غارات النظام تعطل أربعة مشاف ميدانية عن العمل

غارات النظام تعطل أربعة مشاف ميدانية عن العمل
TT

غارات النظام تعطل أربعة مشاف ميدانية عن العمل

غارات النظام تعطل أربعة مشاف ميدانية عن العمل

تسبب القصف الجوي لقوات النظام على بلدات عدة في محافظة درعا في جنوب سوريا، بتوقف اربعة مشاف ميدانية عن العمل في غضون أسبوع، فيما ارتفعت حصيلة قتلى غارات أمس الاربعاء إلى 18، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم (الخميس)، أن «غارة جوية استهدفت أمس حاجزا لجيش اليرموك، وهو فصيل مقاتل معارض، بالقرب من مشفى ميداني في بلدة صيدا، ما تسبب بمقتل عنصر من كادر المشفى وثلاثة مقاتلين». قائلًا إن «القصف تسبب بتعطيل مشفى صيدا الميداني وهو المشفى الرابع الذي يتوقف عن العمل في غضون اسبوع في محافظة درعا جراء الغارات الجوية المكثفة التي يشنها الطيران الحربي التابع لقوات النظام على بلدات عدة».
وحسب المرصد، أعلن مشفى خيري في بلدة الغارية الشرقية اليوم، توقفه عن العمل جراء «الاستهداف المستمر من قوات النظام وحفاظا على سلامة كادره».
وتسبب القصف الجوي الثلاثاء بتوقف مشفى النعيمة الميداني بعد تدمير بعض اجزائه.
وتقع هذه المشافي الثلاثة شرق مدينة درعا. كما توقف مشفى طفس الميداني الواقع شمال المدينة عن العمل الاحد، بعد قصفه ببرميل متفجر.
وارتفعت حصيلة القتلى نتيجة القصف الجوي على بلدات عدة في درعا امس إلى 18 شخصا.
وقال المرصد «استشهد خمسة مواطنين على الأقل وسقط عدد من الجرحى جراء قصف الطيران المروحي بعدة حاويات متفجرة بمناطق في بلدة طفس»، مضيفا أن «القصف الجوي على بلدة صيدا أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 13 شخصا، بالاضافة الى سقوط عشرات الجرحى».
وكانت حصيلة أولية تحدثت عن مقتل ثمانية أشخاص.
ونشأت المشافي الميدانية في مناطق سورية عدة تشهد عمليات عسكرية، وهي تعمل في ظروف صعبة وتتعرض للقصف وتعاني من نقص في التجهيزات والادوية والعلاجات.
وحذرت منظمة «اطباء بلا حدود» في تقرير في 21 يونيو (حزيران) من تداعيات نقص الوقود على الخدمات الطبية في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في شمال سوريا والتي يمنع تنظيم «داعش» وصول الامدادات إليها، بعد سيطرته على عدد كبير من آبار النفط شرق البلاد. وتابعت أن «مرافق صحية عدة ومنظمات انسانية اضطرت لوقف عملها او تقليص نشاطاتها بسبب النقص الحاصل في الوقود الضرروي لتشغيل المولدات الكهربائية ووسائل النقل».
في شمال شرقي البلاد، تستمر الاشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي التنظيم في محيط الاحياء الجنوبية في مدينة الحسكة، حيث تمكن التنظيم قبل اسبوع من السيطرة على حيي الشريعة والنشوة قبل أن تعود قوات النظام وتسترجع اجزاء من حي النشوة.
كما أفاد المرصد اليوم بأن «تنظيم داعش شن هجوما جديدا على منطقة البانوراما (المدخل الجنوبي) في محاولة للتقدم باتجاه المدينة، اندلعت على اثرها معارك عنيفة»، مشيرًا إلى أن «قوات النظام تتصدى لهجمات التنظيم وتمنع توسعه داخل المدينة».
من جهة أخرى، أوضح عبد الرحمن أن «تنظيم داعش يشن هجماته انطلاقا من حيي النشوة والشريعة، ومن حي غويران (جنوب شرق) حيث للتنظيم خلايا نائمة وعناصر تسللوا إلى الحي خلال الاسبوع الماضي».
وتسبب الهجوم والمعارك المستمرة بنزوح أكثر من 120 ألف شخص من المدينة، بحسب ارقام للامم المتحدة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.