خيرسون تسابق الزمن لاستعادة خدمات الكهرباء والمياه

TT

خيرسون تسابق الزمن لاستعادة خدمات الكهرباء والمياه

قال مسؤولون محليون، أمس (الأحد)، إن شركات المرافق العامة في خيرسون تعمل على ترميم البنية التحتية الحيوية التي فجّرتها القوات الروسية المتقهقرة، فيما استمر انقطاع الكهرباء والمياه عن معظم المنازل في المدينة الواقعة بجنوب أوكرانيا. وأفاد ياروسلاف يانوشفيتش، حاكم منطقة خيرسون، بأن السلطات قررت الإبقاء على حظر التجول من الساعة الخامسة مساء حتى الثامنة صباحاً، ومنع الناس من مغادرة المدينة أو دخولها كإجراء أمني. وقال يانوشفيتش للتلفزيون الأوكراني: «لقد لغم العدو كل أهداف البنية التحتية الحيوية. نحاول تأمينها في غضون أيام قليلة، وبعد ذلك نفتح المدينة»، مضيفاً أنه يأمل أن تستأنف شركات الهاتف المحمول الخدمة قريباً.
وبلغت القوات الأوكرانية وسط خيرسون يوم الجمعة، بعد أن انسحبت روسيا من العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها منذ بدء الغزو في فبراير (شباط). وكان هذا الانسحاب ثالث تراجع رئيسي في الحرب، والأول الذي يشهد تخلياً عن مدينة محتلة كبيرة مثل هذه، مع تقدم هجوم مضاد أوكراني كبير استعادت معه كييف أجزاء من الشرق والجنوب. وقال رئيس هيئة القطارات الأوكرانية إن من المتوقع استئناف الخدمة إلى خيرسون هذا الأسبوع، وفق وكالة رويترز للأنباء. ومع هذا، أشار مسؤول محلي آخر أنه رغم المضي في جهود إزالة الألغام وسعي السلطات إلى استعادة الخدمات الحيوية، فإن الوضع الإنساني في المدينة «لا يزال صعباً للغاية».
وقال يوري سوبوليفسكي، النائب الأول لرئيس المجلس الإقليمي في خيرسون، في تصريحات للتلفزيون: «معظم المنازل ليس بها كهرباء ولا مياه، ولديها مشكلات في إمدادات الغاز». وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب مصور، مساء السبت: «قبل الفرار من خيرسون، دمر المحتلون كل البنية التحتية الحيوية؛ الاتصالات والمياه والتدفئة والكهرباء». وبينما رحّب السكان المبتهجون بالقوات القادمة إلى خيرسون، أفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية باستمرار القتال العنيف على امتداد الجبهة الشرقية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك. وقالت، في تحديث أعلنته، إن قواتها صدت هجمات روسية على عدة أحياء في المنطقتين، فيما أبلغت عن شنّ روسيا هجمات بالصواريخ والمدفعية على مناطق شرقية، هي باخموت وأفدييفكا ونوفوبافليفكا وزابوريجيا.
وعزا زيلينسكي نجاح أوكرانيا في خيرسون ومناطق أخرى في جانب منه إلى المقاومة الشديدة في منطقة دونيتسك، على الرغم من الهجمات الروسية المتكررة. وأضاف: «لا شيء سوى الجحيم... هناك معارك ضارية للغاية كل يوم». واصطف مئات من السكان في شوارع خيرسون منذ السبت ملوحين بالأعلام الوطنية، وهم يهتفون: «شكراً، شكراً». وزينوا الجنود بشرائط زرقاء وصفراء. وقالت ناتاليا كولوبا، وهي من سكان خيرسون: «من المستحيل أن أعبّر بالكلمات عما أشعر به الآن. لم أشعر قط في حياتي من قبل بمثل هذا الفرح كما هو الحال الآن. لقد جاء إخواننا وحماتنا ونحن أحرار اليوم. هذا أمر لا يصدق».
وفي وقت سابق على الطريق المؤدي إلى خيرسون، انتظر قرويون يحملون الزهور للترحيب بالجنود وتقبيلهم في أثناء تدفقهم لتأمين السيطرة على الضفة الغربية لنهر دنيبرو بعد الانسحاب الروسي. وقالت فالنتينا بوهايلوفا (61 عاماً)، قبل أن يقفز جندي أوكراني من شاحنة صغيرة ويعانقها هي ورفيقتها ناتاليا بوركونوك (66 عاماً)، في قرية صغيرة بالقرب من وسط المدينة: «لقد أصبحنا أصغر 20 عاماً في اليومين الماضيين». لكن وابلاً من نيران المدفعية سقط في محيط المطار الدولي، وقالت الشرطة إنها تقيم نقاط تفتيش في المدينة وحولها، وتنتشر بحثاً عن الألغام التي خلفها الروس. وكان الطريق المؤدي إلى خيرسون من ميكولايف محاطاً بحقول انتشرت فيها الخنادق الروسية المهجورة على امتداد أميال. وتناثرت النفايات والأغطية في الخنادق المهجورة. وامتلأ مجرى للري بالمعدات الروسية المتروكة، وشوهدت عدة ألغام مضادة للدبابات على جانب الطريق.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.