ما بين استبعاد المولد، واستدعاء العابد، عاش عشاق الأخضر السعودي مشاعر مختلطة لما يمثله النجمان من ثقل فني كبير سواء على صعيد المهارات الفنية التي يملكانها أو الخبرة المكتسبة من مشاركاتهما المحلية والدولية.
وتلقى العابد نجم الشباب الحالي و«الهلال سابقاً» واحداً من أهم الأخبار السعيدة في مسيرته الكروية بعد استدعاء للقائمة المونديالية، في وقت كان يمني النفس بتدوين هذا الشرف الكبير ضمن تاريخه الرياضي المميز، بعد أن حرم سابقاً منه وتحديداً في «روسيا 2018» جراء الإصابة التي تعرض لها، وما تلاها مؤخراً بعد استبعاده من القائمة النهائية، لكنه وبعد قرابة 24 ساعة فقط تلقى نبأ استدعائه مجدداً كبديل لزميله فهد المولد المهدد بالإيقاف دولياً بسبب قضية المنشطات الشهيرة.
من جانبه، قال المدرب السعودي علي كميخ إن العابد قدم نفسه جيداً خلال مشاركته في المباريات السابقة، وأضاف: «أعتقد أن المونديال يحتاج إلى لاعبين خبرة وقادرين على العطاء، والعابد لديه حلول متعددة داخل الملعب فهو صانع لعب جيد ويلعب من لمسة توصل المهاجم سريعاً للمرمى ولديه حلول فردية وصاحب قوة شخصية وقدم يسرى قوية ومثل هذه البطولات تحتاج إلى مثل نوعية هذه اللاعبين فهذه البطولات مقتصرة على أيام محدودة وفي منطقة جغرافية محددة».
واستطرد كميخ: «أجد انضمامه إضافة جيدة ومكسباً، فهو يتميز على كثير من اللاعبين في عملية التسديد والتمرير والمساندة، وأجده في النهاية خياراً موفقاً، ويعد ورقة رابحة ومميزة لدعم قائمة الأخضر وإضافة جيدة لتعزيز الشق الهجومي للفريق بلاعب لديه النزعة الهجومية».
فهد المولد (الشرق الأوسط)
فيما قال فيصل البدين المدرب السابق للمنتخب السعودي: «صحيح أن العابد مشاركاته قليلة منذ انتقاله من الهلال إلى الشباب لكن الأكيد أن المدرب رينارد له نظرة معينة في ضمه للقائمة، وأتوقع أن يعتمد على اللاعب كورقة رابحة على دكة البدلاء كخيار جيد».
من جهته، كشف عبد الله الشايع المهتم بالأنظمة الجزائية والرياضية أن استبعاد المولد من قائمة الأخضر كان قراراً احترازياً، موضحاً أنها خطوة مثالية قبل دخول معترك المونديال.
وقال الشايع في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تعليقاً على القرار: «ما قام به المنتخب هو إجراء احترازي، لا يوجد أكثر من ذلك، لأن اللاعب فعلياً قد تصدر بحقه عقوبة الإيقاف»، مضيفاً: «كما نعلم اللجنة الدولية للرقابة على المنشطات (وادا) قامت باستئناف القرار أمام محكمة التحكيم الرياضي (كاس)، ومن الممكن أن يصدر ضد اللاعب قرار بالإيقاف أو تعليق المشاركة، وقرارات الإيقاف في المنشطات يسري عليها البعد الدولي وتكون شاملة لجميع مناشط اللاعب بين المنتخب وفريقه وحتى التدريبات».
وأضاف الشايع: «من الممكن أن يخسر المنتخب خدمات اللاعب، لا سيما أنه غير معلوم وقت صدور القرار، فالقضية منظورة وقد يصدر بأي وقت، فالأفضل واحترازاً تم استبدال اللاعب»، موضحاً: «هذه المرة الثانية للمولد في المنشطات وأعتقد من وجهة نظري إذا لم يستطع اللاعب إثبات أن القضية الأخيرة كانت بسبب استخدامه لأغراض علاجية واستطاع أن يدافع عن نفسه أمام محكمة الكاس».
وتوقع المهتم بالأنظمة الرياضية أن اللاعب قد تكون عليه عقوبة شاملة لفترة الإيقاف الأولى، حسب لوائح اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، مما يعني احتساب الفترة الأولى، إضافة إليها الفترة الثانية، فمتوقع بمعاقبته بما لا يقل عن سنتين في حال عدم إثبات استخدامه لأغراض علاجية، وأنه اتخذ الإجراءات النظامية حيال المادة التي وجدت أثناء التحليل.
وعن تجاوز السنتين لعقوبة الثمانية عشر شهراً التي صدرت بحق المولد في الفترة السابقة، قال الشايع: «بحسب توقعي اللاعب مهدد بالإيقاف سنتين، وهي الثمانية عشر شهراً مُضاف إليها العقوبة التالية».
وعن تأثر المنتخب السعودي في حال صدور قرار سلبي ضد اللاعب فهد المولد، قال الشايع: «لن يتأثر المنتخب لأن مشاركته كانت نظامية وبناء على قرار صادر من مركز التحكيم الرياضي السعودي».
وفيما يخص المخاوف الشبابية التي صاحبت قرار استبعاد المولد من قائمة الأخضر، وهل الفريق العاصمي سيكون في خطر، قال الشايع: «الشباب وضعه نظامي من حيث مشاركة اللاعب ولو صدرت عقوبة الإيقاف بحق اللاعب فلن يتأثر الفريق بمشاركته السابق التي كانت بناء على قرار مركز التحكيم»، مضيفاً: «حتى في قضية عقد اللاعب لن يتأثر الشباب لأنه يستطيع فسخ عقد اللاعب».
وفيما يخص قرار مركز التحكيم الرياضي بشأن رفع الإيقاف عن المولد وهل كان القرار صحيحاً، قال الشايع: «مركز التحكيم الرياضي السعودي لا ينشر حيثيات وتفاصيل القرارات، فلم أطلع على الأسباب والتفاصيل الخاصة التي استند عليها برفع الإيقاف عن اللاعب ولكن بوجهة نظري أن الاستناد كان صحيحاً لأن المركز يضم قانونيين مُطلعين على الأنظمة واللوائح، وبالتأكيد لديهم المسبب الصحيح لتخفيف عقوبة المولد ولكن السؤال هل سيكون هذا السبب مقبول أمام محكمة التحكيم الرياضية (كاس)».
وأوضحت إدارة المنتخب السعودي في بيان صحافي: «بعد الاطلاع على مستجدات استئناف لجنة مكافحة المنشطات الدولية (وادا) في القضية المنظورة أمام محكمة التحكيم الرياضية (كاس) الخاصة باللاعب فهد المولد، وبعد مشاركة وجهات النظر مع الإدارة القانونية باتحاد القدم ومحامي الاتحاد، وبناءً على ذلك وكإجراء احترازي، قرر المدرب استبعاد اللاعب فهد المولد من القائمة واستدعاء العابد بديلاً عنه».