خلافات سياسية لطّفتها ملاعب الرياضة

بعد لقاء السيسي وإردوغان في أثناء افتتاح المونديال

صورة متداولة لمصافحة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب إردوغان خلال افتتاح بطولة كأس العالم «FIFA قطر 2022»
صورة متداولة لمصافحة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب إردوغان خلال افتتاح بطولة كأس العالم «FIFA قطر 2022»
TT

خلافات سياسية لطّفتها ملاعب الرياضة

صورة متداولة لمصافحة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب إردوغان خلال افتتاح بطولة كأس العالم «FIFA قطر 2022»
صورة متداولة لمصافحة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب إردوغان خلال افتتاح بطولة كأس العالم «FIFA قطر 2022»

قبل نحو 108 أعوام، وتحديداً في يوم 25 ديسمبر (كانون الأول) من عام 1914 توقفت الحرب العالمية الأولى لفترة وجيزة بين قوات بريطانيا وألمانيا، للعب مباراة كرة قدم بين الجانبين فيما عُرف فيما بعد بـ«هدنة عيد الميلاد».
كانت تلك المناسبة يوماً لا يزال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يُذكّر به عشاق الساحرة المستديرة حول العالم سنوياً، تأكيداً لسمو المشاعر الإنسانية، وتذكيراً بشعاره: «في كرة القدم لا مكان للسياسة».
وظهر أحدث وجه لدور الرياضة في فتح باب لتلطيف الخلافات السياسية (الأحد)، مع افتتاح بطولة كأس العالم «FIFA قطر 2022»، والذي شهد المصافحة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، بعد قطيعة استمرت 8 أعوام، وهو ما دعا محللين إلى تسميتها «مصافحة المونديال»، في إشارة إلى وجود احتمالية لتحسن في العلاقات المصرية – التركية.
على مدار السنوات الماضية؛ أصبحت كلمة السر هي أن «الرياضة تُصلح ما تفسده السياسة»، حيث أصبحت الأحداث الرياضية تحمل على هامشها مصالحات بين طرفيها، بعد توترات ومشاحنات سابقة بينهما.
وبالعودة إلى الواقعة التاريخية التي يفخر بها «فيفا» خلال الحرب العالمية، فإنه وبعد 57 عاماً عليها، وتحديداً في العام 1971، وصل لاعبون ولاعبات أميركيون حملوا معهم مضارب وكرات لعبة تنس الطاولة (البينغ بونغ) إلى الصين، في ذروة الخصام بين البلدين، حيث كان هذا الحدث مقدمة لزيارة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون للصين الشعبية في العام التالي، ولقاء نظيره الصيني ماو تسي تونغ، لتنمو العلاقات الصينية - الأميركية من بعدها، وهو ما عُرف بعد ذلك بـ«دبلوماسية البينغ بونغ»، في إشارة إلى الدور الذي تلعبه الرياضة في التقريب بين الشعوب وحل الخلافات السياسية.
واحد من المشاهد اللافتة في تلك الظاهرة السياسية - الرياضية، ظهر عبر التقارب بين الكوريتين الجنوبية والشمالية خلال «دورة الألعاب الشتوية في بيونغ يانغ 2018»، حيث شهد حفل افتتاح البطولة في فبراير (شباط) مصافحة تاريخية بين الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، والزعيم الكوري الشمالي كيم يو جونغ، الذي كان أول فرد في الأسرة الحاكمة يزور الجنوب منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953، في مشهد كان مستبعداً.
وجاءت المصافحة بعد عامين من التوتر الحاد بين الجارتين بسبب برامج الشمال الباليستية والنووية.
وفي خطوة سبقت المصافحة، قرر منتخب كوريا الجنوبية لهوكي الجليد للسيدات، المتأهل للألعاب الأولمبية الشتوية، بصفته منتخب البلد المضيف، ضم 3 لاعبات من الجارة الشمالية، لتشكيل منتخب هوكي الجليد الموحد لكوريا، ليشهد حفل الافتتاح أيضاً تجاورهن في منتخب موحد للبلدين تحت علم واحد.
ما دعا سيول أن تطلق على البطولة وصف «الألعاب الأولمبية رسالة سلام»، بعد أن أسهمت في تحسين العلاقات المتوترة بين الكوريتين.
سبق ذلك، في مونديال كأس العالم لكرة القدم عام 1998 في فرنسا، وقوع منتخبي الولايات المتحدة وإيران في مجموعة واحدة، وهي المباراة التي أُطلق عليها «أُمّ المباريات»، وأخذت تغطية إعلامية كبيرة قبل انطلاقها، بل قال مراقبون وقتها إن المونديال أصبح مهدداً بسبب المباراة المرتقبة بينهما.
ومع مراسم ما قبل المباراة، وحيث تتأهب العدسات لنقل ما سيجري، أهدى اللاعبون الإيرانيون باقات زهور بيضاء لخصومهم الأميركيين، كرمز للسلام.
وتحمل بطولة كأس العالم «FIFA قطر 2022» مواجهة المنتخبين مجدداً، لتعيد للأذهان مباراة مونديال 1998، كما أجبر «فيفا» الجانبين أيضاً على العمل معاً من خلال طاقم تحكيمي أميركي - إيراني، أدار مباراة كولومبيا واليونان في مونديال البرازيل 2014.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.