لوفيغارو: الأمن الفيدرالي الروسي يسعى للسيطرة على مولدوفا

قدم تقارير استخباراتية لبوتين تتوقع سيطرة سريعة على كييف فور بدء الغزو

شعار جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (ويكيبيديا)
شعار جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (ويكيبيديا)
TT

لوفيغارو: الأمن الفيدرالي الروسي يسعى للسيطرة على مولدوفا

شعار جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (ويكيبيديا)
شعار جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (ويكيبيديا)

قدم «القسم الخامس» في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي تقارير استخباراتية للرئيس فلاديمير بوتين توقعت السيطرة السريعة لروسيا على كييف قبيل انطلاق الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط). ورغم فشل هذه التوقعات وتلاشي سمعة هذا الجهاز، ما تزال قياداته تسعى لفتح «جبهة ثانية» عبر زعزعة استقرار مولدوفا والسيطرة عليها تمهيداً لقطع وصول أوكرانيا إلى البحر الأسود، وفق تقرير لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

لا تزال نظرية النفوذ الروسي موجهة لعلاقات روسيا مع «الخارج القريب» الذي تعتبره فضاءً خاصاً بها، حتى بعد أكثر من ثلاثين عاماً على سقوط الاتحاد السوفياتي. فتلجأ روسيا إلى شتى الأساليب للحفاظ على «الخارج القريب» ضمن فضاء نفوذها. من اعتماد الدبلوماسية، إلى التحالفات العسكرية، مع العمل على إقامة قواعد عسكرية لموسكو في دول الجوار، كالوجود العسكري الروسي في أرمينيا مثلاً. وتلجأ روسيا أيضاً للضغوط الاقتصادية، والفساد، وزعزعة الاستقرار، وتزوير المعلومات، من بين العديد من أدوات سياسة النفوذ هذه التي تقودها موسكو. وليس تدخلها المسلح في أوكرانيا إلا تجسيداً مستفحلاً لأدوات هذه السياسة، وفق هذا التقرير.

*السعي لفتح «جبهة ثانية»

يتولى دميتري ميليوتين، نائب رئيس قسم المعلومات التشغيلية داخل واحدة من أكثر الوحدات سرية في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي هي «القسم الخامس»، قيادة الجهاز في أوكرانيا ومولدوفا (الدولة الصغيرة المجاورة لأوكرانيا غرباً) وإقليم ترانسنيستريا الانفصالي الموالي لروسيا في مولدوفا.

وعندما انطلقت «العملية العسكرية الخاصة» في 24 فبراير (شباط)، كان دميتري ميليوتين - مع قائده المباشر، جورجي جريتشايف - من طرح فكرة فتح «جبهة ثانية» من مولدوفا وترانسنيستريا، لقطع وصول أوكرانيا إلى البحر الأسود. فبناءً على المعلومات الاستخباراتية الروسية التي تم جمعها على الأرض، توقعت تقاريرهما المقدمة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السيطرة على كييف (عاصمة أوكرانيا) بسرعة. ومع فشل السيطرة على كييف، لم يرَ فتح «الجبهة الثانية» النور وتأجلت حتى إشعار آخر على الأقل.

*مظاهرات وتهديد الطاقة

بحسب التقرير، فإن سمعة «القسم الخامس» في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي - التي تستند إلى جمع وتحليل المعلومات من روسيا وجميع دول الاتحاد السوفياتي السابق – قد تلاشت بعد الفشل الذريع للهجوم الروسي على أوكرانيا. وذكرت وسائل إعلام أن رئيس القسم الخامس، الجنرال سيرجي بيسيدا، قد وضع خلف القضبان، ورغم أن المعلومة كانت خاطئة، إلا أن فكرة زعزعة استقرار مولدوفا لم يتم التخلي عنها من الجانب الروسي، وهو ما يستشعر به من خلال المظاهرات المؤيدة لروسيا التي تجري حالياً في مولدوفا.

فوفق التقرير، عندما أشرف ديمتري ميليوتين على مولدوفا بشكل خاص ضمن مهماته في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، كانت مهمته «السيطرة» على رئيس الجمهورية المولدوفية إيغور دودون (2016 - 2020)، زعيم الحزب الاشتراكي المولدوفي والمؤيد المتشدد للتقارب مع موسكو. لذا تواجه الآن الرئيسة الحالية لمولدوفا مايا ساندو الموالي لأوروبا والتي خلفت دودون على رأس البلاد، رافعة تقليدية أخرى لنفوذ موسكو على محيطها، هي تهديد الطاقة الذي يحتمل أن تواجهه جميع الدول التي ما تزال مرتبطة بالغاز وشركات النفط الروسية.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.