هل اختيارات غاريث ساوثغيت لقائمة المنتخب الإنجليزي موفقة؟

استدعاءات مفاجئة ومخاوف دفاعية ومشاكل في اللياقة البدنية وضم مصابين

منتخب إنجلترا يتدرب في قطر وتسبقه أحلامه الطموحة (رويترز)
منتخب إنجلترا يتدرب في قطر وتسبقه أحلامه الطموحة (رويترز)
TT

هل اختيارات غاريث ساوثغيت لقائمة المنتخب الإنجليزي موفقة؟

منتخب إنجلترا يتدرب في قطر وتسبقه أحلامه الطموحة (رويترز)
منتخب إنجلترا يتدرب في قطر وتسبقه أحلامه الطموحة (رويترز)

تبدو إنجلترا مرشحة قوية لحسم تأهلها عن المجموعة الثانية ضمن مونديال قطر، لكن مشوارها قد لا يكون سهلاً. على الورق، يهدف منتخب «الأسود الثلاثة»، المصنف في المركز الخامس عالمياً ورابع مونديال 2018 ووصيف كأس أوروبا، إلى المركز الأول في المجموعة. لكن بعد دوري أمم كارثي، تبدو تشكيلة المدرب غاريث ساوثغيت أقل إقناعاً، فضلاً عن إصابات هدّدت الاستقرار الدفاعي. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على الاختيارات المفاجئة، والمخاوف الدفاعية، ومشاكل اللياقة البدنية.
جيمس ماديسون مفاجأة القائمة
كان أكثر شيء لافت للانتباه في قائمة المنتخب الإنجليزي هو أن غاريث ساوثغيت قد رضخ أخيراً للضغوط الجماهيرية وضم جيمس ماديسون. في الحقيقة، لم تعد إنجلترا في وضع يسمح لها بعدم ضم اللاعبين أصحاب المهارات والإمكانيات الفردية الكبيرة، لكن حتى الأشخاص المقربين من صانع ألعاب ليستر سيتي لم يتوقعوا انضمامه لقائمة منتخب الأسود الثلاثة. لا يختلف أي شخص على الإمكانيات الفردية والمهارية لماديسون، لكن كل الشكوك والتساؤلات تتعلق بشخصيته، خاصة بعد ذهابه إلى كازينو عندما كان من المفترض أن يكون في معسكر لمنتخب بلاده في عام 2019. وهو الأمر الذي سيحتسب ضده بكل تأكيد.
لكن لا يوجد ما يدعو إلى القلق أو الشعور بالغضب. ومن قال إن ساوثغيت مدير فني متحفظ للغاية؟ لقد فرض ماديسون، الذي لعب مباراته الدولية الوحيدة مع المنتخب الإنجليزي قبل ثلاث سنوات، نفسه على القائمة، وكان من المستحيل ألا يضمه أي مدير فني بعد المستويات الرائعة التي قدمها خلال عام 2022 والتي شارك خلالها في تسجيل 22 هدفاً (سجل 13 هدفاً وصنع تسعة أهداف أخرى) - رقم قياسي لم يتفوق عليه سوى هاري كين وكيفين دي بروين وسون هيونغ مين – كما يشكل تهديداً كبيراً على مرمى الفرق المنافسة في الكرات الثابتة. ويبقى السؤال الوحيد الآن هو: هل سيحصل ماديسون على فرصة مناسبة لحل مشاكل المنتخب الإنجليزي التي تتعلق بالافتقار إلى الإبداع في اللعب المفتوح.

ساوثغيت يواجه ضغوطاً شديدة قبل المونديال (أ.ف.ب)

عودة راشفورد
لا يوجد أدنى شك في أن ماركوس راشفورد يستحق الانضمام إلى القائمة. لم يلعب مهاجم مانشستر يونايتد أي مباراة مع المنتخب الإنجليزي منذ أن أهدر ركلة الترجيح في المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية 2020 التي خسرتها إنجلترا أمام إيطاليا، لكن السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى تعرض اللاعب إلى عدد من الإصابات، كما أن ساوثغيت لم يغلق الباب أبداً أمام عودته. ومن المؤكد أن راشفورد سيكون إضافة قوية للغاية للمنتخب الإنجليزي عندما يكون في كامل لياقته البدنية والذهنية. إنه يمتلك خبرة اللعب في البطولات الكبرى، ويمكنه اللعب ناحية اليسار أو في خط الوسط، كما أنه ثالث أفضل هداف للمنتخب الإنجليزي في حقبة ساوثغيت. ونظراً لأن المنتخب الإنجليزي لا يملك الكثير من اللاعبين القادرين على هز الشباك واستغلال أنصاف الفرص أمام المرمى، لم يكن من المنطقي استبعاد راشفورد، الذي يقدم مستويات جيدة مع مانشستر يونايتد، كما أن انطلاقاته في المساحات الخالية خلف المدافعين ستساعد كثيراً هاري كين، الذي يحب أن يتراجع للخلف ويمرر كرات بينية ذكية للغاية لزملائه المنطلقين في المساحات الخالية.
ويلسون يتفوق على توني وأبراهام
يحتاج المنتخب الإنجليزي إلى مهاجم جيد يكون بديلاً لهاري كين في حال غيابه لأي سبب من الأسباب، لكن مشكلة أي لاعب يتم اختياره لهذا الدور تتمثل في أن قائد المنتخب الإنجليزي يضمن مشاركته دائماً في التشكيلة الأساسية، ونادراً ما يغيب أو يتم استبداله. ومع ذلك، فإن أكبر مخاوف ساوثغيت يتمثل في تعرض هاري كين للإصابة. في الحقيقة، لم يُظهر أي مهاجم أنه قادر على ملء الفراغ الذي يمكن أن يتركه مهاجم توتنهام. يقدم تامي أبراهام مستويات محبطة مع روما هذا الموسم، حيث لم يسجل سوى أربعة أهداف فقط، بالإضافة إلى أنه نادراً ما تألق مع المنتخب الإنجليزي. أما بالنسبة لمهاجم برينتفورد، إيفان توني، فقد فشل في لفت الأنظار في التدريبات بعد أن استدعاه ساوثغيت لأول مرة في سبتمبر (أيلول) الماضي.
في الحقيقة، لا يجب أن يشعر أبراهام أو توني بالظلم لاستبعادهما من القائمة لحساب كالوم ويلسون، خاصة أن مهاجم بورنموث السابق يقدم مستويات رائعة مع نيوكاسل، الذي يحتل المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. يقود ويلسون، الذي كانت آخر مشاركة دولية له مع المنتخب الإنجليزي في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. خط هجوم نيوكاسل بشكل جيد وأحرز ستة أهداف هذا الموسم، ويتحرك بشكل رائع داخل المستطيل الأخضر، ويسدد ركلات الجزاء بشكل جيد. فهل هناك مدير فني يمكن أن يتجاهل لاعباً بهذه المواصفات؟
مخاوف دفاعية
هناك بعض المشكلات الواضحة في القائمة، لعل أبرزها أن لوك شو هو الظهير الأيسر الوحيد. لقد تلقى المنتخب الإنجليزي ضربة قوية للغاية بتعرض بن تشيلويل لتمزق في أوتار الركبة، لكن ساوثغيت رأى أنه يمكنه التغلب على ذلك من خلال ضم كيران تريبيير وبوكايو ساكا، اللذين يمكنهما اللعب في أكثر من مركز، بما في ذلك الظهير الأيسر في حال غياب شو لأي سبب من الأسباب. في الحقيقة، لم يقدم اللاعبون الشباب، مثل تيريك ميتشل لاعب كريستال بالاس وريان سيسيغنون لاعب توتنهام، ما يكفي لضم أي منهم بدلاء من بن تشيلويل.
لكن المشكلة تكمن في أنه من المرجح أن يشارك تريبيير في مركز الظهير الأيمن، كما أن ساكا عانى بشدة عندما لعب كظهير أيسر أمام إيطاليا في سبتمبر (أيلول) الماضي. في نهاية المطاف، كان يتعين على ساوثغيت أن يلجأ إلى خيارات وحلول أخرى بسبب الإصابات التي ضربت بعض لاعبيه الأساسيين. وعلاوة على ذلك، خسر ساوثغيت جهود نجم تشيلسي ريس جيمس، الذي كان سيبدأ في مركز الظهير الأيمن، وضم بدلاً منه قلب دفاع آرسنال بن وايت، الذي غير مركزه ليلعب كظهير أيمن هذا الموسم.
ويمكن القول إن الوضع في خط الدفاع ليس مثالياً، خاصة أن قلب دفاع مانشستر يونايتد هاري ماغواير لم يشارك في التشكيلة الأساسية لمانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز سوى مرة واحدة فقط منذ أغسطس (آب) الماضي، كما أن جون ستونز يلعب في مركز الظهير الأيمن لمانشستر سيتي، في الوقت الذي يقدم فيه إريك داير مستويات سيئة مع توتنهام في الفترة الأخيرة. لكن الشيء المثير للاهتمام أيضاً هو أن ساوثغيت لم يضم خيارات أخرى في مركز قلب الدفاع، بل على العكس تماماً استبعد جو غوميز وفيكايو توموري ومارك غوي وتيرون مينغز، من أجل ضم المزيد من الخيارات في الناحية الهجومية.
كونور غالاغر
يعد كونور غالاغر من أبرز الخيارات الهجومية التي ضمها ساوثغيت. كثيراً ما يُتهم ساوثغيت بأنه يختار اللاعبين بناء على أسمائهم وليس المستويات التي يقدمونها، لكن اختيار لاعب خط وسط تشيلسي يستحق هذا الادعاء تماماً. لقد لفت غالاغر الأنظار بشدة خلال الأسابيع الأخيرة بفضل المستويات الاستثنائية التي يقدمها ومجهوده الوفير وتحركاته المستمرة داخل المستطيل الأخضر. لقد بدأ الموسم الحالي بشكل بطيء واستبعده ساوثغيت، لكن تألق بشكل لافت للأنظار منذ تعيين المدير الفني الجديد لتشيلسي غراهام بوتر، الذي منح اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً الكثير من الفرص وحرية التحرك. ومن المؤكد أن ساوثغيت كان جريئاً باختيار غالاغر إلى قائمة منتخب الأسود الثلاثة.
ووكر وفيليبس
رغم أن ساوثغيت أوضح أن ضم ريس جيمس للقائمة رغم إصابته سيكون مغامرة كبيرة، فقد قرر ضم كيفين فيليبس وكايل ووكر رغم عدم اكتمال شفائهما. لعب فيليبس بديلاً في مباراة واحدة فقط مع مانشستر سيتي منذ الجراحة التي خضع لها في الكتف في سبتمبر (أيلول) الماضي، في حين أن كايل ووكر، الذي خضع لعملية جراحية في الفخذ الشهر الماضي، لن يكون جاهزاً حتى للمباراة الافتتاحية لإنجلترا في كأس العالم أمام إيران في 21 نوفمبر (تشرين الثاني). ومع ذلك، رأى ساوثغيت أن لاعبي مانشستر سيتي مهمان للغاية ولا يمكن استبعادهما. لقد قدم فيليبس مستويات رائعة في خط وسط المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس الأمم الأوروبية الأخيرة، كما أن عودة ووكر ستكون مهمة للغاية لخط الدفاع.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».