إردوغان: تركيا ستعيد النظر في علاقاتها مع سوريا بعد انتخابات العام المقبل

أكد أنه لا يوجد «خلاف أبدي في السياسة»... واللقاء مع الأسد «غير مستبعد»

الرئيس التركي إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي إردوغان (أ.ف.ب)
TT

إردوغان: تركيا ستعيد النظر في علاقاتها مع سوريا بعد انتخابات العام المقبل

الرئيس التركي إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي إردوغان (أ.ف.ب)

أرجأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتخاذ خطوات جديدة لتصعيد الاتصالات مع نظام بشار الأسد في سوريا، إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تشهدها تركيا في 18 يونيو (حزيران) من العام المقبل. وأكد، أن عقد لقاء له مع الأسد «ليس أمراً مستبعداً أو مستحيلاً».
وقال إردوغان «يمكننا إعادة النظر مجدداً في علاقاتنا مع الدول التي لدينا معها مشاكل، ويمكننا القيام بذلك بعد الانتخابات في يونيو المقبل». وأضاف في تصريحات للصحافيين المرافقين له في رحلة العودة من إندونيسيا، حيث شارك في قمة «مجموعة العشرين»، أنه قد يعيد النظر في العلاقات مع الرئيس بشار الأسد بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في تركيا في يونيو من العام المقبل، وأنه «لا يوجد استياء أو خلاف أبدي في السياسة».
وكان إردوغان قال الشهر الماضي، إن اتصالات بلاده مع النظام السوري تقتصر حالياً على جهاز المخابرات؛ وإنه بناءً على نتائج تلك الاتصالات ستحدد تركيا شكل علاقاتها مع دمشق.
والأسبوع الماضي لمحت تركيا إلى رفع الاتصالات إلى المستوى الدبلوماسي. وقال وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده قد تدرس رفع مستوى الاتصالات مع دمشق «عندما تتهيأ الظروف»، لافتاً، إلى أنه «لا يوجد حالياً أي مخطط للتواصل مع دمشق، إلا أن الاتصالات بين أجهزة المخابرات ما زالت مستمرة».
ورد وزير الخارجية والمغتربين في النظام السوري فيصل المقداد على تصريحات جاويش أوغلو، قائلاً «نحن نستمع إلى تصريحاتهم (الأتراك)، لكن هذا يمكن أن يبدأ بالقضاء على الإرهاب... على تركيا تقديم خطوات بعدم دعم الإرهاب، والانسحاب العسكري من الأراضي السورية، ووقف أي دعم لـ(هيئة تحرير الشام) (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم (داعش) الإرهابيين».
وكان جاويش أوغلو، كشف في 11 أغسطس (آب) الماضي، عن محادثة قصيرة أجراها مع المقداد، في بلغراد في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 على هامش اجتماعات لدول عدم الانحياز، ودعا إلى «مصالحة» بين النظام والمعارضة؛ من أجل التوصل إلى حل في سوريا.
وأثارت التصريحات غضباً واسعاً بين السوريين في المناطق التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها، في شمال غربي سوريا، وخرجت احتجاجات ضد تركيا بسبب توجهها الجديد للتقارب وتطبيع العلاقات مع النظام، ودعوة المعارضة للمصالحة معه.
وبعد ذلك توالت التصريحات من أنقرة، حيث أكد إردوغان أن بلاده «ليست لها أطماع» في أراضي سوريا، مشيراً إلى أن المحادثات مع دمشق «ستصل إلى أعلى مستوى عندما يحين الوقت المناسب»، وأنه لا توجد حالياً ترتيبات لعقد لقاء بينه وبين الأسد، لكنه أوضح، أن «مثل هذا اللقاء ليس مستحيلاً، وسيعقد عندما يحين الوقت المناسب».
في غضون ذلك، سيّرت القوات الروسية والتركية، الخميس، دورية مشتركة جديدة في ريفي الدرباسية وعامودا بريف الحسكة الشمالي، تألفت من 4 عربات عسكرية من كل جانب، وانطلقت من معبر قرية شيريك غرب الدرباسية ترافقها طائرتان مروحيتان روسيتان في أجواء المنطقة. وجابت الدورية العديد من القرى، قبل أن تعود إلى نقطة انطلاقها مجدداً.
ويجري تسيير هذه الدوريات في إطار «تفاهم سوتشي» الموقّع بين تركيا وروسيا في 22 أكتوبر 2019؛ لوقف العملية العسكرية التركية «نبع السلام»، التي استهدفت مواقع تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في شمال شرقي سوريا، لإبعادها عن الحدود التركية لمسافة 30 كيلومتراً؛ من أجل وقف التهديدات القادمة من الجانب السوري وإقامة منطقة آمنة لاستيعاب اللاجئين السوريين في تركيا.
في الوقت ذاته، وقعت اشتباكات، الخميس، بين فصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا وقوات «قسد»، على محور أبو خرزة شمال بلدة عين عيسى، بريف الرقة الشمالي، وسط استهدافات متبادلة بالرشاشات المتوسطة والثقيلة، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».