القوات الأوكرانية تدخل خيرسون بعد الانسحاب الروسي

بدأ الجيش الأوكراني دخول خيرسون، وهي مدينة رئيسية في جنوب البلاد، اليوم (الجمعة)، بعد انسحاب القوات الروسية، على ما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، في انتكاسة قوية أخرى لموسكو بعد قرابة 9 شهور من بدء الغزو الروسي للبلاد.
وكتبت الوزارة على «فيسبوك»: «خيرسون تعود إلى السيطرة الأوكرانية... وحدات من القوات الأوكرانية تدخل المدينة».
وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، على «تويتر»: «أوكرانيا تسطّر نصراً مهماً آخر في الوقت الحالي، وتثبت أنه مهما تقول روسيا أو تفعل، فأوكرانيا ستنتصر»، وفق ما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية».
وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الروسي انسحاب أكثر من 30 ألف جندي روسي من منطقة خيرسون، تاركين الضفة اليمنى لنهر دنيبرو للانتشار على ضفته اليسرى.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: «سُحب أكثر من 30 ألف جندي روسي ونحو 5 آلاف وحدة تسليح ومركبة عسكرية» من الضفة الغربية لنهر دنيبرو.
وكانت الوزارة قالت في بيان سابق على وسائل التواصل الاجتماعي: «اليوم عند الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت موسكو (02:00 بتوقيت غرينتش)، استُكمل نقل الجنود الروس إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبرو... لم تُترك قطعة واحدة من المعدات العسكرية والأسلحة على الضفة اليمنى»، لكن يبدو أن هناك مخطّطاً وراء هذا الانسحاب؛ إذ أعلن فلاديمير بوتين في نهاية سبتمبر (أيلول)، خلال احتفال في الكرملين، ثم في احتفال آخر في الساحة الحمراء، ضم 4 مناطق أوكرانية، من بينها خيرسون.
كما حذّر الرئيس الروسي من أن روسيا ستدافع «بكل الوسائل» عما تعتبره جزءاً من أراضيها، في تهديد باللجوء إلى السلاح النووي.
وفي مواجهة هجوم مضاد أوكراني بدأ نهاية الصيف، أعلن الجيش الروسي، الأربعاء، أنه سينسحب من الجزء الشمالي لمنطقة خيرسون، بما فيه عاصمة المنطقة التي تحمل الاسم نفسه والواقعة على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، من أجل تعزيز مواقعه على الجانب الآخر من هذا النهر.

ورغم ذلك، ستبقى منطقة خيرسون «تابعة لروسيا الاتحادية» على ما قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الجمعة.
ويكتسي قرار الانسحاب إلى جنوب أوكرانيا أهمية كبرى، مع إعطاء فلاديمير بوتين في 21 سبتمبر أمراً باستدعاء نحو 300 ألف من جنود الاحتياط لتعزيز خطوط المواجهة الروسية.
واستعاد الجيش الأوكراني، الأربعاء، 12 قرية في منطقة خيرسون الأوكرانية، على ما أعلن، الخميس، قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني.
واكتفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بالقول، صباح الجمعة، إن هجومها خلال اليوم «مستمر»، وإن نتائجه ستُعلن «لاحقاً».
وكانت أوكرانيا حذرة خلال اليومين الماضيين بشأن الانسحاب الروسي من خيرسون خشية أن يكون في الأمر خدعة، أو أن يقوم الجيش الروسي بتلغيم المنطقة ليصعّب عودة القوات الأوكرانية.