جسيمات حساسة للضوء تكشف الحمل خارج الرحم

طب «النانو» لعلاج الحمل خارج الرحم (الفريق البحثي)
طب «النانو» لعلاج الحمل خارج الرحم (الفريق البحثي)
TT

جسيمات حساسة للضوء تكشف الحمل خارج الرحم

طب «النانو» لعلاج الحمل خارج الرحم (الفريق البحثي)
طب «النانو» لعلاج الحمل خارج الرحم (الفريق البحثي)

أنتج علماء جامعة ولاية أوريغون الأميركية، طريقة جديدة وأفضل لرعاية النساء اللواتي يواجهن موقفاً يهدد الحياة من الحمل خارج الرحم، والذي يحدث عندما تنغرس البويضة المخصبة في مكان آخر غير بطانة الرحم.
وخلال الدراسة المنشورة (الاثنين) في دورية «Small»، أعلن الفريق البحثي عن إنتاج الجسيمات النانوية الحساسة للضوء، وهذه الجسيمات عبارة عن قطع صغيرة من المادة، يصل حجمها إلى جزء من المليار من المتر.
وتتراكم الجسيمات النانوية الجديدة التي تُعطى عن طريق الوريد في المشيمة التي تغذي الجنين وتحافظ عليه من خلال الحبل السري، وفي الحمل الصحي تتشكل المشيمة داخل الرحم، وفي الحمل خارج الرحم لا تتشكل.
وتقول أولينا تاراتولا، الباحثة الرئيسية بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «الكشف الفعال عن نمو المشيمة سيحسن بشكل كبير التحديد الدقيق وفي الوقت المناسب للحمل خارج الرحم، وبمجرد تركيز الجسيمات النانوية في المشيمة، يمكن رؤية العضو من خلال التصوير الفلوريسنت والتصوير الضوئي الصوتي، وسرعان ما يتضح ما إذا كانت المشيمة في مكانها المفترض. إذا كان الأمر كذلك، فستعرف المريضة أنها لم يكن لديها حمل خارج الرحم، وأن الجنين لا يتأثر بالجزيئات؛ لأنها لا تعبر حاجز المشيمة».
وفي المقابل، إذا كانت المشيمة في قناة فالوب أو في مكان آخر غير صحيح، فيمكن إنهاء الحمل بالتعرض للأشعة تحت الحمراء القريبة، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الجسيمات النانوية فوق 43 درجة مئوية، وتعطيل وظيفة المشيمة بشكل لا يمكن إصلاحه عن طريق الحرارة، كما تشرح تاراتولا.
وتضيف الباحثة: «كان هدفنا الرئيسي في هذه الدراسة هو تقييم قدرة الجسيمات النانوية على تحديد وتصور المشيمة النامية، وإظهار قدراتها الحرارية الضوئية. ونتائجنا التجريبية على فئران التجارب واعدة، والخطوة التالية هي التحقق من صحتها في نماذج حيوانية أخرى لتعزيز تطبيق هذه التكنولوجيا».
يذكر أن ما بين 1 في المائة و2 في المائة من حالات الحمل في جميع أنحاء العالم، تكون خارج الرحم، وفي الولايات المتحدة وحدها يترجم هذا إلى ما يقرب من 100 ألف حالة حمل خارج الرحم سنوياً. والأمور المعقدة في هذه الحالة، هي تكرار التشخيص الخاطئ؛ حيث تعطي الموجات فوق الصوتية تشخيصاً خاطئاً بنسبة 40 في المائة من الوقت، جنباً إلى جنب مع معدل فشل بنسبة 10 في المائة للدواء الأساسي لهذه الحالة، وهو «الميثوتريكسات»، المستخدم لإنهاء الحمل خارج الرحم.
وينهي «الميثوتريكسات» الحمل خارج الرحم، عن طريق التسبب في توقف الخلايا الجنينية عن الانقسام؛ لكنه يسبب مجموعة من الآثار الجانبية المحتملة، مثل الغثيان والقيء والإسهال، وارتفاع إنزيمات الكبد، وتلف الكلى، وأمراض الرئة.



بتقنية ثلاثية الأبعاد... «أسلحة شبح» يمكن تصنيعها منزلياً في يوم واحد

أجزاء من مجموعة «أسلحة شبح» (رويترز)
أجزاء من مجموعة «أسلحة شبح» (رويترز)
TT

بتقنية ثلاثية الأبعاد... «أسلحة شبح» يمكن تصنيعها منزلياً في يوم واحد

أجزاء من مجموعة «أسلحة شبح» (رويترز)
أجزاء من مجموعة «أسلحة شبح» (رويترز)

«لم تعد هناك سيطرة على الأسلحة»، هكذا تقول إحدى الرسائل على موقع Deterrence Dispensed، وهو منتدى على الإنترنت مخصص للأسلحة النارية المنفذة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وفق تقرير لصحيفة «تلغراف» البريطانية.

منذ أن تم الكشف عن اعتقال لويجي مانجيوني، الرجل البالغ من العمر 26 عاماً والمتهم بقتل الرئيس التنفيذي لشركة التأمين الصحي براين طومسون، وهو يحمل سلاحاً محلي الصنع، كان الموقع المزعج مليئاً بالمشاركات التي تناقش - وفي بعض الحالات، تحتفل - بالخبر.

وقال أحد صناع الأسلحة الهواة: «سوف يظهر للعالم أن الطباعة ثلاثية الأبعاد قابلة للتطبيق بالفعل»، بينما صرَّح صانع أسلحة: «النقطة الأساسية هي أن قوانينهم لا تهم. لقد قتل رجل واحداً من أغنى الناس في العالم في مكان به بعض من أكثر ضوابط الأسلحة صرامة في العالم».

إن اللامبالاة الظاهرية التي أبداها الكاتبان إزاء جريمة القتل بدم بارد لرئيس شركة «يونايتد هيلث كير»، وهو زوج وأب، في شوارع نيويورك توضح مدى حماسة مجتمع متنامٍ على الإنترنت ينظر إلى الأسلحة المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد - الأسلحة التي يمكن تصنيعها بالكامل في المنزل، دون استخدام أي أجزاء قابلة للتتبع، باعتبارها حصناً مهماً ضد التعدي على مراقبة الأسلحة في الولايات المتحدة.

لقد استخدم مانجيوني تصاميم وزَّعتها شركة «ديتيرينس ديسبينسد»، ولا تزال تصاميم سلاحه متداولة على المنتدى. وقد تم حذف غرفة دردشة مخصصة لاختبار نموذج مماثل من كاتم الصوت صباح الثلاثاء، في حين اختفت حسابات مصممها على الإنترنت من منصات متعددة.

لكن السلاح الذي عُثر عليه في حوزة مانجيوني بعد اعتقاله في أحد مطاعم «ماكدونالدز» في بلدة ألتونا بولاية بنسلفانيا يوم الاثنين لم يكن مطبوعاً بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بالكامل.

فقد ذكر تقرير للشرطة أن السلاح كان يحتوي على «شريحة معدنية ومقبض بلاستيكي بماسورة معدنية ملولبة»، وكان به «مخزن غلوك محمل بـ6 طلقات معدنية كاملة عيار 9 ملم».

الدكتور راجان بسرا، باحث من المركز الدولي لدراسة التطرف والذي درس تطوير الأسلحة النارية المطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، حدد السلاح من صور الشرطة الأميركية بوصفه نوعاً من «البندقية الشبح» التي يمكن تصنيعها من مزيج من الأجزاء المصنعة تجارياً والمنزلية.

وشرح أنه «في أميركا، توجد أجزاء من السلاح يمكنك شراؤها قانونياً مع الحد الأدنى من التنظيم؛ لأنها غير مصنفة قانونياً على أنها أجزاء سلاح ناري، مثل البرميل والشريحة».

وأضاف: «هناك عدد من الشركات المصنعة التي تصنع هذه الأسلحة ويمكن للمرء شراؤها في الولايات المتحدة. وهنا يأتي دور الطباعة ثلاثية الأبعاد؛ لأنك تصنع بقية المسدس من البلاستيك، ثم تجمع بين الاثنين، وستحصل على مسدس صالح للاستخدام».

يُعرف نوع السلاح الذي يُزعم أن مانجيوني استخدمه باسم «إطار غلوك». وقد تم تداول الكثير من التصميمات على الإنترنت لسنوات، ويُعتقد أنها أصبحت شائعة بين هواة الأسلحة المطبوعة ثلاثية الأبعاد في الولايات المتحدة وكندا.

ويسمح ابتكارها للناس بامتلاك الأسلحة النارية دون المرور بأي عملية تسجيل مطلوبة قانوناً أو استخدام أجزاء مختومة بأرقام تسلسلية من الشركات المصنعة، ومن هنا جاء لقب «البنادق الشبح».

وحذَّر بسرا من أنه «يمكن للمرء أن يصنع مسدساً في المنزل دون أن تعلم السلطات بذلك بالضرورة، وبالنسبة لأولئك الذين يريدون التخطيط لاغتيال، على سبيل المثال، فهذا حافز واضح للقيام بذلك».

في حين قد يستغرق الأمر أياماً عدة لطلب المكونات التجارية اللازمة عبر الإنترنت وتسليمها، فإن الأمر لن يستغرق سوى ساعات لطباعة الأجزاء البلاستيكية من المسدس الذي يُزعم أن مانجيوني استخدمه.

إن الطابعات ثلاثية الأبعاد التي يوصي بها عادة مجتمعات صناعة الأسلحة وتستخدمها متاحة على نطاق واسع من تجار التجزئة الرئيسين، وهي تصنّع الأجزاء المطلوبة من خلال تشغيل ملفات يمكن تنزيلها مجاناً إلى جانب كتيبات التعليمات التفصيلية.

وأوضح بسرا أنه «لصنع مسدس مثل المسدس الذي استخدم في جريمة قتل برايان تومسون، يمكن لأي شخص استخدام طابعة ثلاثية الأبعاد تم شراؤها من (أمازون) بنحو 250 جنيهاً إسترلينياً. إنها بحجم ميكروويف كبير وليست نظاماً معقداً بشكل خاص للتشغيل. يمكنك وضعها في غرفة نومك، في الزاوية واتباع البرامج التعليمية عبر الإنترنت حول كيفية تشغيلها».

ونبّه من العواقب المرعبة لمثل هذه البساطة، وقال: «قد يستغرق الأمر ساعات لطباعة المسدس، لكن تجميعه قد يستغرق دقائق. يمكنهم القيام بالشيء بالكامل في يوم واحد. يمكن لأي شخص القيام بذلك، ما دام كان لديه القليل من الصبر وبعض الأدوات الأساسية ويمكنه اتباع التعليمات».