علماء: تعاطي الكحول ولو بنسبة قليلة يغير بنية دماغ الجنين

اكتشف أطباء أوروبيون وأميركيون أن تعاطي الكحول ولو بشكل معتدل وبكميات محدودة أثناء الحمل يؤدي إلى ظهور تشوّهات هيكلية بدماغ الطفل النامي. أفادت بذلك «الخدمة الصحافية لجمعية الطب الإشعاعي في أميركا الشمالية (RSNA)»، وفق ما نشرت وكالة أنباء «تاس» الروسية.
وأوضحت الخدمة ان تعاطي المشروبات الكحولية أثناء الحمل يؤدي إلى تطور ما يسمى بمتلازمة الكحول الجنينية (مجموعة من الأمراض تظهر أثناء نمو الطفل داخل الرحم) ما يؤثر سلبا على حياته اللاحقة بأكملها.
ووفقا للتقديرات الحالية للعلماء الأوروبيين، تحدث مثل هذه المشكلات لدى 1-5 % من الأطفال حديثي الولادة بمعظم الدول المتقدمة، وكذلك في عدد أكبر بكثير من الأطفال في البلدان النامية.
من أجل ذلك قرّر الباحثون معرفة كيف تؤثر جرعات صغيرة من الكحول على نمو دماغ الطفل الذي لم يولد بعد وعلى الجنين ككل.
ولتحقيق ذلك قاموا بتحليل أعمال زملائهم الذين درسوا صحة النساء الحوامل وأطفالهن. وأخذ فريق الباحثين في الاعتبار أيضا كمية الكحول التي شربتها المشاركات في الدراسة أثناء الحمل. كما تمكّنوا من تحديد 24 حالة أثر فيها الكحول على الجنين في مراحل مبكّرة ومتأخرة من الحمل. حيث قام الأطباء بتحليل صور الرنين المغناطيسي فوجدوا أن حتى جرعات صغيرة ومتوسطة تؤثر على بنية دماغ الأطفال؛ فقد سجّل العلماء تشوهات ببنية الفص الصدغي والتلم الصدغي العلوي لدماغ الجنين لدى 7 مشاركات في الدراسة تناولن أقل من جرعة واحدة من الكحول في الأسبوع.
وفي النهاية أظهر التحليل أن تعاطي المشروبات الكحولية كان له علاقة بالتباطؤ العام بنمو دماغ الأطفال وبتأخر البدء في تكوين غشاء الميالين الذي يغطي الأعصاب ويلعب دورا رئيسيا في إرسال الإشارات بين الخلايا العصبية وحماية النهايات العصبية من التلف. إضافة لذلك أدى الكحول لإبطاء تكوين التلافيف وتغيير البنية العامة للدماغ.