مجلس الأمم المتحدة يعتمد قرارًا لإدانة الانتهاكات ضد السوريين

السعودية و9 دول أخرى قدمته

مجلس الأمم المتحدة يعتمد قرارًا لإدانة الانتهاكات ضد السوريين
TT

مجلس الأمم المتحدة يعتمد قرارًا لإدانة الانتهاكات ضد السوريين

مجلس الأمم المتحدة يعتمد قرارًا لإدانة الانتهاكات ضد السوريين

اعتمد مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أمس قرارا قدمته السعودية وكل من الكويت وقطر والمغرب وتركيا وأميركا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، يدين حالة حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية الخطيرة في سوريا، والاستهداف المتعمد للمدنيين، وأعمال العنف التي تثير التوترات الطائفية، وانتهاكات القانون الدولي.
وكانت «الشرق الأوسط» انفردت يوم أول من أمس (الخميس) بنشر خبر حول جهود السعودية التي تقوم بها داخل أروقته مجلس حقوق الإنسان.
وبالعودة إلى القرار، فإنه يدين تدمير التراث الثقافي والنهب المنظم له، وتهريب الممتلكات الثقافية السورية، وإعدام وتعذيب المسجونين السوريين. واستنكر القرار عدم تعاون السلطات السورية مع لجنة التحقيق الدولية، وطالبها بالسماح الفوري للجنة بالوصول إلى كل أنحاء سوريا للقيام بولايتها. وجدد القرار التأكيد على التزام مجلس حقوق الإنسان القوي بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية.
ورحب القرار بعمل اللجنة الدولية للتحقيق، مشيرا إلى أهمية الأدلة والمعلومات التي جمعتها لدعم جهود المساءلة في المستقبل، لا سيما المعلومات الخاصة بالجناة. كما أدان الانتهاكات الجسيمة والمنهجية وواسعة النطاق التي يرتكبها النظام السوري والشبيحة التابعون له، والمقاتلون الإرهابيون الأجانب خاصة حزب الله وعصائب أهل الحق ولواء أبو الفضل العباس. كما أدان القرار استخدام العنف الجنسي والتعذيب في مراكز الاعتقال السورية، مطالبا الحكومة السورية بالسماح الفوري لجهات الرصد الدولية بزيارة السجون ومراكز الاحتجاز، وتقديم قائمة بأماكنها.
وأدان القرار كذلك الأعمال الإرهابية، والعنف ضد المدنيين الذي يرتكبه تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة والجماعات المتطرفة، مشيرا إلى أن الإرهاب وأعمال العنف لا يرتبطان بأي دين أو حضارة أو جنسية، وكذلك الانتهاكات الجسيمة المرتكبة ضد الأطفال والنساء، وجميع أعمال العنف ضد الأشخاص على أساس انتمائهم الديني أو العرقي، داعيًا جميع أطراف الصراع إلى احترام القانون الدولي، مشددًا على ضرورة تقديم جميع المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي للمساءلة من خلال آليات العدالة الجنائية المحلية أو الدولية، مطالبًا بالإسراع في اتخاذ خطوات عملية تجاه المساءلة، مشيرا إلى أهمية دور المحكمة الجنائية الدولية في هذا الصدد.
وأعرب القرار عن قلقه إزاء تزايد أعداد المشردين داخل سوريا واللاجئين الفارين من العنف، مرحبًا بجهود الدول المجاورة التي استضافت اللاجئين السوريين، مشيرًا إلى العواقب الاجتماعية والاقتصادية لذلك على الدول المضيفة، ومطالبًا المجتمع الدولي بتقاسم الأعباء.
ورحب القرار بنتائج مؤتمر الكويت الثالث الإنساني الدولي للتبرعات لصالح سوريا، معربًا عن التقدير للدول المانحة، وداعيًا جميع أعضاء المجتمع الدولي للاستجابة السريعة للنداءات الإنسانية والوفاء بالتعهدات السابقة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».