السعودية تقص شريط مبارياتها بتقدم مفاجئ على ميسي ورفاقه

ليفاندوفسكي يقود طموحات بولندا أمام المكسيك في الجولة الأولى للمجموعة الثالثة

لاعب المنتخب السعودي سالم الدوسري يحتفل بتسجيل الهدف الثاني (أ.ب)
لاعب المنتخب السعودي سالم الدوسري يحتفل بتسجيل الهدف الثاني (أ.ب)
TT

السعودية تقص شريط مبارياتها بتقدم مفاجئ على ميسي ورفاقه

لاعب المنتخب السعودي سالم الدوسري يحتفل بتسجيل الهدف الثاني (أ.ب)
لاعب المنتخب السعودي سالم الدوسري يحتفل بتسجيل الهدف الثاني (أ.ب)

تقدم المنتخب السعودي بهدفين مقابل هدف واحد بعد مرور ساعة كاملة من مبارة الفريقين الافتتاحية في المجموعة الثالثة من مونديال قطر ٢٠٢٢.
وبعد تسجيل ليونيل ميسي هدف الأرجنتين الأول من ضربة جزاء في الشوط الأول، استعاد الأخضر زمام الأمور مع بداية الشوط الثاني. وسجل صالح الشهري الهدف الأول، ليتبعه سالم الدوسري بالهدف الثاني. ولا تزال النتيجة تقدم السعودية بهدفين لهدف على الأرجنتين، حتى أقل من ربع ساعة على نهاية المباراة.
ويخوض النجم الأرجنتيني ميسي الخطوة الأولى من رقصته الأخيرة مع منتخب بلاده في المواجهة مع نظيره السعودي على ملعب لوسيل اليوم ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة الثالثة من مونديال قطر 2022 التي تشهد أيضاً مواجهة بين بولندا والمكسيك على استاد 974.
وكان ميسي الحائز على الكرة الذهبية سبع مرات صرح في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأن نسخة 2022 ستكون الأخيرة له، ولا شك بأنه يريدها تتويجاً لمسيرة مظفرة فاز خلالها بجميع الألقاب الممكنة في صفوف برشلونة الإسباني ثم باريس سان جيرمان الفرنسي، كما توج مع بلاده بكوبا أميركا عام 2021 ليقودها إلى أول لقب قاري منذ 1993.
ويتعين على المنتخب السعودي خوض مباراة العمر إذا ما أراد تحقيق نتيجة إيجابية أمام العملاق الأميركي الجنوبي. وينعم المنتخب السعودي الذي يضم 12 لاعباً من الهلال بطل آسيا، بالاستقرار الفني منذ تولي المدرب الفرنسي إيرفي رينار تدريبه في يوليو (تموز) عام 2019، حيث نجح في قيادته إلى النهائيات للمرة السادسة في تاريخه بعد تصدره مجموعة ضمت اليابان وأستراليا.

ميسي بين لاعبي الأرجنتين خلال التدريبات قبل بداية المشوار المونديالي (أ.ب)

ويحلم المنتخب السعودي في تكرار حلم التأهل إلى الدور ثمن النهائي كما فعل في باكورة مشاركاته وتحديداً في مونديال الولايات المتحدة عام 1994 عندما سجل له نجمه سعيد العويران هدف الفوز التاريخي والرائع في مرمى بلجيكا، قبل أن يخسر الأخضر ضد السويد 1 - 3.
ويملك رينار خبرة كبيرة في البطولات القارية والعالمية، بعد أن قاد زامبيا إلى أول لقب في كأس أمم أفريقيا عام 2012، ثم نجح في تحقيق الإنجاز ذاته مع كوت ديفوار بعدها بثلاث سنوات، ليصبح أول مدرب ينال هذا الشرف مع منتخبين مختلفين في البطولة القارية، كما قاد المغرب في مونديال روسيا 2018.
وقال رينار الذي يعول على أمثال سلمان الفرج وسالم الدوسري: «نتطلع لتقديم عروض رائعة في بطولة كبرى، لذا عليك أن تكون قوياً جداً على المستوى الجماعي».
وعن مواجهة ميسي، قال: «سيكون الأمر رائعاً! عندما تقرر أن تصبح مدرباً، فأنت ترغب في مواجهة أفضل الخصوم».
وعما إذا كانت السعودية ستلعب تحت الضغوط في أقرب مونديال تشارك فيه من حيث المسافة أوضح المدرب الفرنسي: «لا. لقد استقبلَنا سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبارك لنا التأهل إلى كأس العالم، مؤكداً بأن لا ضغوطات مفروضة على اللاعبين وأنه علينا فقط إظهار صورة جميلة عن كرة القدم السعودية. أراها خطوة رائعة، ستجعل الجميع في المنتخب واللاعبين يقدرون حجم المسؤولية، وأننا سنتساهل في أداء مهمتنا».
في المقابل، اعتبر لاعب وسط المنتخب السعودي هتان باهبري أن مفتاح تحقيق نتيجة إيجابية ضد الأرجنتين في مستهل مشوار الفريق هو تكاتف المجموعة وبذل أقصى الجهود.

ليفاندوفسكي أمل بولندا في تحقيق المفاجأة (رويترز)

وقال باهبري الذي شارك في مونديال روسيا 2018 بعد إحدى الحصص التدريبية: «لقد أوقعتنا القرعة في مجموعة صعبة للغاية وسنواجه منتخب الأرجنتين العريق الذي يضم أسماء رنانة في بداية المشوار».
كما شدد مدافع السعودية علي البليهي على أن منتخب بلاده سيلعب ضد نظيره الأرجنتيني كمجموعة وليس ضد لاعب واحد (ميسي). وقال: «جاهزون للمباريات الثلاث وليس لمباراة الأرجنتين فقط... كرة القدم تُلعب 11 لاعباً ضد 11. نحن نلعب ضد منتخب بأكمله وليس ضد لاعب واحد وإن شاء الله نقدم المطلوب منا».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1594988054329974784
أما محمد البريك فأكد بدوره أن المنتخب السعودي تحضر بأفضل طريقة لاستحقاقه المنتظر أمام «راقصي التانغو»، وقال: «نتطلع لتقديم أفضل مستوى لدينا ونمتلك جميع الإمكانات ووصولنا إلى قطر يؤكد ذلك والجماهير السعودية ستكون الداعم الأول للمنتخب. الجهازان الإداري والفني وجميع اللاعبين في أجواء حماسية، خاصة أن هناك بعض اللاعبين سبق لهم أن شاركوا في المونديال السابق، إضافة إلى لاعبين يشاركون للمرة الأولى في النهائيات، وهذا سيكون دافعاً كبيراً لتقديم مستويات عالية».
من جهته، يشارك ميسي (35 عاماً) في المونديال الخامس له وكانت أبرز نتيجة له حلوله وصيفاً في نسخة البرازيل عام 2014.
وقال ميسي الذي يتألق في صفوف باريس سان جيرمان هذا الموسم في حديث مع موقع الاتحاد الأميركي الجنوبي للعبة: «نحن متحمسون جداً. لدينا مجموعة جيدة جداً ومتلهفة للغاية. لكننا نفكر بالسير خطوة خطوة. نعلم بأن مجموعات كأس العالم ليست سهلة».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1594989815824515076
وتخوض الأرجنتين غمار هذه البطولة متسلحة بسلسلة من 36 مباراة دون خسارة على مدى السنوات الثلاث الأخيرة. وفي حال قُدر لها الفوز على السعودية فإنها ستعادل الرقم القياسي الموجود في حوزة المنتخب الإيطالي.
ويملك المدرب ليونيل سكالوني تشكيلة متجانسة وصلبة وتعتمد بالإضافة إلى ميسي على المخضرم انجل دي ماريا جناح يوفنتوس الإيطالي ومهاجم إنتر الإيطالي لاوتارو مارتينيز، بالإضافة إلى ثنائي قلب الهجوم كريستيان روميرو من توتنهام الإنجليزي وليساندرو مارتينيز من مانشستر يونايتد الإنجليزي أيضاً.
وكانت آخر تجربة للمنتخب الأرجنتيني، بطل 1978 و1986 الذي اكتفى بدور ثمن النهائي في روسيا 2018 عندما خسر أمام فرنسا 3 – 4، فوزه الساحق قبل أيام على مضيفه الإماراتي بخماسية نظيفة.
التقى المنتخبات السعودي والأرجنتيني أربع مرات من قبل وفاز الأميركي الجنوبي مرتين وتعادلا مرتين.

بولندا والمكسيك
وعلى استاد 974، الوحيد الذي سيُفكك بالكامل من بين ملاعب المونديال الثمانية، تتواجه بولندا وهدافها المخضرم روبرت ليفاندوفسكي مع المكسيك.
في مشاركته التاسعة، أبرزها في 1974 و1982، يعول المنتخب البولندي على المهاجم الجديد لبرشلونة الإسباني وأحد صانعي أمجاد بايرن ميونيخ الألماني في العقد الأخير.
ويرغب ليفاندوفسكي ابن الرابعة والثلاثين تعويض مشاركة محبطة في 2018، عندما تذيل فريقه مجموعته في دور المجموعات وأخفق في تسجيل أي هدف.
وقال أفضل هداف في تاريخ بولندا (76 في 134 مباراة دولية): «طبعاً أفكر في كأس العالم الأخيرة. سأقوم بكل شيء لتحقيق حلم التسجيل في كأس العالم».
وعبّر المدرب تشيسلاف ميشينفيتش عن أمله في تطبيق فريقه للطريقة التي وضعها على أكمل وجه - الاحتفاظ بالكرة أطول وقت ممكن، وبناء جمل سريعة بعد الاستحواذ والتمرير بسرعة لتخفيف ضغط الخصم - ومعتبراً أن تنظيم خط الوسط يشكل «المعضلة الأساسية» بالنسبة إليه.
رغم الصمود في المستوى الأول من دوري الأمم الأوروبية، تلقت بولندا ثلاث هزائم، بينها واحدة ثقيلة ضد بلجيكا 1 - 6.
وليس من السهل أن يعيش المرء في ظل لاعب من طراز روبرت ليفاندوفسكي، لكن سيحتاج منتخب بولندا إلى أهداف أركاديوش ميليك أيضاً من أجل التحليق بعيداً في المونديال.
بالنسبة للمدرب ميشينفيتش الذي تسلم المنصب في يناير (كانون الثاني) الماضي قبل مواجهة الملحق الفاصل القاري المؤهل إلى النهائيات ضد السويد (2 - صفر)، فالهدف الرئيسي هو توفير أفضل الظروف الممكنة للسلاح الفتاك ليفاندوفسكي من أجل محاولة قيادة المنتخب إلى تكرار إنجازي عامي 1974 و1982 حين حل ثالثاً.
لكن باستطاعة ميليك، المنتقل هذا الموسم من مرسيليا الفرنسي إلى يوفنتوس الإيطالي، أن يؤمن الكثير من الخبرة (64 مباراة دولية، 16 هدفاً) والصلابة والحس التهديفي إلى الخط الأمامي لمنتخب بلاده.
في يوفنتوس الذي ضمه على سبيل الإعارة مع خيار التعاقد معه نهائياً ليكون بديل الصربي دوشان فلاهوفيتش، قام البولندي البالغ 28 عاماً بالمهمة المطلوبة منه حتى الآن بتسجيله 6 أهداف في 10 مباريات ضمن جميع المسابقات ونجح في إثبات أهميته.
وأشاد مدرب عملاق تورينو ماسيميليانو أليغري باللاعب البولندي، قائلاً: «إنه مهاجم ممتاز يعرف كرة القدم، يعرف كيف يتحكم بالكرة، كيف يتمركز... هذا يعني أنه لاعب ذكي».
وبعدما كان أساسياً في التشكيلة التي وصلت إلى ربع نهائي كأس أوروبا 2016، خسر ميليك مكانه بعد المباراة الأولى في مونديال روسيا 2018 الذي خسرته بولندا أمام السنغال. وبعد كأس أوروبا الصيف الماضي التي غاب عنها بسبب إصابة في الركبة، لم يحصل ميليك على الكثير من الفرص مع المنتخب (خمس مشاركات في 16 مباراة)، متأثراً بالإصابات بشكل خاص، لكن الآن، تبدو الفرصة مثالية لاستعادة مكانته في المنتخب، بجانب ليفاندوفسكي، من أجل تشكيل ثنائي لم يلعب معاً أساسياً منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 ضد أندورا (4 - 1).
أما المكسيك المشاركة للمرة الـ17، أبرزها في 1970 و1986 على أرضها عندما بلغت ربع النهائي، فيأمل مدربها الأرجنتيني خيراردو «تاتا» مارتينو في أن يكون مهاجم ولفرهامبتون الإنجليزي راؤول خيمينيز قادراً على المشاركة. لم يلعب ابن لـ31 مع المنتخب منذ أغسطس (آب) الماضي لإصابة بفخذه، وذلك بعد بداية موسم متعثرة بإصابة أخرى بركبته.
وقال غييرمو أوتشوا حارس المكسيك، الذي يشارك في كأس العالم لكرة القدم للمرة الخامسة، إنه يتطلع لغرس الشعور بالطمأنينة في تشكيلة بلاده الشابة لتجنب الرهبة بأول مباراة أمام بولندا.
ومنذ نسخة 2018 فقدت المكسيك المدافع رفائيل ماركيز، أحد أفضل لاعبيها على الإطلاق، بعد اعتزاله، كما استبعد المدرب جيراردو مارتينو الهداف التاريخي خافيير هرنانديز رغم حالته الجيدة هذا الموسم ليثير غضب الجماهير. وقال أوتشوا (37 عاماً): «يوجد الكثير من اللاعبين الشبان بدون أي خبرة في كأس العالم. جزء من وظيفتي أن أوفر الطمأنينة والهدوء يومياً في التدريبات لأنه من السهل أن تنفلت المشاعر في كأس العالم».
والتقى المنتخبان تسع مرات من قبل، فاز كل منهما ثلاث مرات وتعادلا ثلاث مرات، لكن بولندا لم تتغلب على المكسيك منذ 1978، في مواجهتهما الوحيدة بكأس العالم.


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية شين تاي-يونغ (أ.ف.ب)

مدرب إندونيسيا: الفوز على «الأخضر» يمنحنا الثقة في بلوغ كأس العالم

يثق شين تاي-يونغ مدرب إندونيسيا في أن الفوز المفاجئ 2-صفر على السعودية، في جاكرتا أمس (الثلاثاء) سيمنح فريقه فرصة حقيقية في بلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».