حادث سير في قلب القاهرة يجدد مخاوف «القيادة المتهورة»

أسفر عن وفاة فتاة وإصابة 4

حادث صلاح سالم
حادث صلاح سالم
TT

حادث سير في قلب القاهرة يجدد مخاوف «القيادة المتهورة»

حادث صلاح سالم
حادث صلاح سالم

جدد حادث سير في قلب القاهرة، مخاوف «القيادة المتهورة» التي تودي بحياة العشرات سنوياً، فقد تسبب حادث طريق «صلاح سالم» الذي شغل المصريين خلال الساعات الماضية في وفاة فتاة وإصابة 4 آخرين.
وبعد ساعات من الجدل بشأن سبب وقوع الحادث، أظهر فيديو مدته 17 ثانية نشرته وزارة الداخلية المصرية على صفحتها على «فيسبوك» أن «فتاة تدعى (ريهان) كانت تقود سيارتها بسرعة عادية ثم فجأة عبرت الطريق وهي تزيد سرعتها بشكل مفاجئ قبل أن تصطدم بالحواجز الخرسانية على الجانب الآخر من الطريق».
ونفت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية الرواية التي تم تداولها أمس وهي أن سبب الحادث يعود إلى مطاردة سيارة أخرى يقودها شاب للفتيات الأربع.
وتعد القيادة المتهورة بطل العديد من الحوادث التي تثير الجدل في البلاد كما في واقعة الشاب الذي فتح باب سيارته وهو يقود بسرعة على طريق القاهرة - السويس الصحراوي، في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، ما جعل سائق سيارة نقل يصدمه بشكل متعمد.

كما أثبتت تحقيقات النيابة أن تعاطي المخدرات كان السبب الرئيسي وراء تهور سائق «أتوبيس» في حادث على طريق أجا - ميت غمر بنطاق محافظة الدقهلية (دلتا مصر) حيث صُدم الرأي العام بسبب مقتل 22 في الحادث معظمهم طلبة وعدد من الأطفال في نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وقال د. حسن مهدي، أستاذ الطرق بجامعة عين شمس، إن «تهور العنصر البشري يعد السبب الرئيسي وراء الحوادث في مصر حيث يتضمن العديد من المشكلات بداخله مثل السرعة الزائدة وتناول المخدرات قبل القيادة وعدم التركيز وضعف الانتباه فضلاً عن الإجهاد وقلة النوم»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يجب زيادة عدد كاميرات المراقبة بالشوارع والأحياء المختلفة وكذلك تغليط العقوبة لتكون رادعاً لكل من تسول له نفسه القيادة بشكل متهور».
وفي شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، لقيت سيدة مصرعها وأصيب اثنان آخران في حادث تصادم سيارتين بطريق صلاح سالم أعلى كوبري الجلاء نتيجة السرعة الزائدة.
ووفقاً لإحصاءات رسمية، فإن عام 2021 شهد 7101 حالة وفاة جراء حوادث الطرق بمصر بارتفاع 15.2 في المائة مقارنة بعام 2020 الذي شهد 6164 حالة وفاة، بينما لقي 6722 شخصاً حتفهم في حوادث الطرق في 2019.
وبحسب، المنتدي الاقتصادي العالمي، فإن مؤشر جودة الطرق في مصر قفز إلى المركز 28 على مستوى العالم عام 2019 بعد أن كان يقبع في المركز 118 عام 2014 بسبب مشاريع الطرق التي أطلقت عليها الحكومة المصرية اسم «المشروع القومي للطرق» الذي يستهدف تجهيز البنية التحتية للاستثمارات، فضلاً عن الحد من الحوادث المرورية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.