مُطلَّقين، وتم اكتشاف موهبته في سن الثالثة عشرة من قبل نادي بازل، وسرعان ما تم اختياره للدفاع عن ألوان الفئات العمرية لقميص المنتخب السويسري. لكنه لم يكن يحمل الجنسية السويسرية، وتواصل معه «الأسود غير المروضة» في سن السابعة عشرة. يتذكّر بريل دونالد إمبولو، «أتيحت لي الفرصة للذهاب إلى كأس العالم مع الكاميرون في 2014، مع المدرب (الألماني) فولكر فينكه».
يضيف إمبولو الذي لعب أيضاً مع شالكه وبوروسيا مونشنغلادباخ الألمانيين «لم أقم قط بقطع الارتباط مع الكاميرون وكنت لعبت ثلاث أو أربع مباريات فقط مع بازل». ويوضح «لقد أجَّلت قدر الإمكان اختياري للمنتخب الذي سأدافع عن ألوانه، كان الأمر صعباً جداً. وبعد ذلك، وفي ذات يوم، تستيقظ، لديك إجاباتك وتقول لنفسك... هذا ما أريده. لا يجب العودة إلى الوراء. داخل العائلة، كان هناك مؤيدون لكلا الاختيارين. لكن الجميع احترم اختياري».
لا تزال الكاميرون تجري في عروقه. يقول إمبولو «يعيش جميع أفراد عائلتي هناك. وللحفاظ على هذه الرباط، أزور البلاد مرة أو مرتين في السنة». يواصل «أريد أن يحتفظ أطفالي بهذه الجذور أيضاً. وأريد أيضاً رد الجميل من خلال بعض الأعمال الخيرية، ولا سيما جمعيتي». يذهب «دائماً في إجازة إلى ياوندي ودوالا»، يعيد «شحن» طاقته هناك. يردف قائلاً «لا يزال والدي يعيش هناك. عندما نجتمع نشعر بالرضا حقاً». يشعر إمبولو بأنه في موطنه في سويسرا أيضاً، حيث يتمتع بشعبية كبيرة.
يؤكّد ليونيل بيتيه الصحافي في جريدة «لو تان»: «لديه هذه القدرة على التحدث إلى سويسرا بأكملها». يضيف «إنه مواطن كاميروني يتحدّث الفرنسية نشأ في سويسرا الناطقة بالألمانية، ويتحدّث الفرنسية والألمانية بشكل مثالي. لا يكاد يوجد أحد باستثناء (المتزلجة لارا) غوت - بهرامي أو (روجيه) فيدرر من بين أفضل الرياضيين في سويسرا للإجابة على الجميع بلغتهم. من أجل أن تصبح نجماً رياضياً وطنياً، ذلك مهم». الدليل على شعبيته الجارفة، هو الوحيد الذي لديه أغنية من المشجعين السويسريين باسمه، على أنغام «الأسد ميت هذا المساء، أوه إمبولو، أوه إمبولو».
رياضياً، قام أخيراً بتسوية مشكلته في التمركز داخل تشكيلة المنتخب الوطني، بفرض نفسه في مقدمة خط هجوم موناكو. في صفوف سويسرا، لعب في الجناحين الأيمن والأيسر بحكم أن مركز رأس الحربة كان محجوزاً لهاريس سيفيروفيتش.
كان إمبولو أكثر على الجناح، أو مهاجماً مزيفاً، أو حتى على مقاعد البدلاء... هو الآن في مستوى جيد مع فريقه موناكو بتسجيله ثمانية أهداف في 23 مباراة، في حين يعاني سيفيروفيتش الأمرّين في صفوف فريقه غلطة سراي التركي، حيث بالكاد يلعب (10 مباريات)، وسجل هدفين فقط ضد فريقين من الدرجة الأدنى في تركيا في مسابقة الكأس المحلية. في الوقت الحالي، حجز إمبولو مكانه في التشكيلة الأساسية، والأسد لا يخاف من إخوته الكاميرونيين سواء كانوا غير مروّضين أم لا.


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية شين تاي-يونغ (أ.ف.ب)

مدرب إندونيسيا: الفوز على «الأخضر» يمنحنا الثقة في بلوغ كأس العالم

يثق شين تاي-يونغ مدرب إندونيسيا في أن الفوز المفاجئ 2-صفر على السعودية، في جاكرتا أمس (الثلاثاء) سيمنح فريقه فرصة حقيقية في بلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».