أزمة «كود الملابس»... هل أثرت على انطلاقة مهرجان القاهرة؟

بعد جدل منع هند عاكف من دخول حفل الافتتاح

بشرى في المهرجان
بشرى في المهرجان
TT

أزمة «كود الملابس»... هل أثرت على انطلاقة مهرجان القاهرة؟

بشرى في المهرجان
بشرى في المهرجان

رافقت حالة من الجدل حفل افتتاح الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي انطلق مساء الأحد بدار الأوبرا المصرية بسبب «الدريسنج كود» أو «كود الملابس»، حيث اعتبر متابعون أن بعض النجمات خالفن الكود بإطلالتهن الجريئة في حفل الافتتاح رغم التشديدات وعدم حدوث أزمات منع.
وكان الفنان حسين فهمي رئيس المهرجان قد أوضح في فيديو نشره على صفحة المهرجان بموقع «يوتيوب» أننا «بإزاء حدث عالمي ويجب أن تظهر الفنانات، وفق مظهر لائق يناسب سمعة الفن المصري»، منتقداً ما اعتبره «فوضى وعدم انضباط تخللت أزياء الدورات السابقة». ووجه كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي أسهم النقد إلى فهمي معتبرين أنه ليس من حقه أن يحدد للناس ما يرتدونه وما لا يرتدونه»، بينما أكد فريق آخر أن «فساتين الفنانات على السجادة الحمراء، بحاجة فعلاً إلى وقفة حتى لا ينشغل بها الجمهور على حساب الحدث الأصلي».

هند عاكف مع مصطفى فهمي
ويهدف «كود الملابس» في صيغته الأحدث، بحسب مسؤولي المهرجان، إلى «عدم المبالغة في البهرجة أو المساحات المكشوفة من الجسم على نحو يجعل من الزي حدثاً في حد ذاته بعيداً عن مضمون المهرجان نفسه».
وكانت الفنانة المصرية هند عاكف بمثابة «أولى ضحايا الضوابط الجديدة»، وفق متابعين، بعدما تردد أنه تم منعها من دخول بوابة المهرجان بسبب طبيعة فستانها، لكنها عادت لتنفي في تصريحات إعلامية الأمر، مشيرة إلى أنها «نسيت دعوة حضور حفل الافتتاح في المنزل واعترفت بأن بعضاً من النجوم تدخلوا لتسوية الأزمة».
ورغم ذلك يؤكد متابعون أن هذه الأزمة لم تؤثر على انطلاقة المهرجان وأفلامه القوية.

أروى جودة
ولا تزال أزمة فستان النجمة رانيا يوسف عالقة بالأذهان في حفل افتتاح الدورة الأربعين من المهرجان، حيث انتقد كثيرون ملابسها واعتبروا أنها لم تكن لائقة، ما جعل تصريحات رانيا تكتسب انتشاراً واسعاً حين قالت في حديث تلفزيوني إنها «لم تحضر افتتاح الدورة الحالية بسبب اعتراضها على تعليمات رئيس المهرجان في هذا السياق».
وعاد حسين فهمي ليؤكد في تصريحات إعلامية بنبرة متحدية أن «من يرفض الكود الجديد فعليه ببساطة ألا يحضر المهرجان»، مشيراً إلى أن «هناك من يتحدثون كثيراً في الأمر دون أن يتم توجيه دعوة إليهم أصلاً».
وعلقت النجمة إلهام شاهين على الأزمة مؤكدة أن «الكود الجديد ينطوي على أناقة ورقي واحترام»، مشيرة في تصريحات تلفزيونية أثناء حفل الافتتاح إلى أننا «في فصل الشتاء وليس من الضروري أن تكون الفساتين مفتوحة خاصة أن المهرجان يقام في العاصمة وليس بمدينة ساحلية».
ويؤكد الناقد الفني محمد رفعت أن «معظم المهرجانات السينمائية تحولت إلى ديفليهات أو عروض أزياء لاستعراض أحدث موضات الفساتين على السجادة الحمراء بدليل أن معظم النجمات والنجوم الذين حضروا حفل الافتتاح في الدورة الأخيرة من القاهرة السينمائي لم يشاهدوا فيلم الافتتاح رغم أنه يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ويحمل توقيع المخرج الكبير ستيفن سبيلرج ولا يحضرون عادة عروض الأفلام ولا الندوات ولا ورش السينما وكلها أشياء أقيم من أجلها المهرجان ليستفيد العاملون بالحقل السينمائي».
ويستمر المهرجان، المصنف ضمن فئة (أ) على المستوى الدولي مع 14 مهرجاناً آخر فقط على المستوى العالم، حتى 22 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بمشاركة 97 فيلماً من 52 دولة.

أمينة خليل


مقالات ذات صلة

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

يوميات الشرق بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

في خطوة عدّها الاتحاد الأوروبي «علامة فارقة في الشراكة الثقافية مع ليبيا»، يواصل مهرجان للأفلام الأوروبية عرض الأعمال المشاركة في العاصمة طرابلس حتى الخميس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.