ولي العهد السعودي والرئيس الكوري يبحثان أمن الطاقة والشراكة الاستراتيجية

أكد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، أن بلاده وكوريا الجنوبية تسعيان إلى تكثيف العمل المشترك لمواجهة كل ما يهدد الأمن والسلم الدوليين ويؤثر في أمن الطاقة وسلامة سلاسل الإمداد، مشدداً على أن العلاقة بين البلدين شهدت تطوراً كبيراً خلال العقود الستة الماضية نتجت عنها شراكة استراتيجية مثمرة للبلدين.
وجاءت تأكيدات ولي العهد السعودي، ضمن كلمته التي ألقاها لدى لقائه الرئيس الكوري يون سوك يول، في المقر الرئاسي بالعاصمة سيول، خلال جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها الجانبان بحضور وفدي البلدين.
وأشاد الأمير محمد بن سلمان، بالنمو الإيجابي في السنوات الماضية لمعدلات التبادل التجاري بين البلدين، مبدياً حرصه على تكثيف التشاور والتنسيق مع كوريا الجنوبية «بما يحقق التطلعات الاقتصادية الطموحة وبناء مستقبل أفضل للمنطقة والعالم، خصوصاً في ظل التحديات الكبيرة التي يشهدها عالمنا اليوم».

الرئيس الكوري لدى استقباله الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي أمس (واس)

وفيما يلي نص كلمة ولي العهد: «فخامة الرئيس، السلام عليكم.. يسرني أن أكون مجدداً في جمهورية كوريا، وأن نلتقي بفخامتكم، ويطيب لنا أن ننقل لكم تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، وتمنياته لحكومتكم وللشعب الكوري الصديق المزيد من التقدم والرقي، ويطيب لنا أن نتقدم بالشكر الجزيل على الدعوة الكريمة وعلى ما لقيناه من حفاوة استقبال وكرم ضيافة».
وذكر الأمير محمد أن «هذه الزيارة لبلدكم الصديق تأتي تزامناً مع مرور 60 عاماً على إنشاء العلاقات بين السعودية وجمهورية كوريا، بما يؤكد رغبة بلدينا في الاستمرار في ترسيخ أسس هذه العلاقة التاريخية، والعمل على استكمال الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون في جميع المجالات، وأخذاً في الاعتبار ما يرتكز عليه بلدانا الصديقان من ثقل سياسي واقتصادي وإقليمي ودولي، وعضوية بلدينا في مجموعة العشرين، فإننا نسعى إلى تكثيف العمل المشترك لمواجهة كل ما يهدد الأمن والسلم الدوليين، ويؤثر على أمن الطاقة وسلامة سلاسل الإمداد».
وأوضح ولي العهد السعودي أن «العلاقة بين السعودية وكوريا الجنوبية شهدت تطوراً كبيراً خلال العقود الستة الماضية، نتجت عنها شراكة استراتيجية مثمرة للبلدين، ومن أجل المحافظة على مكتسبات هذه العلاقة، فإننا حرصنا دائماً على تكثيف التشاور والتنسيق مع بلدكم الصديق بما يحقق التطلعات الاقتصادية الطموحة، وبناء مستقبل أفضل للمنطقة والعالم، خصوصاً في ظل التحديات الكبيرة التي يشهدها عالمنا اليوم، وفي هذا الصدد نشير إلى التعاون الوثيق ضمن إطار الرؤية السعودية الكورية 2030، ونُشيد بما تم خلالها، كما نتابع باهتمام كبير منجزات اللجان المشتركة بين بلدينا، ونتطلع إلى رفع وتيرة التنسيق الاستثماري وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ونؤكد أهمية الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة والمتاحة للتعاون بين بلدينا، ونشيد في هذا السياق بالنمو الإيجابي في السنوات الماضية لمعدلات التبادل التجاري بين المملكة العربية السعودية وجمهورية كوريا. أكرر شكرنا وتقديرنا لفخامتكم على حرصكم على الارتقاء بالعلاقة بين البلدين الصديقين».

جانب من جلسة المباحثات الرسمية التي عقدها الجانبان في سيول (واس)

من جانبه، أكد الرئيس الكوري، في كلمته، الحرص على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى جديد، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية تفخر بمستقبل جديد من خلال تنفيذ رؤية 2030 بقيادة ولي العهد، ومتطلعاً إلى توسيع وتطوير التعاون الثنائي والاستثماري في مجالات النمو الجديدة والمشروعات الضخمة مثل نيوم والصناعات الدفاعية، والطاقة المستقبلية مثل الهيدروجين، والثقافة والسياحة، معرباً عن التطلع إلى الاستمرار والتواصل الوثيق مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد؛ من أجل التعاون لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وتناولت جلسة المباحثات الرسمية، استعراض أوجه العلاقات السعودية ـ الكورية في مختلف المجالات، خصوصاً في الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع، وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

ولي العهد السعودي لدى لقائه رؤساء مجموعة من الشركات الكورية في العاصمة سيول أمس (واس)

حضر جلسة المباحثات الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة، والأمير تركي بن محمد بن فهد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والأمير عبد الله بن بندر وزير الحرس الوطني، والأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع، والأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني، والدكتور ماجد القصبي وزير التجارة وزير الإعلام المكلف، والمهندس خالد الفالح وزير الاستثمار، وفيصل الإبراهيم وزير الاقتصاد والتخطيط، وياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة، والدكتور بندر الرشيد سكرتير ولي العهد، وسامي السدحان سفير السعودية لدى كوريا، والوفد الرسمي للرئيس الكوري.
وفي وقت لاحق، التقى الأمير محمد بن سلمان، في مقر إقامته بالعاصمة سيول، رؤساء مجموعة من الشركات الكورية، واستعرض اللقاء فرص الاستثمار الواعدة بالسعودية في مختلف المجالات، خصوصاً في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والصناعة والتشييد والمدن الذكية.
وغادر الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز العاصمة الكورية سيول، في وقت لاحق، وبعث ببرقية شكر للرئيس الكوري يون سوك يول قال فيها: «يطيب لي وأنا أغادر بلدكم الصديق أن أعرب لكم عن بالغ امتناني وتقديري لما لقيته والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة».
وأضاف الأمير محمد بن سلمان في برقيته: «أكدت المباحثات التي أجريناها متانة العلاقات بين البلدين، والرغبة المشتركة في تعزيز التعاون في المجالات كافة في إطار الرؤية السعودية الكورية 2030، وبما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وقيادتكم».