احتفاء مصري بذكرى ميلاد الفنانة الراحلة هند رستم

متابعون تداولوا صوراً لأعمالها الشهيرة

الفنانة الراحلة هند رستم (أرشيفية)
الفنانة الراحلة هند رستم (أرشيفية)
TT

احتفاء مصري بذكرى ميلاد الفنانة الراحلة هند رستم

الفنانة الراحلة هند رستم (أرشيفية)
الفنانة الراحلة هند رستم (أرشيفية)

تداول متابعون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً عديدة ونادرة لنجمة السينما المصرية هند رستم التي اشتهرت بجمالها اللافت وبراعتها في أدوار الإغراء، وحظيت بألقاب عديدة منها «مارلين مونرو الشرق» و«أيقونة الأنوثة». ورغم أن ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة مضى عليه أربعة أيام، حيث يحل في الثاني عشر من نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، فإنها تصدرت «الترند» على موقع «تويتر»، مساء أمس (الثلاثاء)، وحتى اليوم.
وقدمت الفنانة التي ولدت عام 1931 نحو 74 فيلماً حيث ظهرت باعتبارها «كومبارس» عام 1948 في أغنية «اتمخطري يا خيل» لمدة دقيقتين وهي تركب حصاناً خلف الفنانة ليلى مراد في فيلم «غزل البنات» بطولة نجيب الريحاني ويوسف وهبي. وتوفيت في 8 أغسطس (آب) 2011 على إثر أزمة قلبية. ومن أشهر أعمالها «ابن حميدو» إنتاج 1957، «باب الحديد» 1958. «دماء على النيل» 1961. «سيد درويش»، 1966. بينما كان آخر أفلامها «حياتي عذابـ”1979.
وكان أول تكريم رسمي تتلقاه عبارة عن شهادة تقدير من مهرجان فينسيا السينمائي عن فيلم «نساء في حياتي» عام 1957. بينما تمثل آخر تقدير في إطلاق محرك البحث العالمي «غوغل» إشعاراً يحمل صورتها في النطاق المخصص لمستخدمي اللغة العربية في ذكرى ميلادها عام 2018.
ويعتبر الناقد الفني طارق الشناوي هند رستم «فنانة استثنائية في تاريخ السينما المصرية على المستويات كافة، فقد دخلت المجال الفني وسط مجتمع محافظ كان يعتبر السينما خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه على المستوى الاجتماعي، خاصة أنها كانت تتحدر من أصول أرستقراطية بمدينة الإسكندرية»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» أنها «كانت نموذجاً للفنان الذكي الذي يعرف متى يعتزل وهو على القمة وفي أوج نجوميته بعد أن استشعرت ظهور جيل جديد وتغير الجو العام من حولها، حيث طلبت على سبيل المثال أن يسبق اسمها اسم النجم فريد شوقي على أفيش فيلم (وبالوالدين إحساناً)، وحين تم رفض طلبها عرفت أن عليها أن تتخذ مثل تلك الخطوة».
ويضيف الشناوي قائلاً: «امتلكت هند رستم على المستوى الإنساني العديد من العادات والخصال الجميلة، فقد كانت على سبيل المثال تقوم بخدمة كل من يعملون في بيتها أثناء شهر رمضان وتجهز لهم طعام الإفطار بنفسها، لتجسد معنى نبيلاً يتمثل في خدمة من ظلوا يخدمونها طول 11 شهراً في العام».
وحول براعتها في أدوار الإغراء، يؤكد الشناوي أنها «لم تجسد أدواراً تتسم بالعري أو المشاهد الفجة، بل كانت تقدم مفهوماً راقياً للإغراء يتمثل في الأنوثة وإبراز العواطف والمشاعر مثلما نجد في أغنية (يا مجبل يوم وليلة) التي ترقص فيها أمام فريد الأطرش من فيلم (أنت حبيبي) حيث نراها ترتدي فستاناً كاملاً في القطار»، موضحاً أن «الأنوثة لديها كانت أنوثة المشاعر التي قدمتها أهم أنثى ظهرت في تاريخ السينما العربية حتى الآن».
ويختم: «ظلت السيدة هند رستم حتى آخر يوم في حياتها معتزة بتاريخها الفني ولم تتنكر له أو تتبرأ منه كما رأينا لدى أخريات واستطاعت أن تحافظ على صورة جميلة لرمز الأنوثة في ذهن الجماهير العريضة من المحيط إلى الخليج».



أراجوز «مُعدّل» ينشر بهجة في شوارع مصرية

عبد التواب يقدم أحد عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)
عبد التواب يقدم أحد عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)
TT

أراجوز «مُعدّل» ينشر بهجة في شوارع مصرية

عبد التواب يقدم أحد عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)
عبد التواب يقدم أحد عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)

منذ أواخر عام 2018 وبعد إدراجه ضمن قوائم «اليونيسكو» للتراث العالمي غير المادي، الذي يحتاج للصون العاجل، صار هَمّ فناني الأراجوز المصري العمل على إعادته للشوارع والحدائق والميادين بوصفها حاضنة عُروضه الأساسية والبيئة الطبيعية التي يمكنه أن ينشط فيها بعروض مبهجة للأطفال، تزيل عنه بعضاً من أخلاقه القديمة التي كان معروفاً بها. فقد كان، مثل قول الفنان ناصر عبد التواب المشرف على عروض الأراجوز الأسبوعية في المركز القومي لثقافة الطفل، «عدوانياً، وسليط اللسان، وهي قيم ليست تربوية ارتبطت به لدى فناني العرائس القدامى، وكان يجب أن نطوّر رسالته، ونغيّر من طبيعته، ونقدمه في صورة جديدة، تتلافى هذه الخصال دون أن يتخلى الأراجوز عن صناعة البهجة وإضحاك الأطفال».

ويضيف عبد التواب، وهو مخرج مسرح عرائس ولاعب أراجوز، لـ«الشرق الأوسط»: «منذ عام 2007 وأنا أقدّم عروضاً عرائسية في الحديقة الثقافية للأطفال بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، كما دربت ابتداء من عام 2019 أكثر من 60 من الكوادر على تحريك العرائس، وقدّمت على مدار أعوام عروضاً كثيرة منها (أحلام العصافير)، و(قسم وأرزاق)، فضلاً عن حفلات عديدة لفن الأراجوز، تختلف عن (النمر التراثية)، وتقوم أساساً على الارتجال».

أطفال مصريون يشاهدون عروض الأراجوز (الشرق الأوسط)

ولفت عبد التواب إلى أن العروض التراثية مثل «الأراجوز والبربري»، و«الأراجوز والشحات»، وغيرهما، تتضمن أفكار «عنف وتنمر» لا تصلح للأطفال. «وكانت لدينا وقفة كي يقوم الأراجوز بدوره التقويمي للسلوك، وغيّرنا شكله، من رجل كبير لديه شارب، إلى أراجوز طفل يتعلم منه الأطفال. كنا نريد ونحن نسعى لترسيخ الدور التربوي لفن العرائس أن نجعل الطفل لا يتعدى حدوده ويتجرأ على الكبار، ويقوم بتصحيح سلوكهم، كان هدفنا المحافظة على قيمة الكبير في نظر الأطفال»، وفق قوله.

ويضيف عبد التواب: «كان التغيير في هيئة الأراجوز من رجل كبير يرتسم على وجهه شارب، إلى طفل صغير، هو الأنسب ليكون أكثر قرباً للأطفال».

وركزت عروض الأراجوز التي قدّمها عبد التواب وزملاؤه في شوارع عدد من محافظات مصر في الجنوب والشمال بدءاً من الجيزة وبني سويف والمنيا وأسيوط وقنا وسوهاج ومطروح... على فكرة الانتماء، وأهمية الوقت، واحترام الكبير، وقيمة الاعتذار، والبعد عن العنف، وتقوم على التفاعل مع الأطفال بعيداً عن فكرة التلقين، وشارك فيها فنانون جدد كانوا نتاج برنامج تدريبي اعتمده المركز القومي لثقافة الطفل منذ 6 سنوات للمحافظة على فن الأراجوز من الاندثار.

الفنان ناصر عبد التواب وزملاؤه يقدمون عروض العرائس للأطفال (الشرق الأوسط)

ويقدم فنانو الأراجوز عدداً من العروض في حدائق وشوارع القاهرة يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، ويوم 28 من كل شهر، فضلاً عن العروض التي تُقدّم في ملتقى الأراجوز السنوي 28 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، بمناسبة وضع الأراجوز على قائمة «اليونيسكو» بوصفه تراثاً أولى بالحماية، وعنصراً من مكونات الثقافة المصرية.

قصة تسجيل الأراجوز ضمن التراث المصري في «اليونيسكو» يحكيها الباحث أحمد عبد العليم مدير مركز ثقافة الطفل المُشرف على عروض فن العرائس، مشيراً إلى أن «لجنة مصرية قامت بجهود كبيرة في مواجهة الرغبة التركية لتسجيلها ضمن تراثها، ونجح كل من نبيل بهجت ونهلة إمام وأحمد مرسي، في إقناع المنظمة الدولية بأحقية مصر في ذلك».

ويضيف عبد العليم لـ«الشرق الأوسط»: «تلقفنا قرار (اليونيسكو) وبدأنا في عمل برنامج عاجل لحماية فن الأراجوز والعرائس التقليدية، وجمعنا كل الفنانين أصحاب الشأن، كانوا لا يزيدون عن 7، وكان لا بد من تدريب أجيال جديدة من أجل وراثته وتطويره، كان ذلك في الملتقى الأول عام 2018، ورعته وزيرة الثقافة وقتها الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم».

أحد عروض الأراجوز في شوارع مصر (الشرق الأوسط)

وقال عبد العليم: «كان الملتقى (أشبه بالمولد)، ويحمل ملامح المناخ نفسه الذي نشأ فيه الأراجوز، بعروض احتضنتها الشوارع»، لافتاً إلى أن «فن الأراجوز يحتاج إلى ممارسة يومية ليتمكن الفنان من إجادته، ويجب أن يُقبل عليه بمحبة وشغف ليواصل العمل فيه، والآن لدينا أكثر من 25 فناناً عرائسياً قديراً. أما الباقون، ويزيد عددهم عن 40 فناناً، فيقومون بدور (الملاغي)، وهو عنصر مهم في العروض الأراجوزية التي يقدمها المركز وتحمل رسالة وقيماً إنسانية».

ويُقبل على عروض حديقة السيدة زينب جمهور كبير من الأُسر المصرية تأتي بأطفالها لمشاهدتها والاستمتاع بها، ومنهم والد الطفل يوسف أحمد الذي قال إنه «يحب هو وأبناؤه الأراجوز، وصوته الجميل، ولا يتوقف عن الضحك من مواقفه، وألعابه وأغنياته».