هل أوباميانغ هو المهاجم المناسب حقاً لتشيلسي؟

اللاعب الغابوني يبدو خياراً قصير المدى لـ«البلوز»... ونتائج أرتيتا تؤكد أنه لم يندم على التخلص منه

أوباميانغ فشل في إحراز أي هدف في آخر 6 مباريات بالدوري الإنجليزي... آخرها الهزيمة أمام آرسنال (رويترز)
أوباميانغ فشل في إحراز أي هدف في آخر 6 مباريات بالدوري الإنجليزي... آخرها الهزيمة أمام آرسنال (رويترز)
TT

هل أوباميانغ هو المهاجم المناسب حقاً لتشيلسي؟

أوباميانغ فشل في إحراز أي هدف في آخر 6 مباريات بالدوري الإنجليزي... آخرها الهزيمة أمام آرسنال (رويترز)
أوباميانغ فشل في إحراز أي هدف في آخر 6 مباريات بالدوري الإنجليزي... آخرها الهزيمة أمام آرسنال (رويترز)

اعتمد المدير الفني لآرسنال، ميكيل أرتيتا، على المهاجم الغابوني بيير إيمريك أوباميانغ بشكل أساسي في وقت من الأوقات، ولم يكن آرسنال يستطيع مواصلة التقدم من دون أهدافه، وكان أوباميانغ هو المهاجم الأساسي لـ«المدفعجية»، وأبرز لاعب في صفوف الفريق، عندما فاز على تشيلسي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 2020. ورأى آرسنال أنه حقق إنجازاً كبيراً في العام التالي عندما مدد عقد المهاجم الغابوني لمدة 3 سنوات أخرى.
لكن سرعان ما ولت الأيام الجيدة؛ حيث انخفض المعدل التهديفي لأوباميانغ بشكل واضح، وتدهورت العلاقة بينه وبين المدير الفني الإسباني. وعقد أرتيتا العزم على فرض الانضباط داخل النادي، لذلك دخل في صدام مع أوباميانغ الذي لم يكن يلتزم بمواعيد التدريبات. وكان أرتيتا يريد بناء فريق شاب يقدم مستويات عالية، ويفرض الالتزام والانضباط داخل الفريق، لذلك اتخذ قراراً قاسياً بتجريد أوباميانغ –الذي كان يحصل على أعلى أجر في النادي– من شارة القيادة، واستبعده من صفوف الفريق الأول الموسم الماضي.
لقد كان هذا القرار بمنزلة مغامرة محفوفة بالمخاطر الشديدة، وبدأ كثيرون يشككون في أرتيتا عندما فشل في قيادة النادي لاحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. فهل كان أرتيتا لا يشعر بالأمان؟ وهل كان يجد صعوبة حقاً في التعامل مع اللاعبين الكبار؟
وقال أوباميانغ في مقطع فيديو مسرب تم تسجيله بعد فترة وجيزة من رحيله عن آرسنال وانضمامه إلى برشلونة في يناير (كانون الثاني) الماضي: «إنه لا يمكنه إدارة اللاعبين الكبار والتعامل مع الشخصيات الكبيرة. إنه يريد أن يتعامل مع اللاعبين الشباب الذين لا يقولون أي شيء».

أوباميانغ بعد الهزيمة برباعية أمام برايتون (رويترز)

ومع ذلك، تمكن آرسنال بقيادة أرتيتا من الفوز على تشيلسي في عقر داره بملعب «ستامفورد بريدج» بهدف دون رد، ليواصل «المدفعجية» تصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز. وأثبت أرتيتا خلال تلك المباراة أنه كان محقاً تماماً عندما استبعد أوباميانغ الذي واجه ناديه القديم في المواجهة مع «البلوز». فلم يكن الأمر يتعلق فقط بعدم انضباط لاعب ما أو التزامه بمواعيد التدريبات؛ لكن الأمر كان يتعلق بشكل أكبر بالفلسفة الكروية التي يعتمد عليها أرتيتا، وما إذا كان من الممكن بناء خط هجوم يعتمد على عدة محاور ويمارس الضغط العالي والمتواصل على حامل الكرة، على لاعب لا يبذل كثيراً من الجهد داخل الملعب، على الرغم من قدراته الواضحة فيما يتعلق بإحراز الأهداف واستغلال أنصاف الفرص أمام المرمى.
والآن، كيف يبدو القرار الذي اتخذه أرتيتا باستبعاد أوباميانغ؟ إننا نرى الآن مهاجمي آرسنال الشباب وهم يتبادلون المراكز فيما بينهم، ويركضون في المساحات الخالية خلف دفاعات الفرق المنافسة، ويلعبون بمهارة كبيرة وإبداع منقطع النظير. ومن الواضح للجميع أن بوكايو ساكا، وغابرييل مارتينيلي، ومارتن أوديغارد، يمتلكون مواهب استثنائية وقدرة فائقة على الإبداع.
وفي المقدمة، لم يتمكن المهاجم البرازيلي غابرييل جيسوس من إحراز أي هدف في آخر 8 مباريات؛ لكنه يلعب دوراً محورياً في خط هجوم الفريق منذ انضمامه من مانشستر سيتي، ويجعل جميع زملائه من حوله أفضل من خلال تمريراته الحاسمة وتحركاته التي لا تتسم بالأنانية على الإطلاق؛ حيث يسخِّر كل طاقته من أجل خدمة الفريق في المقام الأول والأخير.
في غضون ذلك، يحتل تشيلسي المركز السادس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وخسر أمام برايتون بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد قبل الهزيمة أمام آرسنال. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان التعاقد مع أوباميانغ من برشلونة خلال الصيف الماضي كان قراراً حكيماً ومدروساً أم لا! فمن ناحية، كانت هناك حاجة واضحة للتعاقد مع مهاجم صريح قوي للتغلب على العقم الهجومي الذي كان يعانيه الفريق، وبالتالي كان أوباميانغ يبدو خياراً جيداً؛ خصوصاً أنه لم يكلف خزينة النادي سوى 12 مليون جنيه إسترليني. لكن من ناحية أخرى، ظهرت المشكلة التي واجهت أرتيتا: هل هناك مكان في خط الهجوم العصري في الدوري الإنجليزي الممتاز، لمهاجم يمكن القول إن أهدافه تأتي على حساب اللعب الجماعي للفريق؟
يبلغ أوباميانغ من العمر 33 عاماً، وبالتالي فإن طريقته في اللعب لن تتغير. لقد قدم مستويات مقنعة في بعض الأحيان، وسجل 3 أهداف في أول 5 مباريات له مع «البلوز»، ثم أقيل المدير الفني الألماني توماس توخيل الذي كانت تجمعه به علاقة قوية للغاية، وسبق أن تألق تحت قيادته في بوروسيا دورتموند.
في الحقيقة، جاءت فكرة التعاقد مع أوباميانغ من مسؤولي تشيلسي الذين اكتشفوا فجأة أن هناك صفقة قد تكون متاحة بسعر مادي معقول، بعد تعاقد برشلونة مع المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
ولحسن الحظ أن توخيل الذي رفض مقترحاً بالتعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، قد وافق على ضم أوباميانغ. لم يكن توخيل قلقاً بشأن شخصية أوباميانغ، وكان يؤمن بأنه قادر على القيام بدور مهم في صفوف الفريق، على عكس الوضع فيما يتعلق برونالدو.
وكان هناك افتراض بأن أوباميانغ شعر بأنه مستقبله مع تشيلسي بات مهدداً للغاية بعد رحيل توخيل. ولم يستمر لم الشمل بين أوباميانغ ومديره الفني السابق سوى 5 أيام فقط؛ لكن تشيلسي طمأن المهاجم الغابوني بأنه جزء من خطط الفريق. ولم يحدث أي شيء غير عادي، وتكيف أوباميانغ مع الحياة تحت قيادة المدير الفني الجديد غراهام بوتر، ولم يعبر عن غضبه أو استيائه خلال استبداله في الشوط الثاني من المباراة التي فاز فيها تشيلسي على ميلان على ملعب «سان سيرو».
وعلاوة على ذلك، يحظى أوباميانغ بحب الجميع في ملعب التدريب، ويبدو مستقراً وهادئاً. وبعد كل الأموال التي أُهدرت في محاولة لملء الفراغ الذي خلفه رحيل دييغو كوستا في عام 2017 –بدءاً من السنوات البائسة لألفارو موراتا مروراً بتيمو فيرنر، وإهداره للفرص المحققة بشكل كوميدي، ووصولاً إلى روميلو لوكاكو واعتراضه على الطريقة التكتيكية التي يلعب بها توخيل- بدا الأمر وكأن تشيلسي قد وجد أخيراً ضالته في مهاجم لا يشعر بالضغط لارتداء القميص رقم 9.
وحتى لو لم يكن أوباميانغ يتحرك بالفعالية نفسها التي كان يتحرك بها مهاجمون مثل كوستا وديدييه دروغبا، فإنه قادر على استغلال أنصاف الفرص ووضع الكرة داخل الشباك، وهو الأمر الذي أظهره للجميع عندما تسلم الكرة واستدار ببراعة ووضعها في المرمى، محرزاً هدف التعادل في مرمى كريستال بالاس، في المباراة التي انتهت بفوز «البلوز» بهدفين مقابل هدف وحيد الشهر الماضي. وكان هدفه في المباراة التي فاز فيها تشيلسي على ميلان على ملعب «ستامفورد بريدج» من مسافة قريبة من المرمى، بعد الخطأ الذي ارتكبه المدافع فيكايو توموري، مثالاً واضحاً على يقظة المهاجم الغابوني، وقدرته على استغلال أي خطأ داخل منطقة الجزاء.
ومع ذلك، فقد تغير كثير من الآراء بشأن أوباميانغ خلال الأسابيع الثلاثة الماضية؛ خصوصاً بعدما فشل في إحراز أي هدف في آخر 6 مباريات. لقد أهدر عديداً من الفرص في المباراة التي فاز فيها تشيلسي على ريد بول سالزبورغ. وعلى عكس الوضع مع لاعب مثل غابريل جيسوس، فإن أوباميانغ لا يعوض فشله في إحراز الأهداف باللعب الجماعي وخلق الفرص لزملائه في الفريق. وللتأكيد على هذا الأمر تجب الإشارة إلى أن أوباميانغ لم يصنع أي هدف ولم يخلق أي تمريرة حاسمة لفرصة خطيرة، في 5 مباريات بالدوري مع تشيلسي الذي ما زال يعاني في الثلث الأخير من الملعب.
هذه الأرقام هي السبب الذي يجعل كثيرين يعتقدون أن أوباميانغ عبارة عن خيار مؤقت على المدى القصير في خط هجوم «البلوز»؛ أو بمعنى آخر، فإنه يمثل هذا النوع من الصفقات التي تلجأ إليها الأندية عندما تستنفد جميع البدائل الأخرى.
من المتوقع أن يتعاقد تشيلسي مع كريستوفر نكونكو من ريد بول لايبزيغ الصيف المقبل، كما أن نجم ميلان، رافائيل لياو يعد خياراً آخر، وهناك شعور بأن النموذج المثالي لبوتر في خط الهجوم أقرب إلى النموذج الذي يفضله أرتيتا. وقبل كل هذا، تجب الإشارة إلى أن أوباميانغ لم يشارك أساسياً في مباراة برايتون، وأبقاه بوتر على مقاعد البدلاء! أما أرتيتا فقد كان شجاعاً للغاية عندما تمسك بقناعاته وأبعد اللاعب الذي لا يناسب أفكاره وفلسفته، وقد بدأ آرسنال يحصد ثمار ذلك.


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».