تشيلي تحتفل بتحقيق حلمها والتتويج بلقب كوبا أميركا لأول مرة

عمقت جراح منتخب الأرجنتين التي أخفقت مرة جديدة في النهائيات بعد عام من خسارة المونديال

لاعبو تشيلي يحتفلون بالتتويج بكأس كوبا أميركا (أ.ف.ب)
لاعبو تشيلي يحتفلون بالتتويج بكأس كوبا أميركا (أ.ف.ب)
TT

تشيلي تحتفل بتحقيق حلمها والتتويج بلقب كوبا أميركا لأول مرة

لاعبو تشيلي يحتفلون بالتتويج بكأس كوبا أميركا (أ.ف.ب)
لاعبو تشيلي يحتفلون بالتتويج بكأس كوبا أميركا (أ.ف.ب)

للمرة الأولى في تاريخها، فرضت تشيلي هيمنتها على كرة القدم الأميركية الجنوبية بإحرازها كوبا أميركا 2015 التي استضافتها على أرضها، على حساب الأرجنتين التي أخفقت مرة جديدة في النهائيات.
وبعد 99 عاما وفشل في 4 مباريات نهائية وصيفة (1955 و1956 و1979 و1987)، و5 مرات حققت فيها المركز الثالث، دونت تشيلي أخيرا اسمها في سجل الفائزين باللقب القاري، وكان عليها لتحقيق ذلك انتظار حفلة ركلات الترجيح (4 - 1 بعد التعادل صفر - صفر في الوقتين الأصلي والإضافي)، لكن تتويجها كان منطقيا بعد أن فرض الفريق هيمنته على «بطولته» منذ بدايتها.
ودخلت تشيلي سجل الفائزين لأقدم بطولة قارية في العالم، ولم يبق من دول الاتحاد الأميركي الجنوبي سوى دولتين لم تحرزا اللقب هما فنزويلا والإكوادور.
وبعد سنوات من العمل الشاق وأكثر من ثلاثة أسابيع تقدم فيها الفريق الخطوة تلو الأخرى نحو منصة التتويج، احتفلت تشيلي كلها بفوز منتخبها الأول وشارك الجميع بداية من المشجعين في الشوارع وحتى ميشال باشيلي رئيسة البلاد في القصر الرئاسي.
ووصفت باشيلي الفوز «بالتاريخي» واستقبلت الفريق مباشرة في قصر «لا مونيدا» الرئاسي بالعاصمة سانتياغو.
وعقب انتهاء المباراة ومراسم التتويج بالكأس والميداليات، توجه الفريق إلى القصر الرئاسي حيث عانقتهم باشيلي واحدا تلو الآخر سواء لاعبي الفريق الـ23 أو مسؤولي الاتحاد التشيلي للعبة.
وردد اللاعبون مع باشيلي التي حرصت على حضور جميع مباريات الفريق: «تشيلي البطل. تشيلي البطل». ودعت باشيلي أفراد الفريق إلى الخروج لشرفات القصر الرئاسي التي تزينت بأعلام تشيلي وذلك للاحتفال بالكأس أمام آلاف من المشجعين.
وخلال توجههم إلى القصر، استقل اللاعبون حافلة مكشوفة وسارت من حولهم الكثير من الدراجات النارية الخاصة برجال الشرطة، بينما اصطف آلاف من المشجعين على جانبي الطريق المؤدي من الاستاد للقصر وهم يرتدون قمصان المنتخب.
وكان هتاف الجماهير خلال رحلة الحافلة هو الهتاف المعتاد لدى الانتصارات «تشي تشي تشي.. لي لي لي.. تحيا تشيلي».
ولم تقتصر الاحتفالات على سانتياغو العاصمة وإنما امتدت لباقي المدن التشيلية وخصوصا تلك التي شاركت في استضافة فعاليات البطولة مثل فالبارايسو وكونسيبسيون وتيموكو وغيرها.
وانهالت عبارات الثناء والإشادة من الصحافة المحلية على المنتخب التشيلي بعد تتويجه باللقب القاري الأول في تاريخه، وكتبت صحيفة «إل ميركيوريو»: «التاريخ تغير، لقد باتت الأوقات العصيبة جزءا من الماضي. تشيلي كتبت تاريخا جديدا. إنها بطلة أميركا الجنوبية للمرة الأولى». وأضافت «بالقدم اليمنى لأليكسيس سانشيز (الذي سجل من ركلة الترجيح الحاسمة) التي أسكنت الكرة في الشباك انتهت كل سنوات الغضب وإهدار الفرص وخسارة المباريات في الدقائق الأخيرة والأخطاء التحكيمية والأوقات العصيبة التي كانت تخيم على البلاد لعقود».
وذكرت صحيفة «لا ناسيون» أن المنتخب التشيلي تغلب على المنتخب الأرجنتيني الذي كان يبدو أنه لا يقهر.
وأضافت «الحسرة انتهت، الإحباط انتهى. تشيلي بطلة كوبا أميركا، نعم، للمرة الأولى تغلبنا على حقيقة أن التتويج هدف بعيد المنال».
وحلت تشيلي أولى في مجموعتها في الدور الأول بعد فوزين وتعادل، وأقصت الأوروغواي حاملة اللقب في ربع النهائي (1 - صفر)، ثم البيرو في نصف النهائي (2 - 1).
ولم يف النهائي بوعوده بعد مباراة مغلقة باستثناء ربع الساعة الأول الذي تحرك فيه الأرجنتينيون بشكل أفضل، لكن نحو 17 مليون مواطن تشيلي لم يشكوا لحظة واحدة في قدرة فرسانهم على تحقيق الانتصار.
وأحسن ألكسيس سانشيز الذي وضع الحارس الأرجنتيني سيرخيو روميرو تحت ضغط متواصل وسجل الركلة الحاسمة، قيادة منتخب بلاده وأطرب نحو 45 ألف متفرج في مدرجات الملعب الوطني في العاصمة سانتياغو، ومدد كابوس الأرجنتين التي كانت، بعد عام من إخفاقها في مونديال 2014 في البرازيل بخسارتها أمام ألمانيا صفر - 1 بعد التمديد، تنتظر أول لقب كبير منذ 1993 حين توجت في هذه البطولة بالذات.
ولم يعبر ألكسيس سانشيز عن نفسه بشكل لافت في بداية البطولة، لكنه أنسى الجميع في المباراة النهائية ما دار من جدل حول ارتور فيدال وغونزالو خارا.
فالأول أوقف في 17 يونيو (حزيران) بعد أن حطم سيارته من نوع «فيراري» في حادث سير في إحدى ضواحي العاصمة وهو مخمور، بينما قام الثاني بحركة مهينة عندما وضع إصبعه في مؤخرة مهاجم الأوروغواي أدينسون كافاني الذي استشاط غيظا وطرد بينما نال الفاعل البطاقة الصفراء فقط قبل أن تتم معاقبته بالإيقاف مباراتين لاحقا.
ولخص حارس وقائد منتخب تشيلي كلاوديو برافو الذي خاض مباراته الدولية رقم 100 (رقم قياسي للاعب تشيلي)، الموقف بعد الفوز قائلا: «حان الوقت لهذا الجيل أن يحرز اللقب ويضع حدا لتاريخ سلبي».
وقال الأرجنتيني خورخي سامباولي مدرب تشيلي: «منذ المباراة الأولى في هذه البطولة، كان هدفنا إحراز اللقب».
وأضاف: «في المباراة النهائية، نجحنا في فرض الرقابة على أفضل لاعب في العالم» في إشارة إلى ليونيل ميسي الذي كان مراقبا بشكل محكم ودقيق طوال اللقاء من قبل مارسيلو دياز وغاري ميديل.
وأكد سامباولي: «نجحنا في كل مباراة بقبول التحدي المفروض علينا من قبل الخصم. إنه نتيجة عملنا وانضباطنا الكبيرين».
وقبل أن تحطم تشيلي الحلم الأرجنتيني، قهرت الأوروغواي حاملة اللقب بفوزها عليها 1 - صفر في ربع النهائي، وفي نصف النهائي، تعين على سامباولي أخذ الحيطة والحذر من المرتدات التي تقام بها جيفرسون فارفان وباولو غيريرو بعد أن لعبت بيرو منذ الدقيقة 20 بعشرة عناصر، وكان الفوز حليفه (2 - 1).
وبوجود الولد الرائع سانشيز وإدورادو فارغاس، متصدر ترتيب الهدافين في البطولة مشاركة مع البيروفي باولو غيريرو (4 أهداف لكل منهما)، يمكن لتشيلي أن تتطلع إلى ما هو أعلى وأبعد.
ويبلغ المعدل الوسطي لأعمار لاعبي المنتخب التشيلي 27 عاما مما يدعو إلى الأمل بأشياء جميلة في كأس القارات 2017 ومونديال 2018 في روسيا.
وأصبحت تشيلي في طور النضوج على صورة صانع الألعاب الرائع خورخي فالديفيا الذي قدم، رغم طيشه خارج الملعب وتهديداته بالاعتزال دوليا، مستوى رائعا للغاية في هذه البطولة القارية وهو في سن الحادية والثلاثين.
من جانبه، خاض ارتورو فيدال، 28 عاما، أفضل موسم في مسيرته مع المنتخب ومع فريقه يوفنتوس الإيطالي. كما لا يمكن الاقتراب من المدافعين غاري ميديل وماوريسيو ايسلا (27 عاما لكل منهما) اللذين لا يؤمن جانبهما.
وقال سامباولي «أعرف أن الناس بدأوا يحلمون لأننا قمنا بإنجاز كبير، لكن الهدف المقبل هو التأهل إلى نهائيات مونديال 2018».
ويتعين على سامباولي أن يكون حذرا بما فيه الكفاية لأن تصفيات القارة التي تنطلق في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، هي أشبه بماراثون دون شفقة حتى بالنسبة إلى أبطال أميركا الجنوبية الحاليين.
على الجانب الآخر عم الحزن أجواء الأرجنتين ووصفت الصحف المحلية خسارة نهائي كوبا أميركا بـ«الكابوس الجديد».
وذكرت صحيفة «أوليه»: «الكابوس الثاني.. الأرجنتين خسرت ثاني نهائي خلال عامين»، وذلك في إشارة إلى هزيمة الأرجنتين أمام ألمانيا صفر / 1 في نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وكان لصحيفة كلارين نفس الوصف بينما كتبت صحيفة «تيمبو أرجنتينو»: «الأرجنتين أخفقت في إنهاء انتظار دام 22 عاما».
ووضح الحزن في تصريحات اللاعبين حيث قال لاعب الوسط المدافع خافيير ماسكيرانو: «هذه الخسارة الثالثة لي على التوالي في نهائيات كوبا أميركا (2007 و2011 و2015).. لا أملك تفسيرات لذلك». وأضاف: «الخسارة معاناة وحزن هائل. أدينا ما علينا بشكل رائع ولم نقصر في شيء. إنها صدمة يتعين علينا مواجهتها».
واعترف ماسكيرانو نجم برشلونة الإسباني بأنه قد يعتزل اللعب الدولي. وقال «قضيت سنوات طويلة مع الفريق. أعتقد أنني من أكبر اللاعبين سنا في الفريق ويجب أن أراعي ما سيأتي في المستقبل». وأوضح مؤكدا أن المنتخب الأرجنتيني سيعود ويفوز باللقب والخسارة لا تلغي أن الفريق قدم بطولة رائعة وكان على قدر المسؤولية والمنافسة.
وأعرب إيزكويل لافيتزي مهاجم الأرجنتين عن أسفه وندمه للخسارة وقال: «كنا نعتقد أن كأس هذه البطولة لنا. ولكننا نعاني الآن من جرح كبير».
وأضاف لافيتزي نجم باريس سان جيرمان الفرنسي: «اعتقدنا أنها فرصة للفوز بشيء للشعب الأرجنتيني ولأنفسنا بعدما انتظرنا طويلا وكنا بحاجة إليه كثيرا».
وأكد لافيتزي: «إننا رائعون على مستوى القيم الإنسانية ولكننا لم ننجز شيئا على الصعيد الرياضي».
وكان بمقدور لافيتزي أن يحسم الأمر لمنتخب بلاده في الوقت بدل الضائع بعد وصلة فنية رائعة من ميسي الذي مرر للأول في الجهة اليمنى قبالة المرمى وبدلا من التسديد مرر بدوره عرضية أمام المرمى لم يحسن المهاجم غونزالو هيغواين وضعها في الشبكة ليمتد اللقاء لوقت إضافي ثم ركلات الترجيح.
أما خيراردو مارتينو المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني فأعرب عن شعوره بحزن عميق وقال: «أعتقد أننا كنا نستحق أكثر من ذلك لكننا لم نوفق.. شعرت بحزن شديد عندما شاهدت لاعبينا في غرفة تغيير الملابس. إننا نعيش نفس الموقف الذي واجهناه قبل عام، لكن فريقنا أدى بشكل جيد للغاية وبوسعه الشعور بالفخر».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.