مطعم «كويا» يحتفل برمضان المبارك على الطريقة البيروفية

من أهم عناوين أطباق أميركا اللاتينية في دبي

TT

مطعم «كويا» يحتفل برمضان المبارك على الطريقة البيروفية

يستقبل «كويا دبي»، المطعم الأميركي اللاتيني الأكثر تفضيلاً في دبي، أجواء الإفطار في شهر رمضان المبارك بأسلوب بيروفي خاص للمرة الأولى منذ افتتاحه نهاية العام الماضي.
يقدم المطعم لضيوفه التمور والشوربة الترحيبية اليومية عند وصولهم. وبالإضافة إلى ذلك، يوفر المطعم تشكيلة متنوعة من العصائر الطازجة التي تزود الجسم بالطاقة خلال شهر رمضان خصوصًا، والتي تضم الكثير من المكونات المنعشة والغنية بالطاقة مثل الزنجبيل والماكا مع النعناع وصولاً إلى الخيارات غير التقليدية مثل شراب الأغاف والتوابل وعصائر «كويا» الخاصة المستوحاة من الأجواء البيروفية لتكون إضافة قيمة ومثالية تترك انطباعًا لا ينسى لتجربة زيارة مطعم «كويا دبي» خلال الشهر المبارك.
وقال سيدريك توسان، مدير العمليات في «كويا دبي»: «تتضمن قائمة الطعام لمسة بيروفية خاصة كالعصائر الشهية وطبق السيفيشي الطازج واللحم المشوي وغيرها من الأطباق اللذيذة التي تتناسب مع أجواء هذا الشهر الفضيل. ويحرص مطعم (كويا دبي) على تقديم خيارات مميزة من المشروبات الخاصة والشوربة جنبًا إلى جنب مع أطباقنا التقليدية المعروفة لتكون النتيجة تجربدة فريدة يستمتع الضيوف خلالها أثناء تناول الطعام على الإفطار أو السحور».
يشار إلى أن «كويا دبي» افتتح في ديسمبر (كانون الأول) 2014 في فندق «فور سيزونز» على شاطئ الجميرا، ويعتبر مطعم شقيق لمطاعم «زوما» و«لا بتيت ميزون» الشهيرة في مركز دبي المالي العالمي. ويضم المطعم ما يزيد على 189 مقعدا في الداخل و40 مقعدا في الشرفة، كما يستضيف الكثير من الأنشطة الفنية المتنوعة التي تعرض الثقافة الغنية لدول أميركا اللاتينية.
افتتح المطعم الأول لـ«كويا» في لندن في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012. وبعد عامين على افتتاحه، استطاع أن يحصل على لقب «أفضل مطعم» في حفل جوائز لندن «لايف ستايل أووردز». وبعد شهرته العالمية، تم افتتاح فرعين له في مدينة دبي وولاية ميامي الأميركية. تم تصميم المطعم من خلال ديكورات فنية أنيقة قام بها فريق محترف في لندن، ويقدم الطعم لضيوفه أشهى المأكولات التي يمتاز بها مطبخ البيرو مع لمسات عصرية لمذاقات عالمية أخرى. كما يستضيف الكثير من الأنشطة الفنية المتنوعة التي تجسد روح الثقافة الجميلة التي تمتاز بها دول أميركا اللاتينية، ليستمتع ضيوفه بتجربة ممتعة ومتكاملة تمتزج فيها النكهات مع الإبداعات الفنية.



«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.