العراق: قاآني يخفي لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة ويظهرها مع رجل دين سني

في الوقت الذي حدّد فيه البرلمان العراقي يوم الثلاثاء المقبل موعداً لمناقشة الاعتداءات الإيرانية ـ التركية على الأراضي العراقية من جهة إقليم كردستان، فإنه وطبقاً لما نشرته وكالة «أسوشيتد برس»، هدد قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني بعملية عسكرية واسعة النطاق ضد المعارضين الكرد في إقليم كردستان.
وخلال جلسة البرلمان العراقي التي عُقدت أمس (السبت)، قرر رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وفقاً لبيان مقتضب، تحديد يوم الثلاثاء المقبل موعداً لمناقشة تكرار الاعتداءات التي تقوم بها كل من إيران وتركيا على الأراضي العراقية، بحجة وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني داخل العراق بالنسبة لتركيا ووجود معارضين كرد يتولون تأجيج الاحتجاجات الجماهيرية في إيران من داخل العراق بالنسبة لإيران.
ويأتي تحديد هذه الجلسة في وقت أشارت فيه وكالات الأنباء إلى أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني زار العراق مؤخراً، والتقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وكلاً من رئيسي الجمهورية عبد اللطيف رشيد والبرلمان محمد الحلبوسي. وفيما لم ينشر أي من الرؤساء الثلاثة بيانات عن تفاصيل لقاءاتهم مع قاآني أو الموضوعات التي تم تناولها خلال هذه اللقاءات، فإن المصادر التي جرى تداولها في الأوساط المختلفة داخل العراق تشير إلى أن قاآني التقى خلال زيارته، التي بدت غير معلنة، مع قادة الإطار التنسيقي الشيعي، معلناً دعم بلاده للحكومة العراقية الجديدة.
ومع أنه ليس جديداً أن يقوم قاآني بزيارات غير معلنة للعراق، حيث تحاط مباحثاته مع القادة العراقيين بسرية شبه تامة لولا ما يتسرب منها في الغرف المغلقة، فإن المفاجأة جاءت من أوساط قاآني نفسه، حين ظهر في زيارة إلى دار الإفتاء العراقية في جامع أم الطبول، التي يديرها رجل الدين السني مهدي الصميدعي. وظهر قاآني جالساً مع الصميدعي داخل المسجد برفقة السفير الإيراني محمد كاظم آل صادق. يذكر أن قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني الذي اغتيل بغارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من يناير (كانون الثاني) عام 2020 سبق أن زار الصميدعي وظهر معه علناً، فيما لم يظهر سليماني ولا خلفه قاآني في أي اجتماع معلن مع أي من المسؤولين العراقيين بمن فيهم رؤساء الجمهورية أو الوزراء أو البرلمان.
وتسربت أنباء غير مؤكدة حول وصول قاآني إلى العاصمة العراقية بغداد يوم الاثنين الماضي، قبل إعلان الصورة مع الصميدعي. وفيما جرى تداول لقاءاته مع كبار الزعماء العراقيين دون تأكيد رسمي، فإن ظهوره مع الصميدعي قطع الشك باليقين بشأن الزيارة. ولم يعرف الهدف من زيارة قاآني إلى دار الإفتاء السنية المختلف عليها داخل الأوساط السنية التي يمثلها رسمياً ديوان الوقف السني، فيما يعد المجمع الفقهي الذي يتخذ من جامع الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان مقراً له بمثابة المرجعية السنية.
ورغم أنه لم يصدر عن الجانب الإيراني بيان بشأن اللقاء مع الصميدعي، فإن الأخير أصدر بياناً أكد فيه أن «هناك وساطة من علماء المسلمين في العراق وسوريا ولبنان، للتدخل للصلح في الخلاف الحاصل في إيران، وتم التواصل مع زعيم أهل السنة في إيران وعدد من المشايخ والأئمة والخطباء، في محاولة لإنهاء الأزمة التي يستفيد منها المحاربون للإسلام والساعون لإشعال الفتنة الطائفية».
إلى ذلك وطبقاً لما تداولته وكالات الأنباء ومن بينها وكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، فإن قاآني هدد بعملية عسكرية برية في إقليم كردستان، إن «لم يحصّن الجيش العراقي الحدود المشتركة ضد الجماعات الكردية المعارضة». وقالت الوكالة الأميركية، عن عدد من المسؤولين العراقيين والكرد، قولهم إن «عملية كهذه في حال تنفيذها ستكون غير مسبوقة في العراق، وستفاقم التداعيات الإقليمية في ظل الاضطرابات التي تشهدها إيران، وتعتبرها مؤامرة خارجية».
وأشارت الوكالة الأميركية إلى أن «التهديد الإيراني نقله قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري إسماعيل قاآني الذي وصل لبغداد الاثنين الماضي في زيارة غير معلنة استمرت حتى الجمعة، وجاءت بعد يوم واحد من هجوم صاروخي إيراني استهدف قاعدة للمعارضة في أربيل، وراح ضحيته ثلاثة أشخاص». وكانت مطالب قاآني من شقين: «نزع سلاح الجماعات الكردية المعارضة لإيران في شمال العراق، وتحصين الحدود لمنع التسلل»، وفق الوكالة الأميركية.