الصقور الخضر يقهرون «أسطورة الأرجنتين»

ردّوا بأفضل طريقة على «جماهير التانغو» في ليلة بكت فيها «بيونس آيرس»

ميسي متأثراً بالخسارة أمام الأخضر أمس (أ.ب)
ميسي متأثراً بالخسارة أمام الأخضر أمس (أ.ب)
TT

الصقور الخضر يقهرون «أسطورة الأرجنتين»

ميسي متأثراً بالخسارة أمام الأخضر أمس (أ.ب)
ميسي متأثراً بالخسارة أمام الأخضر أمس (أ.ب)

بعد أن كان يمنّي النفس بانطلاقة مونديالية مميزة في طريقه لتحقيق أول ألقابه في البطولة العريقة، اصطدم الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي بواقع صادم، وعاش ليلة حزينة أبطالها الصقور الخضر، في أولى مواجهات المنتخبين ضمن المجموعة الثالثة.
جاء ميسي إلى قطر لينسى خيبات الأمل السابقة وينضم إلى مارادونا في قائمة الأساطير لكنه بدأ مونديال 2022 بأسوأ طريقة ممكنة مع المنتخب الأرجنتيني، حيث تعرّض لخسارة مفاجئة ومدوّية أمام السعودية 1 - 2.
في تاريخه «الحزين» مع كأس العالم، كتب ميسي صفحة مظلمة جديدة أمس (الثلاثاء). في ملعب لوسيل، تمكن المشاهدون من جميع أنحاء العالم من متابعة عرض متفاوت للبرغوث الأرجنتيني والذي كان فعالاً تارةً وشبحاً لنفسه طوراً.
واعترف ميسي بأن الخسارة التي تلقاها منتخب بلاده تشكل «ضربة قاسية» و«هزيمة مؤلمة» وفق تصريحاته في المنطقة المختلطة لاستاد لوسيل.
وأضاف: «إنها ضربة قوية للغاية، هزيمة مؤلمة، لكن يجب أن نستمر في ثقتنا بأنفسنا». وتابع: «هذه المجموعة لن تستسلم. سنحاول التغلب على المكسيك».
في الشوط الأول، منح الأرجنتيني فريقه الأسبقية مفتتحاً التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة العاشرة، بعد خطأ ارتُكب على لياندرو باريديس.
وبعدما انبرى إلى الركلة بنجاح، انضم ميسي إلى نادي اللاعبين الذين سجلوا هدفاً واحداً على الأقل في أربع نسخ مختلفة من كأس العالم (2006 و2014 و2018 و2022) وعدد هؤلاء اللاعبين ليس كبيراً.
سبق أن حقق هذا الإنجاز اللاعبان الألمانيان أوفه زيلر (1958 و1962 و1966 و1970)، وميروسلاف كلوزه (2002 و2006 و2010 و2014)، والبرازيلي بيليه (1958 و1962 و1966 و1970)، والبرتغالي كريستيانو رونالدو (2006 و2010 و2014 و2018).


مشجع أرجنتيني حزيناً عقب خسارة منتخب بلاده (أ.ب)

ويملك رونالدو، منافسه اللدود على مدى العقدين الماضيين (7 كرات ذهبية للأرجنتيني و5 للبرتغالي)، الفرصة (الخميس) للانفراد بالرقم القياسي والتسجيل في خمس نسخ مختلفة عندما يواجه منتخب بلاده غانا.
واختلفت الظروف بعد الهدف، حيث حضر ميسي جسدياً لكنه غاب بالفاعلية واتسمت تحركاته بالهدوء الشديد. بعد نحو عشر دقائق من الهدف الأول، مُنع مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي من تسجيل هدف ثانٍ بداعي التسلل. ومن هناك، تحولت المباراة إلى كابوس مطلق لنجم برشلونة الإسباني السابق.
في بداية الشوط الثاني، كان ميسي من فقد الكرة في خط الوسط نتيجة الضغط الفعال الذي اعتمده السعوديون، وخوّلهم تسجيل هدف التعادل في الدقيقة 48.
ومن ثمّ انتزعت السعودية التقدم بهدف رائع من سالم الدوسري في الدقيقة 53، ليصاب ميسي بنكسة واضحة، حيث عجز عن حفظ ماء وجه بلاده بالمساهمة في هدف التعادل على الأقل.
وبدا ميسي متأثراً حيث لم ينجح بتنفيذ ركلة حرة بشكل يهدّد مرمى الحارس السعودي محمد العويس، قبل 10 دقائق من نهاية الوقت الأصلي، ولم تتمكن رأسيته من إدراك التعادل بعد أربع دقائق.
وتحدث ميسي عن الخصم السعودي قائلاً: «نعلم أن السعودية فريق يملك لاعبين جيدين يحرِّكون الكرة جيداً ويلعبون وفق خطٍّ عالٍ».
وتابع: «لقد عملنا على ذلك لكننا تسرعنا قليلاً. لا توجد أعذار، سنكون أكثر اتحاداً من أي وقت مضى».
وأردف: «هذه المجموعة قوية وقد أظهرت ذلك من قبل. لم نكن في هذا الوضع منذ فترة طويلة. الآن يجب أن نُظهر أن هذه مجموعة حقيقية بالفعل».
قد تكون هذه كأس العالم لميسي، الخامسة والأخيرة له في سن الـ35، لكنه لم ينجح أبداً في أن يكون حاسماً في المباريات المصيرية، وأبرز مثال على ذلك هو نهائي مونديال البرازيل 2014 أمام ألمانيا (0 - 1 بعد التمديد)، في المرة الأقرب التي وصل إليها اللاعب من معانقة المجد العالمي.
وفي سبع مباريات كان فيها منتخب بلاده مهدداً بالخروج، لم يسجل أي هدف، وهي علامة لافتة ومؤشرة حول تأثيره في اللحظات الكبرى.
وكان صقور الأخضر قد ردوا بأفضل طريقة على الجماهير الأرجنتينية داخل الملعب بعدما تُرك لهم الحديث خارجه والتغني بميسي وماريا ومارتينيز وباريديس ورفاقهم في الوقت الذي كبّدهم ألم الخسارة في المواجهة التي جمعت المنتخبين بمستهل مشوارهما بدور المجموعات في كأس العالم 2022 المقامة في قطر.
لاعبو الأخضر كان ردهم قوياً أمام كل مَن قلَّل من إمكانياتهم في مقارعة المنتخبات العريقة والعالمية بعدما تمكنوا من قلب تأخرهم بهدف الفوز بثنائية، ليثبتوا أن حضورهم للمونديال ليس للمشاركة فحسب بل لتقديم أنفسهم بصورة تليق بهم، وكتابة تاريخ جديد للمنتخب السعودي في المحفل العالمي.
الجمهور الأرجنتيني الذي تهكّم على لاعبي الأخضر متوعداً بفوز ساحق لمنتخب بلادهم في المباراة التي جمعت المنتخبين، خرج من مدرجات ملعب لوسيل يجر أذيال الخيبة والإحباط فيما انتشرت لقطات على الشبكة العنكبوتية تُظهر أحزان آلاف الجماهير الأرجنتينية في العاصمة بوينس آيرس.


مقالات ذات صلة

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عربية هايف المطيري (الاتحاد الكويتي)

الحكم ببراءة الرئيس السابق للاتحاد الكويتي لكرة القدم

قضت دائرة جنايات بالمحكمة الكلية في الكويت ببراءة الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم هايف المطيري ونائبه أحمد عقلة والأمين العام صلاح القناعي من التهم المنسوبة لهم.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حسين الصادق بجوار مانشيني خلال مباريات الدوري السعودي (المنتخب السعودي)

الصادق يعتذر عن إكمال مهمته... ويغادر إدارة المنتخب السعودي

كتب حسين الصادق مدير المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، الفصل الأخير في مشواره مع «الأخضر»، بعد أن تقدم باستقالته رسمياً من منصبه واعتذاره عن عدم الاستمرار>

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية المسحل قال إن التحكيم الآسيوي ارتكب بعض الأخطاء ضد الأخضر (تصوير: عدنان مهدلي)

المسحل: لن نتعذر بالتحكيم «رغم أخطائه» وثقتنا في الصادق مستمرة

أكد ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، أن أخطاء الحكام أثّرت على مسيرة المنتخب السعودي في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026.

خالد العوني (بريدة)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال تكريمه ماجد عبد الله الفائز بجائزة من جوائز المسؤولية الاجتماعية (الاتحاد السعودي)

ياسر المسحل: حظوظ المنتخب السعودي لا تزال قائمة في بلوغ كأس العالم 2026

قال ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم إن حظوظ الأخضر في نيل البطاقة المباشرة لنهائيات كأس العالم 2026 لا تزال قائمة، موضحاً أن الثقة حاضرة في اللاعبين

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.