جائزة أبوظبي الكبرى: فيرستابن يختتم موسماً مثالياً وفيتل يودع الفورمولا ون

ماكس فيرستابن خلال تتويجه بجائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا ون (رويترز)
ماكس فيرستابن خلال تتويجه بجائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا ون (رويترز)
TT

جائزة أبوظبي الكبرى: فيرستابن يختتم موسماً مثالياً وفيتل يودع الفورمولا ون

ماكس فيرستابن خلال تتويجه بجائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا ون (رويترز)
ماكس فيرستابن خلال تتويجه بجائزة أبوظبي الكبرى للفورمولا ون (رويترز)

اختتم الهولندي ماكس فيرستابن بطل العالم موسم 2022 من بطولة العالم للفورمولا ون بفوزه الأحد بجائزة أبوظبي الكبرى، الجولة الـ22 والأخيرة على حلبة مرسى ياس، محققاً انتصاره الخامس عشر هذا العام.
وخطف شارل لوكلير من موناكو سائق فيراري وصافة البطولة بعد أن حل ثانياً في العاصمة الإماراتية أمام المكسيكي سيرخيو بيريس سائق ريد بول الثالث، بعد أن دخلا إلى السباق الأخير متعادلين في النقاط.
وخاض الألماني سيباستيان فيتل، بطل العالم أربع مرات، السباق الأخير في مسيرته والرقم 299 وحل في المركز العاشر خاطفاً نقطة يتيمة.
قال بعد السباق: «كنت آمل أن أحقق نقاطا أكثر... إنه يوم كبير، شكرا لكل الدعم، أنا متأكد أنني سأفتقد لذلك أكثر مما أتخيل».
وحسم فيراري وصافة بطولة الصانعين على حساب مرسيدس (554 مقابل 515 نقطة)، بعد أن كان الصراع مفتوحاً حتى السباق الأخير، بعد أن حل سائق فيراري الآخر الإسباني كارلوس ساينس رابعاً، فيما حل البريطاني جورج راسل سائق فيراري خامسا وانسحب مواطنه وزميله لويس هاميلتون من السباق قبل لفتين من النهاية لعطل ميكانيكي.
وكان ريد بول أنهى هذا الموسم هيمنة دامت ثماني سنوات لمرسيدس على هذا اللقب.
وعاد فيرستابن الذي حقق فوزه رقم 35 في مسيرته في الفئة الأولى، إلى الحلبة التي شهدت على تتويجه الموسم الماضي بأول ألقابه في آخر سباق للعام وفي اللفة الأخيرة بطريقة دراماتيكية ومثيرة للجدل أمام هاميلتون بعد دخول سيارة الأمان التي أعادت خلط الأوراق وقرارات إدارية مُبهمة، حارماً البريطاني من لقب ثامن قياسي وفض الشراكة مع الألماني ميكايل شوماخر (7 لكل منهما)، ما دفع هاميلتون للتحدث عن مؤامرة، و«تلاعب» في النتيجة.
«موسم للنسيان لهاميلتون»
وعانى هاميلتون مجدداً على الحلبة بعد أن اضطر للانسحاب قبل لفتين من نهاية السباق إثر عطل ميكانيكي لينهي الموسم في المركز السادس في ترتيب السائقين ولأول مرة في مسيرته خارج الخمسة الأوائل.
وأنهى «السير» الموسم من دون تحقيق أي انتصار ليفشل في تحطيم الرقم القياسي في الفوز على الأقل بسباق للعام السادس عشر توالياً والذي يتشاركه مع شوماخر (15 توالياً لكل منهما).
قال فيرستابن بعد أن عزز الرقم القياسي لأكبر عدد من الانتصارات في موسم واحد الذي يملكه بنفسه «كان سباقاً جيداً، كان كل شيء مرتبطا بالتعامل مع الإطارات. إنه أمر لا يصدق الفوز هنا مرة أخرى وتحقيق الفوز الخامس عشر لهذا الموسم. كان من الممتع حقاً تحقيق ما حققناه هذا العام، وأنا أعلم أنه سيكون من الصعب تكراره، ولكن من الجيد أن نحاول أن نفعل الشيء نفسه في العام المقبل».
وقام فيرستابن ببداية مثالية للسباق، حيث نجح في الحفاظ على المركز الأول الذي انطلق منه ليؤكد تفوقه وريد بول على موسم مثالي.
وشهدت اللفة الأولى على حادثة بين هاميلتون وساينس عندما خرج البريطاني عن الحلبة بعد أن دفعه سائق فيراري خارجها عند المنعطف، ليعود أمامه في المركز الرابع والإسباني خامسا، ولكن منظمي السباق طلبوا من هاميلتون بإعادة المركز إلى ساينس.
وحصل راسل على عقوبة خمس ثوان لخروج غير آمن من مرأب فريقه أمام مواطنه لاندو نوريس الذي كان يدخل لتغيير إطارات سيارته ماكلارين.
وكان راسل حقق فوزه الأول على الإطلاق في مسيرته على حلبة إنترلاغوس البرازيلية في ساو باولو في الجولة الماضية، مانحاً مرسيدس فوزه الأول هذا الموسم.
ولم يشهد السباق منافسة مثيرة، وأكد لوكلير على سعادته بالوصافة «كنت مركزاً بنسبة 110 في المائة من اللفة الأولى حتى الأخيرة. قدمنا سباقاً مثالياً. كنت أعرف أن الطريقة الوحيدة للتغلب على تشيكو (بيريس) هي باستخدام استراتيجية مختلفة. آمل حقاً أن نتمكن في العام المقبل من القيام بخطوة للأمام للقتال من أجل البطولة».
أما الإسباني فرناندو ألونسو بطل العالم مرتين، فلم يتمكن من إنهاء السباق الأخير له مع فريق ألبين، علما بأنه سيحل بدلا من فيتل مع أستون مارتن الموسم المقبل.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».