المجموعة الخامسة في الميزان: إسبانيا تتحدى بشبابها... وألمانيا لاستعادة الكبرياء واليابان وكوستاريكا تتطلعان لمفاجأة

المنتخب الألماني يتوجه إلى مونديال قطر بطموحات كبيرة (رويترز)
المنتخب الألماني يتوجه إلى مونديال قطر بطموحات كبيرة (رويترز)
TT
20

المجموعة الخامسة في الميزان: إسبانيا تتحدى بشبابها... وألمانيا لاستعادة الكبرياء واليابان وكوستاريكا تتطلعان لمفاجأة

المنتخب الألماني يتوجه إلى مونديال قطر بطموحات كبيرة (رويترز)
المنتخب الألماني يتوجه إلى مونديال قطر بطموحات كبيرة (رويترز)

توقفت البطولات المحلية مؤقتاً لمدة ستة أسابيع، وبدأ العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، المونديال الأكثر تكلفة إطلاقاً، والحدث الضخم بالنسبة لدولة قطر، والذي أكد رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السويسري جان إنفانتينو أنه سيكون «الأفضل في التاريخ»، حيث يتوقع أن يزحف نحو مليون مشجع إلى الإمارة الخليجية. ونواصل هنا استعراض حظوظ المنتخبات المشاركة بعرض المجموعتين الخامسة والسادسة.

> المجموعة الخامسة: ألمانيا - إسبانيا - كوستاريكا - اليابان

مجموعة أخرى صعبة لكن يصب التاريخ والمؤشرات في مصلحة ألمانيا وإسبانيا لحصد بطاقتي العبور للدور الثاني على حساب اليابان وكوستاريكا.
تدخل إسبانيا مونديال قطر بتشكيلة شابة ومجموعة من اللاعبين الموهوبين يقودهم المدرب لويس إنريكي الذي قاد منذ 2018 ثورة تجديد بالمنتخب.
وتولى إنريكي قيادة المنتخب عقب إقالة يولن لوبتيغي عشية انطلاق كأس العالم 2018 حين خرجت إسبانيا من دور الستة عشر أمام روسيا صاحبة الضيافة، ومن وقتها وهو يبحث عن مواهب شابة تستطيع تعويض أسماء أسطورية مثل تشافي هرنانديز وأندريس إنييستا وسيرجيو راموس وجيرار بيكيه وإيكر كاسياس الذين قادوا إسبانيا للتتويج بلقبها الأول بكأس العالم في 2010 بجانب لقبين بكأس أمم أوروبا.


مينامينو ورقة اليابان الرابحة (رويترز)

وأسفرت ثورة إنريكي عن سطوع مراهقي برشلونة بيدري وجابي وأنسو فاتي ليتحولوا إلى مجموعة ذهبية، وأظهروا أنهم لا يخشون مجابهة الكبار، وساعدوا إسبانيا على مخالفة التوقعات للوصول إلى نهائي دوري الأمم الأوروبية 2021 وقبل نهائي بطولة أوروبا في العام نفسه، قبل الخسارة من إيطاليا بعد ركلات ترجيح مثيرة.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تغلبت إسبانيا على البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو في عقر دارها لتتأهل إلى قبل نهائي دوري الأمم مجددا بفضل هدف متأخر لألفارو موراتا عقب صناعة من موهوب صاعد آخر وهو نيكو ويليامز جناح أتلتيك بلباو الذي خاض مباراته الثانية مع بلاده عقب نزوله بديلا.
ويرى إنريكي أن مجموعته الشابة التي تتراوح أعمارها من 18 إلى 20 عاما تملك الكفاءة والشخصية، وقادرة على إثبات جدارتها في مونديال قطر، وقال: «أنا محظوظ بوجود العديد من اللاعبين الرائعين في الفريق».
ولا يبالغ المدرب لأن قيادة خط الوسط الآن بين يدي بيدري (19 عاما) وجابي (18 عاما) وهما آخر فائزين بجائزة كوبا لأفضل لاعب واعد بالعالم تحت سن 21 عاما.
وفي الهجوم لا تزال الآمال معقودة على أنسو فاتي لاعب برشلونة الصاعد للاقتراب من أعلى مستوياته بعد أن كافح للعودة من أربع جراحات لعلاج إصابة في الركبة اليسرى منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2000، وارتقى فاتي، الذي ورث الرقم 10 في برشلونة من ليونيل ميسي بعد انتقال النجم الأرجنتيني إلى باريس سان جيرمان، بسرعة من قطاع الناشئين ليفرض نفسه واحدا من ألمع المواهب الصاعدة في العالم، وأصبح أصغر لاعب يسجل في دوري أبطال أوروبا ومع منتخب إسبانيا. وبجانب هؤلاء الشباب ما زال إنريكي يعتمد على بعض الركائز من المخضرمين مثل سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا وداني كاربخال وموراتا، ويأمل أن يمنحه هذا المزيج القوة للمضي قدما وتكرار إنجاز 2010.
في المقابل دائما ما تكون ألمانيا ضمن المرشحين للفوز باللقب في البطولات الدولية، لكن عندما يدخل فريق المدرب هانز فليك مونديال قطر، عليه إثبات أن الفريق قد ودع سنوات من التخبط والنتائج المخزية. وتولى فليك المسؤولية العام الماضي بعد فترة 15 عاما قضاها سلفه يواخيم لوف مديرا فنيا للمنتخب، لكنه ليس غريبا على كأس العالم، حيث كان مساعدا لمدرب ألمانيا خلال الفوز باللقب عام 2014 في البرازيل.
لكن منذ هذا التتويج تراجع مستوى المنتخب الألماني بشكل ملحوظ ليخرج بشكل صادم من الدور الأول لمونديال 2018 وهو الذي كان حاملا للقب، وهو أسرع خروج له من البطولة منذ 80 عاما. ثم كانت الضربة التالية بالهبوط للدرجة الأقل في النسخة الافتتاحية لدوري الأمم الأوروبية قبل تغيير طرأ على القواعد أبقاه في الدرجة الأعلى.


جابي موهوب إسبانيا الصاعد (رويترز)

وفي بطولة أوروبا 2020 التي أقيمت العام الماضي بسبب وباء «كورونا»، ودع المنتخب الألماني المسابقة من دور الستة عشر.
وأدى تولي فليك المسؤولية العام الماضي بعد مسيرته التي حصد خلالها ستة ألقاب مع بايرن ميونيخ، إلى تفاؤل متجدد بعد بداية مظفرة بالفوز في ثماني مباريات رغم مواجهته لفرق أضعف بما في ذلك ليختنشتاين وإسرائيل وأرمينيا وآيسلندا وغيرها. لكن عادت الخسارة أمام المجر والتعادل مع إنجلترا بعد التقدم 2 - صفر في دوري الأمم خلال سبتمبر (أيلول) الماضي لتثير أسئلة أكثر مما قدمت من إجابات عما يستطيع هذا الفريق تحقيقه بمونديال قطر.
وفاجأ فليك المتابعين باختيار كل من اللاعب الموهوب يوسف موكوكو (18 عاما يوم افتتاح المونديال) ليكون أصغر لاعب ينضم لمنتخب ألمانيا في نهائيات كأس العالم على الإطلاق، كما أعاد لاعب خط الوسط ماريو غوتزه (33 عاما) صاحب هدف الفوز بمونديال البرازيل 2014 أمام الأرجنتين بعد غياب 5 سنوات عن التشكيلة. في حين استبعد فليك قائد بوروسيا دورتموند ماركو رويس.
ويعول المنتخب الألماني على لاعب خط الوسط المهاجم الموهوب جمال موسيالا، الذي ظهر بشكل رائع مع بايرن ميونيخ هذا الموسم. وأكد فليك أن هدفه في قطر الوصول إلى نصف النهائي على الأقل، معتقدا أن فريقه يمكنه أيضا انتزاع اللقب.
وإذا كانت الترشيحات تصب في مصلحة إسبانيا وألمانيا لانتزاع بطاقتي العبور للدور الثاني، فإن اليابان وكوستاريكا لديهما الطموح في مخالفة ذلك وقلب الأمور.
ومنذ مشاركة اليابان الأولى في كأس العالم 1998 لم تستطع تجاوز دور الستة عشر والذي بلغته ثلاث مرات وهو ما يتجاوز أي منتخب آسيوي آخر.
ومن أجل بلوغ هذا الدور هذه المرة سيعتمد مدرب اليابان هاجيمي مورياسو على مجموعة من المحترفين بالبطولات الأوروبية الكبرى من بينهم تاكهيرو تومياسو مدافع آرسنال الإنجليزي، وواتارو إندو لاعب الوسط المدافع لشتوتغارت الألماني، والجناح تاكفوسا كوبو (ريال سوسيداد الإسباني)، وثنائي سيلتيك الاسكوتلندي كيوغو فوروهاشي ودايزن مايدا، ومعهم المهاجم تاكومي مينامينو لاعب وسط موناكو الفرنسي وليفربول السابق.
ويستمتع المدرب مورياسو بالتحدي قائلا: «نسعى لبلوغ دور الثمانية، ومستعدون لمواجهة أقوى المنتخبات في العالم».
أما منتخب كوستاريكا آخر من حجز بطاقة للنهائيات من اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) فهو سيسجل حضوره السادس بالمونديال، ويأمل مدربه لويس فرناندو سواريز أن يكون وجوده أكثر من مجرد رقم في البطولة التي تضم 32 منتخبا.
وصعقت كوستاريكا الجميع في 2014 عندما حققت أفضل نتيجة لها في تاريخها بالنهائيات بتأهلها من مجموعة ضمت ثلاثة منتخبات سبق لها الفوز باللقب هي الأوروغواي وإيطاليا وإنجلترا. وتتعلق الآمال على مجموعة من المخضرمين الذين شاركوا في 2014 وهم كيلور نافاس وبرايان رويز وغويل كامبل وأوسكار دوارتي ويلتسين تخيدا وسيلسو بورغيس من أجل تحقيق مفاجأة جديدة في قطر.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.