مجزرة جديدة لميليشيات الحوثي وصالح في عدن تخلف عشرات القتلى والجرحى

المقاومة الجنوبية تواصل تقدمها وتستعد لمواجهات ضد المتمردين

مجزرة جديدة لميليشيات الحوثي وصالح في عدن تخلف عشرات القتلى والجرحى
TT

مجزرة جديدة لميليشيات الحوثي وصالح في عدن تخلف عشرات القتلى والجرحى

مجزرة جديدة لميليشيات الحوثي وصالح في عدن تخلف عشرات القتلى والجرحى

خلفت مجزرة جديدة قامت بها الميليشيات الحوثية في عدن أمس عشرات القتلى والجرحى، وبحسب مسؤول في قطاع الصحة، ارتفعت حصيلة القصف الذي قام به المتمردون الحوثيون على حي سكني في عدن إلى 31 قتيلا و103 جرحى. حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت حصيلة أولى لمصادر طبية أشارت إلى سقوط 20 قتيلا و41 جريحا، بعد أن قصفت ميليشيات الحوثي وصالح فجر، أمس، عددا من ﺍلأﺣﻴﺎﺀ السكنية في محافظة عدن جنوب اليمن. وتسبب القصف بصواريخ الكاتيوشا وقذائف مدفعية الهاون في سقوط نحو 12 قتيلا و40 جريحا، فضلا عن أضرار في المنازل والمنشآت والممتلكات الأخرى.
ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺼﺪﺭ ﻃﺒﻲ لـ«الشرق الأوسط» ﺇﻥ «ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻗﺼﻔﻮﺍ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻘﺘﻠﻰ ﻭﺍﻟﺠﺮﺣﻰ». ﻭﺃﺿﺎﻑ أن «ﺍﻟﻌﺪﺩ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺮﺷﺤﺎً ﻟﻠﺰﻳﺎﺩﺓ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺟﻮﺩ ﺟﺮﺣﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ﺧﻄﺮﺓ».
ﻭﺗﺠﺪﺩ ﻗﺼﻒ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﻲ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭﺓ ﺻﺒﺎﺡ أمس ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ ﻭﺃﺳﻔﺮ ﻋﻦ ﺇﺻﺎﺑﺎﺕ ﺑﻠﻴﻐﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ. ﻭﺭﺍﺡ ﺿﺤﻴﺔ ﻗﺼﻒ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻷﺣﻴﺎﺀ ﺳﻜﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺪﻥ ﻣﻨﺬ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ، ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﻓﻖ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎﺕ ﻃﺒﻴﺔ، بينما ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﻋﻤﺪﺍً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﻗﺼﻔوهم ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ. وقصفت ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي عبد الله صالح بشكل عشوائي منطقة البساتين الواقعة في الأطراف الشمالية لمدينة عدن.
وتخوض المقاومة الجنوبية مواجهات عنيفة مع الحوثيين وقوات صالح في جبهة حي البساتين وجعولة، وقالت مصادر في المقاومة الوطنية الجنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن «مقاتلي المقاومة في الجبهة الشمالية، بقيادة العقيد عادل الحالمي عززت مواقعها وحققت تقدما ملحوظا في الخطوط الأمامية، وعملت على وضع متاريس جديدة ورفع سارية كبيرة تحمل علم الجنوب فوق إحدى البنايات التي تطل على مواقع ميلشيا الحوثيين، في خطوة لرفع معنويات المقاتلين، ورفع جاهزيتهم، والاستعداد لمزيد من المواجهات ضد تجمعات الميليشيات وقوات المخلوع في الأيام القادمة».
وﻗﺎﻟﺖ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﻣﻄﻠﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻟﺤﺞ إﻥ «ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻧﺼﺒﺖ ﻛﻤﻴﻨﺎ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰﺍﺕ ﺣﻮﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺮﺵ ﻭﻗﺘﻠﺖ ﻭﺟﺮﺣﺖ ﻋﺪﺩا ﻣﻨﻬﻢ». ﻭﺃﺿﺎﻓﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﻥ 12 ﺣﻮﺛﻴﺎ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﺑﻴﻦ ﻗﺘﻴﻞ ﻭﺟﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺼﺒﺘﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺮﺵ ﻟﻄﻘﻢ ﺣﻮﺛﻲ.
ﻓﻲ ﻏﻀﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺷﻦ ﻃﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻏﺎﺭﺍﺕ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﺤﺞ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﺗﺠﻤﻌﺎﺕ ﺣﻮﺛﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﺧﺪﺍﺩ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻲ.
وكانت ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ في محافظة شبوة شرق اليمن قد قتلت أمس ثلاثة ﺟﻨﻮﺩ ﻣﻦ القوات الموالية ﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ صالح ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻴﻦ ﻭﺟﺮﺡ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ الجنود ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﻧﺼﺎﺏ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺷﺒﻮة. ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺼﺪر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن «ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ مديرية نصاب ﺟﻮﻟﺔ ﻧﺼﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻔﺮﻉ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺎﻡ إلى ﻋﺘﻖ ﺷﺮﻗﺎ ﻭإﻟﻰ ﻣﺪﻳﺮﻳﺎﺕ ﻣﺮﺧﺔ ﻭﺑﻴﺤﺎﻥ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.