نتنياهو: الفلسطينيون لا يريدون تحقيق السلام... والرئاسة ترد: خداع يكشف نواياه

بنيامين نتنياهو (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

نتنياهو: الفلسطينيون لا يريدون تحقيق السلام... والرئاسة ترد: خداع يكشف نواياه

بنيامين نتنياهو (أ.ب)
بنيامين نتنياهو (أ.ب)

قال زعيم حزب «ليكود» بنيامين نتنياهو المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، إن الفلسطينيين «لا يريدون تحقيق السلام مع إسرائيل، ولا يريدون إقامة دولتهم بجانبها، وإنما يريدون دولتهم مكان إسرائيل». وأضاف خلال كلمة له أمام الاجتماع السنوي لـ«الائتلاف اليهودي للحزب الجمهوري»: في الولايات المتحدة، وهي كلمة لم تَرُق للبيت الأبيض، الذي قد يعتبر ذلك تدخلاً في الانتخابات، إضافة إلى معارضته أي تصريحات قد تضر بحل الدولتين: «كنت محظوظاً بشكل استثنائي للعمل مع إدارة أميركية بقيادة الرئيس دونالد ترمب الذي وافق على سياستنا، وقد أدى ذلك إلى 4 اتفاقيات تطبيع». وتابع: «هذا الأمر حصل لأنّنا تجاوزنا الفلسطينيين». واعتبر نتنياهو، «ان اتفاقيات التطبيع تمت لأن إدارة ترمب دعمت سياسته ضد الفلسطينيين». وقال، «إن الهدف من التطبيع مع الدول العربية، هو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وحتى يدرك الفلسطينيون أنه عليهم في نهاية المطاف الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية».
وجاءت تصريحات نتنياهو بعد نحو أسبوع على تلقيه كتاب تكليفه بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، مؤكداً بعد تسلمه الكتاب، «إن حل الصراع مع الفلسطينيين ليس أولوية ولن يكون مستقلاً، بل كجزء من حل أوسع مع العرب أولاً».
وأكد نتنياهو آنذاك، أنه سيسعى لمزيد من اتفاقيات السلام «لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي باعتبار أن ذلك سيكون مقدمة لإنهائه مع الفلسطينيين». وقال ذلك أيضاً في خطابه في اجتماع «الائتلاف اليهودي» للحزب الجمهوري. وتعهد نتنياهو بأنه سيوقع مزيداً من اتفاقيات التطبيع، مباهياً بأن خطابه أمام الكونغرس عام 2015 والذي تم بخلاف رغبة الإدارة الأميركية، أظهرته كشخص قوي لا يخشى الصدام مع الرئيس الأميركي في الشأن الإيراني، ولا مواجهة إيران.
ولم تفاجئ تصريحات نتنياهو الفلسطينيين، الذين اتهموا حكومته بأنها تقوم على ائتلاف أحزاب «تحمل برامج إرهابية وتعمل على ضرب أي فرصة لصنع السلام في المنطقة». وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: «إن حكومة نتنياهو وتصريحاته تعطيا انطباعاً لما ستكون عليه المرحلة المقبلة».
واعتبر أبو ردينه في بيان، إن تصريحات نتنياهو أمام أعضاء مؤتمر «التحالف الجمهوري اليهودي» في الولايات المتحدة، «محاولة مكشوفة لخداع الرأي العام العالمي وتضليله، وتكشف نواياه الحقيقية بالتهرب من أي عملية سياسية تقود لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية». وأضاف: «إن حكومة نتنياهو التي ستضم إيتمار بن غفير، الذي قاد اعتداءات المستوطنين على المواطنين في مدينة الخليل (السبت)، مؤشر على ما ستكون عليها المرحلة المقبلة بوجود حكومة يمينية إسرائيلية متطرفة». واتهم الناطق الرئاسي سلفا الحكومة اليمينية بأنها «ستكون مسؤولة عن تدهور الأوضاع وعدم الاستقرار». ولذلك «يحاول نتنياهو قلب الحقائق وتشويهها لأنه يعلم ما الذي سينتج عن وجود مثل هذه الحكومة التي تضم عتاة المتطرفين أمثال بين غفير وسموتريتش».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.