ما بين «تطمينات» رسمية حول انتشار الفيروس التنفسي المخلوي في مصر، وتأكيدات علمية بأنه «ليس جديداً ولا يشكل خطورة»، ما زالت المخاوف تسيطر على العديد من الأسر المصرية، خصوصاً أولياء الأمور ممن لديهم أطفال في مراحل التعليم المختلفة عقب قرار وزارة التعليم بفرض إجراءات احترازية في جميع المدارس تجنباً لمزيد من انتشار العدوى.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني «تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية بجميع المدارس»، وقالت الوزارة، في بيان صحافي (الثلاثاء)، إنه «في إطار حرص وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على صحة وسلامة العاملين والطلاب في جميع المنشآت التعليمية، وجهت الوزارة مديري المديريات التعليمية بضرورة تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية للوقاية والتعامل مع الأمراض المعدية داخل الفصول التعليمية، وذلك بالتنسيق مع مديرية الصحة بالمحافظة».
وأرسلت الوزارة نسخة من الكتاب الدوري «كتيب تعليمات» إلى كل المديريات التعليمية الذي تضمن توجيهات تطبيق الإجراءات الاحترازية، وتضمنت التوجيهات «قيام كل مدرسة بعقد امتحان آخر (امتحان الشهر) لكل الطلاب المتغيبين عنه بعذر طبي مقبول»، كما قامت الوزارة، بحسب البيان، بإرسال نسخ لكل المديريات التعليمية من دليل وزارة الصحة والسكان الخاص بالوقاية والتعامل مع الأمراض المعدية، والشروط الصحية الواجب توافرها في كل المنشآت التعليمية.
وعبرت نجوى حسن، موظفة، عن قلقها على أطفالها قائلة: «كل ما يرجعوا البيت أقيس درجة حرارتهم»، موضحة لـ«الشرق الأوسط» أن «ما نسمعه في وسائل الإعلام أصابنا بالرعب، فلدي ابن وابنة في المرحلة الابتدائية، ولا نعرف الانتشار الذي يتحدث عنه الجميع هل هو إنفلونزا أم كورونا أم الفيروس الجديد (تقصد الفيروس التنفسي المخلوي) خوفي على أطفالي قد يدفعني فعلاً إلى منعهم من الذهاب للمدرسة هذه الفترة».
وفي رسالة «طمأنة» رسمية، أعلن الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، أنه «رغم سرعة انتشار الفيروس التنفسي المخلوي، فإنه أقل قوة من الإنفلونزا»، وقال في تصريحات للتلفزيون الرسمي المصري إن «98 في المائة من المصابين بالفيروس يبدو عليهم أعراض برد اعتيادية، وعادة ما تزول خلال 5 أيام على الأكثر».
واعتبرت داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، أن «تخوفات الأهالي مشروعة»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها وزارة التعليم ليست كافية، فنحن لا نطالب بإغلاق المدارس، لكن نطالب بأن يتم إلغاء ربط حضور التلميذ بدرجات أعمال السنة، فنحن نضطر لإرسال أولادنا إلى المدرسة لأنه يجب أن يحضر 85 في المائة من أيام الدراسة كي يسمح له بدخول الامتحان».
وأشارات الحزاوي إلى أنه «يوجد الكثير من المشكلات في تطبيق الإجراءات الاحترازية بالمدارس، أهمها كثافة الفصول، ومشكلات تهوية الفصول، وكلها ترتبط بسرعة انتشار العدوى».
وأرجع الدكتور سمير عنتر، استشاري الحميات والأمراض المعدية، المدير السابق لمستشفى حميات إمبابة، «حالة القلق المجتمعي» إلى «الخوف العام من العدوى منذ بدء انتشار فيروس كورونا»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الفيروس التنفسي ليس جديداً، بل هو فيروس موسمي يرتبط بتغيرات الفصول، وأعراضه أقل من الإنفلونزا، فطالما أن درجة حرارة المريض لم ترتفع، لن يحتاج إلى طبيب، وسيشفى خلال أيام»، متابعاً: «إذا ارتفعت درجة حرارة المريض يستخدم مخفضات الحرارة والمسكنات الخفيفة لمدة 24 ساعة، وإذا لم تنخفض الحرارة يجب أن يذهب للطبيب، وعادة يكون ذلك معناه أن مناعة الجسم ليست جيدة، وأن المريض التقط كمية كبيرة من الفيروس».
وأشار عنتر إلى أنه «على المستوى الوطني للدولة لا يحتاج الفيروس إلى إجراءات خاصة للحد من انتشاره، بل إجراءات الحماية العادية التي يتخذها الأفراد لتجنب العدوى، فمع كل تغير موسمي تظهر الكثير من الفيروسات وتنشط البكتيريا نتيجة التقلبات الجوية، وسوف ينحسر الفيروس تدريجياً مع نهاية الخريف واستقرار الجو، لكنه قد يظل موجوداً بمعدلات أقل حتى فترة الاعتدال في أبريل (نيسان) المقبل».
الفيروس التنفسي المخلوي في مصر... تطمينات رسمية ومخاوف أسرية
«التعليم» تفرض إجراءات احترازية في المدارس
الفيروس التنفسي المخلوي في مصر... تطمينات رسمية ومخاوف أسرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة