ناظم عيسى: ألم يَحنْ وقت الخروج من عباءة الأب المثالي؟

الممثل اللبناني قال لـ «الشرق الأوسط» إنه يستطيع تسلّم البطولة

ناظم عيسى وابنه النجم طوني عيسى (الشرق الأوسط)
ناظم عيسى وابنه النجم طوني عيسى (الشرق الأوسط)
TT
20

ناظم عيسى: ألم يَحنْ وقت الخروج من عباءة الأب المثالي؟

ناظم عيسى وابنه النجم طوني عيسى (الشرق الأوسط)
ناظم عيسى وابنه النجم طوني عيسى (الشرق الأوسط)

يملك الممثل اللبناني ناظم عيسى من النضج ما يكفي ليعلن الحقيقة: «دور (أبو علي) في أجزاء (الهيبة) وفيلمه، هو الوحيد الذي علَّم». «عتيق» في المهنة، منذ ضحكات إبراهيم مرعشلي على «تلفزيون لبنان» ومسلسل «بو بليق». لكن ما لم تتحه الدراما اللبنانية، وسّعت الدراما المشتركة آفاقه، أي الشهرة والانتشار. حديثه صريح مع «الشرق الأوسط»، يحطّ في سياقه الاستغراب والعتب.
اختصاره الحال يصبّ في شقّين يلتقيان على عتبة واحدة: «هذا زمن اللاوفاء، لذلك أحبَّ الجمهور شخصية (أبو علي) الشهم». وبـ«اللاوفاء» يُلمّح أيضاً إلى إجحاف ضمن المهنة يطاله، وفي أقل تقدير يحصره بقالب أدوار متشابه لا يقوى على التحليق خارج الصندوق. برأيه، «يستحيل الكذب على المُشاهد، والأدوار المكتوبة بصدق، إنْ أداها الممثل بصدقٍ موازٍ، سيملأ مقعده في القلوب».

الممثل اللبناني ناظم عيسى بشخصية «أبو علي» في «الهيبة» (الشرق الأوسط)

يحاول إخفاء الحزن وراء نبرة واثقة، فتنجلي في سياق الحديث أطرافه. يتأسف على عجز الدراما اللبنانية عن إيفائه حقه، لتعوّضه الدراما المشتركة السمعة: «لم نحافظ على وهجها (الدراما اللبنانية) كما ينبغي، فتعطينا ونعطيها. لا أدري تماماً جوهر العلّة»، يجيب عمّا يقف وراء ضآلة انتشاره في مسلسلات لبنان، علماً بأنه تمكن من أدوار مختلفة. أهو التسويق؟ العلاقات؟ الحظ؟ يطرد الكرة من ملعبه، ويكتفي: «الحضور التمثيلي السوري أو المصري أكثر إدراكاً لشروط اللعبة».
ككونه أباً في الحياة، يمارس الأبوة في الدراما. اعتاده منتجون فيما يألفه: أب حنون، عاطفي، يصون مكانة العائلة. «هنا، أقدّم الدور من دون تعب. كأنني في منزلي»، يقول قبل النفخ على أمنية: «ليت العمل ضمن غير شخصيات يصبح وارداً. قلتُ الكثير عن الأب الآدمي، ألم يحن الوقت للانطلاق بما هو مختلف؟».
في «حرب الورود» المُرتقب عرضه في الفترة المقبلة، ناظم عيسى أيضاً أب. رحيل زوجته يحمّله مسؤولية بناته الأربع؛ خفقانهن وخيباتهن، صراعاتهن والصِّدام؛ بينهن بطلة المسلسل المنقول عن الأتراك، ستيفاني عطا الله. تشكل وانجو ريحان، ولين غرة، وجوان زيبق، وردات حياته. أيُظلم الممثل حين يرى فيه أصحاب القرار جانباً من الجوانب؟ فقط لا غير؟ أليس هو كل الشخصيات؟ بخيرها وشرّها، بسطحها وطبقاتها الداخلية؟ «أستطيع أن أكون كل هذا، لو سُمح لي. أودّ ألا أبقى طوال الوقت الأب المثالي. أن أكون طبيباً أو شريراً»، يضيف إلى سجل الأمنيات.
لا تَحول مشاركته في مسلسل تركي الأصل دون اعتباره هذه الموضة محطّ نقص في الأفكار وإبداعات الكتّاب. بصراحة يكمل: «لِمَ استنساخ المسلسلات التركية؟ أين كتّابنا؟ هذا لا يُعد غنى على الإطلاق».
صوَّر مسلسل «الغريب» من بطولة بسام كوسا وإخراج صوفي بطرس. دراما مشتركة، لبنانية - سورية. ويطل ضيف شرف في الجزء الثاني من «صالون زهرة» (يُعرض حالياً على «شاهد»)، بدور الأب الطيب، لكن الزوج المُصادرة كلمته تبتلعه زوجته ولا تُبقى منه همسة. تنتظر السياق للتأكد ما إذا كانت ثمة إضافة تحرّك الشخصية.
ما يُلحقه بنفسه، يجعله يشمل مُكرّستَيْن بصورة الأم في الدراما اللبنانية: رندا كعدي وختام اللحام. «أعطوهما غير أدوار!»، يدعو نيابةً عنهما وعنه. عتبه في تحميل مَن يؤدي دور المحامي، أدوار المحاماة في كل مسلسل. ومَن يؤدي دور الطبيب، الرداء الأبيض والملامح الباردة؛ «لكن ماذا يُقال في المعمعمة؟»، يتساءل، وهي اختلاط ما يصح مع ما يُفترض تصحيحه.
ذلك يقود إلى ردّ صريح آخر على سؤال، هل نلتَ ما انتظرته من المهنة؟: «لم أطلب منها شيئاً لأحصل عليه. طلبي أرفعه إلى المنتجين والمخرجين. ناظم عيسى يستطيع أن يكون بطل مسلسل بكل ما تعنيه الكلمة. أعطونا فرصة، وحين يُلمح تقصير، فليكن الأمر واضحاً (يا أخي، أنتَ لستَ أهلاً). لكن غضّ النظر يؤلم».
من وحي ما يضرب الكوكب، يختار من مفردات اليوم كلمة «فيروس» لوصف التورّط: «التمثيل أشبه بفيروس في الدم، يسري وينتشر. أقول أحياناً إنه ينبغي التوقف عن كل هذا. خلاص، تعبت. وحين أفلّش الورق بين يدي وأقرأ عن الشخصية، أشعر بضخّ الطاقة. المهنة حالة مَرضية لا نقوى على مغادرتها».
ولعله «نقل» العدوى إلى ابنه الممثل طوني عيسى، فيستوقف ليصحح: «التمثيل لا يُعلَّم. إما أن تكون ممثلاً وإما لا. قد يُصقل بدراسات وورش عمل، ويراكم، ككل المهن، خبرة السنوات. لكنه لا يُورّث. الكاميرا قد تحبّ وجهاً فتقوده إلى كنبة مريحة داخل المنازل، وقد ترفضه فتطرده على الفور».
نصح الابنَ بالتخصص فيما يُطعم خبزاً ويضمن مستقبلاً: «كل شيء عدا التمثيل»، مهنة الفقراء، فأذعن. بعد تخرّجه في إدارة الفنادق، كرّر ناظم الأب اصطحابه معه إلى مواقع التصوير. أسداه أدواراً بكونه مدير الإنتاج آنذاك، فيروي: «حينها، ذُهل المخرج. راح يقول لي (أين كان طوني من قبل؟ لِمَ تُبقه بعيداً عن الضوء؟). اليوم، طوني عيسى فنان لبناني جدير بالمكانة التي حجزها. أقولها على الملأ: هو نجم صفّ أول وينبغي أن تُحسب له كل الحسابات».



ارتفاع حصيلة العواصف العاتية في الولايات المتحدة إلى 14 قتيلا

معظم القتلى في كنتاكي غرقوا عندما حوصروا في سياراتهم بسبب مياه الفيضانات (أ.ب)
معظم القتلى في كنتاكي غرقوا عندما حوصروا في سياراتهم بسبب مياه الفيضانات (أ.ب)
TT
20

ارتفاع حصيلة العواصف العاتية في الولايات المتحدة إلى 14 قتيلا

معظم القتلى في كنتاكي غرقوا عندما حوصروا في سياراتهم بسبب مياه الفيضانات (أ.ب)
معظم القتلى في كنتاكي غرقوا عندما حوصروا في سياراتهم بسبب مياه الفيضانات (أ.ب)

ارتفعت حصيلة العواصف العاتية في وسط الولايات المتّحدة وشرقها إلى 14 قتيلا على الأقلّ بعد أن شهدت المنطقة فيضانات ورياحا هوجاء ودرجات حرارة جليدية.

وحذّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الإثنين من عاصفة شتوية تحمل هواء قطبيا من شأنه أن يتسبّب في «صقيع غير مسبوق» إذ يتوقّع أن تصل درجة تبريد الرياح في ولايتي مونتانا وداكوتا الشمالية إلى -60 درجة فهرنهايت (-51 درجة مئوية). وقال حاكم كنتاكي آندي بيشير في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الإثنين «لديّ مزيد من الأخبار الصعبة. ارتفع عدد القتلى في كنتاكي الآن إلى 12» بعد أن كان ثمانية في اليوم السابق.

بدوره، قال حاكم فرجينيا الغربية باتريك موريسي إنّ ولايته شهدت أيضا سقوط قتيل واحد على الأقلّ بسبب الطقس، محذّرا من أنّه «لا يزال هناك العديد من الأشخاص في عداد المفقودين». كما قضى شخص واحد على الأقل في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا (جنوب). وقال مسؤول الإطفاء سكوت باول لوسائل إعلام محلية إنّ القتيل سقط من جراء وقوع شجرة «كبيرة للغاية» على منزله في وقت مبكر من صباح الأحد.

من جهته، قال بيشير في مؤتمر صحافي سابق إنّ معظم القتلى في كنتاكي غرقوا عندما حوصروا في سياراتهم بسبب مياه الفيضانات التي ارتفع منسوبها بسرعة كبيرة. وأضاف أنّ من بين الضحايا والدة وطفلها. وحضّ الحاكم السكّان على البقاء بعيدين عن الطرق في سائر أنحاء الولاية، حيث أعلنت السلطات المحلية والفدرالية حالة الطوارئ.

وبحسب بيشير فقد أنقذت فرق الطوارئ أكثر من ألف شخص في غضون 24 ساعة. وفي نشرتها التحذيرية يوم الإثنين، حذّرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أنّه «من المتوقع أن تستمر كتلة الهواء القطبية الباردة القاسية في التأثير على شمال وسط الولايات المتحدة بينما تمتدّ أيضا إلى الجنوب والشرق على مدى الأيام القليلة المقبلة».

وأعيد التيار الكهربائي الإثنين إلى آلاف المنازل، لكنّ أكثر من 50 ألف منزل كان لا يزالون من دون كهرباء في ولايات فيرجينيا الغربية وبنسلفانيا وميريلاند، وفقا لموقع مراقبة الطاقة «باور آوتدج دوت يو إس».