نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة: لا حصار على كردستان

الأعرجي: نفط كركوك للحكومة الاتحادية ونفط الإقليم له

نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة: لا حصار على كردستان
TT

نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة: لا حصار على كردستان

نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة: لا حصار على كردستان

نفى نائب رئيس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة بهاء الأعرجي، أمس، أن تكون الحكومة العراقية تفرض حصارا على إقليم كردستان، مشيرا إلى أن الخلاف بين الطرفين حول تصدير النفط هو خلاف فني.
وقال الأعرجي في تصريح صحافي أوردته وكالة الأنباء الألمانية: «لا يوجد أي حصار على الإقليم لأن الحكومة تُسلم لإقليم كردستان حصته المالية». وأضاف أن «نفط كركوك هو للحكومة الاتحادية ونفط الإقليم للإقليم ولا توجد أي خلافات سياسية»، مشيرا إلى أن الخلاف بين الحكومة وإقليم كردستان هو خلاف فني وأن أي خلل في إنتاج النفط من الإقليم سيتم إنقاصه من النسبة المخصصة من الموازنة للإقليم ولا بد من إنهاء الخلاف بالحوار ووفقًا للدستور.
وكانت الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان قد اتفقتا على رفع صادرات النفط الخام العراقية إلى 3.‏3 مليون برميل يوميا في الموازنة العامة الاتحادية للعراق للعام الحالي منها 550 ألف برميل من حقول إقليم كردستان وكركوك يتم تصديرها عبر خط أنابيب كردستان إلى ميناء جيهان التركي عبر شركة تسويق النفط الخام العراقية (سومو) إلا أن هذا الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ وفق ما تم الاتفاق علية وإنما بكميات أقل من 300 ألف برميل يوميا الأمر الذي دعا الحكومة العراقية إلى عدم تسديد كامل المبالغ للإقليم.
وقال مصدر في وزارة النفط العراقية إن «الوزارة ليست لديها مشكلات مع الإقليم وهناك اتفاق بين الطرفين ودفع المستحقات المالية يتم وفق الاتفاق». وأضاف أن «الكميات التي تصلنا من الإقليم متذبذبة وكنا نتوقع وصول كامل الكمية البالغة 550 ألف برميل يوميا من أجل مواجهة التدني في أسعار النفط العامية وهذا لم يحصل طوال الأشهر الستة الماضية». وذكر المصدر أن موازنة العراق للعام الحالية تعتمد كليا على صادرات النفطية من الحقول الوسطى والجنوبية عبر موانئ الخليج جنوبي البلاد وبمعدلات تتجاوز 3 ملايين برميل يوميا.
وأوضح نأمل أن يكون النصف الثاني من العام الحالي محطة لزيادة صادرات النفط من حقول الإقليم خاصة بعد التحسن الطفيف في أسعار النفط لسد العجز في الموازنة بسبب هبوط الأسعار وعدم تسليم الإقليم كامل الكمية المتفق عليها.
وكان رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ذكر في بيان صدر عن اجتماع مجلس وزراء الإقليم مؤخرا أن «حكومة إقليم كردستان حاولت باستمرار معالجة المشكلات والمعوقات التي واجهتها مع الحكومة الاتحادية في بغداد عبر الحوار والتفاهم المشترك». وأضاف: «ولكن في حال عدم التوصل إلى حلول فعندئذ ستكون حكومة الإقليم ملزمة بالبحث عن سبل أخرى لمعالجة تلك المشكلات لتوفير الميزانية ورواتب الموظفين في إقليم كردستان».
والمعروف أن الحصار المالي لحكومة بغداد على إقليم كردستان منذ أكثر من عام ونصف العام خلق أزمة مالية في الإقليم ودفع بحكومته إلى اللجوء للاقتراض من البنوك العالمية لمواجهته. وبحسب تقرير نشرته وزارة الثروات الطبيعية في إقليم كردستان، فإن صادرات النفط في شهر يونيو (حزيران) الماضي بلغ 17 مليونا و130 ألفا و639 برميلا، منه 12 مليونا و740 ألفا و711 برميلا تم تصديره من حقول إقليم كردستان. كما قالت الوزارة، في تقريرها، إن حكومة الإقليم سلمت الشهر الماضي 4 ملايين و493 ألفا و334 برميلا، أي ما معدله 149 ألفا و778 برميلا يوميا لشركة التسويق العراقية (سومو).



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.