ممثلون مصريون يصعدون إلى «البطولة المطلقة» لأول مرة

فتحي عبد الوهاب وريم مصطفى ورشا مهدي من بينهم

ممثلون مصريون يصعدون إلى «البطولة المطلقة» لأول مرة
TT

ممثلون مصريون يصعدون إلى «البطولة المطلقة» لأول مرة

ممثلون مصريون يصعدون إلى «البطولة المطلقة» لأول مرة

شهدت الدراما التلفزيونية المصرية أخيراً خوض بعض الممثلين تجربة البطولة المطلقة لأول مرة، كما عاد بعضهم الآخر للبطولة بعد غياب طويل عبر مسلسلات متنوعة، في ظاهرة أشاد بها الجمهور والنقاد باعتبارها تمثل دعماً لدراما الفرص الجديدة، وصناعة نجوم غير معتادة للشاشة الفضية.
ولاقى الفنان فتحي عبد الوهاب الذي يقدم البطولة المطلقة لأول مرة تلفزيونياً عبر المسلسل الكوميدي الاجتماعي «بيت فرح»، صدى طيباً على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ عبر الجمهور عن إعجابه ببساطة أدائه وصدقه الفني، ونجح العمل الذي يُعرض حالياً على إحدى القنوات التلفزيونية في اجتذاب المشاهدين من خلال أحداثه التي تمس حياتهم اليومية؛ إذ تدور حول مدرس يُدعى «فرح» يعاني من الوحدة والاغتراب بعد وفاة زوجته، وتدفعه الظروف إلى محاولة وضع حلول لمشكلات جيرانه بالعمارة، وأثناء ذلك يخوض العديد من المواقف والأزمات التي تُعد شفاءً له من إحساسه بالفقد والوحدة، في إشارة إلى أن مساعدة الآخرين تحمل بين طياتها مساعدة للنفس. ويضم فريق العمل الفنانين داليا مصطفى، ومحمد علي رزق، ومروة عيد، وعايدة فهمي، وتأليف هبة رجب، وإخراج شيرين عادل.

وما إن انتهى عرض مسلسلها «طير بينا يا قلبي» الذي قدمت من خلاله ريم مصطفى أولى بطولاتها المطلقة، وحققت فيه نجاحاً لافتاً، وفق متابعين وصفوه بـ«المبهج»، بالإضافة إلى مناقشته قضية مهمة هي أزمات التعليم المصري في قالب كوميدي؛ حتى فاجأت جمهورها مجدداً بإعلانها دخول تحدٍّ آخر ومختلف، وهو بطولة مسلسل ضخم غير مألوف، بحسب وصفها، سيُعرض في رمضان المقبل بعنوان «سر السلطان».
وتُعد الممثلة رشا مهدي، نموذجاً آخر للوجوه الجديدة على البطولات التلفزيونية، فلم يسبق للفنانة التي شاركت في عدد كبير من الأعمال الدرامية، تقديم دور البطولة المطلقة من قبل، لكنها ستخوض هذه التجربة عبر مسلسل «جروب العيلة»، إخراج منال الصيفي، المنتظر عرضه قريباً، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي عائلي.
ويرى الناقد الفني محمد رفعت، أن إتاحة الفرصة لفنانين لم يقدموا أدوار البطولة من قبل، أو لوجوه جديدة، أو لممثلين وممثلات شباب، اتجاه سليم وصحيح، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نطالب بتحقيق هذا الأمر منذ فترة طويلة جداً، بعدما انحصرت البطولات في عدد محدود للغاية من الممثلات والممثلين، بعضهم تجاوز السن، وأصبح يؤدي أدواراً لا تناسب عمره الحقيقي، ولا تقنع المشاهد».
وسينعكس ذلك بالإيجاب على الدراما المصرية والمشاهدين وفق رفعت، الذي يعتبر هذا الاتجاه بمثابة «تجديد لدماء الدراما المصرية، مثلما كان التلفزيون المصري يفعل في الماضي، تحديداً أثناء مرحلة وجود قطاع الإنتاج؛ إذ كان يحرص على إتاحة الفرص للوجوه الجديدة»، مشيراً إلى أن «فكرة احتكار بعض الوجوه لبطولة الدراما كانت أحد أهم أسباب تراجع الجمهور عن مشاهدة الأعمال العربية في بعض الفترات».
ورغم أهمية ذلك، فإن رفعت «يطالب بوضع ضوابط لصنع نجوم جدد لبطولة الدراما التلفزيونية»، قائلاً: «المهم في هذه المسألة ألا يتم اختيار هؤلاء النجوم بناءً على الواسطة و(الشللية) والعلاقات الشخصية، وكما نرى في بعض الأحيان أن يقوم مخرج بالاستعانة بزوجته ويفرضها على المسلسلات أو الأفلام، ويعطيها بطولات لا تستحقها لمجرد أنها زوجته، أو منتج ما يفضل فنانة معينة فيقدمها في كل أعماله».
ويعتقد رفعت أن «المنصات الإلكترونية تسببت في كسر (تابوه) البطولة المطلقة لنجوم معينين؛ لأنه كلما اتسعت مساحة الإنتاج، أتاح ذلك فرصة قيام وجوه غير مكررة بالبطولة»، مضيفاً أن ذلك «يرتبط بأن المنصات تعطي أجوراً أقل من شركات الإنتاج، وبالتالي تبحث عن فنانين يقبلون بهذه الأجور؛ لأن النجوم يصرون على أرقام معينة، ويرفضون أقل مما حصلوا عليه في أعمال سابقة، وهو ما أتاح الفرصة لفنانين جدد أن يصبحوا نجوماً، ولم يتوقف ذلك على الممثلين فقط، بل امتد ليشمل كل عناصر العملية الفنية أيضاً، مثل المخرجين وكتاب السيناريو وفنيي الإضاءة والمونتاج، وغير ذلك»، لكن إذا كانت المنصات ستؤثر على مستقبل الدراما، بحيث إنها قد تمثل مصنعاً لتفريخ نجوم جدد لها، فماذا عن السينما؟
يقول: «سيختلف الأمر في السينما؛ فالتأثير هنا سيكون محدوداً للغاية، ولا أعتقد أن البطولات التي ستحصل عليها الوجوه الجديدة في التلفزيون ستمثل فرصاً سينمائية لهم بنفس الحجم، فقد تلفت الانتباه إليهم فقط؛ لأن للسينما حسابات أخرى، متعلقة بالإنتاج والتوزيع وحجم الإيرادات، وهي دائماً تراهن على النجوم الكبار؛ لأن المغامرة في السينما تكون أكبر بكثير».
في السياق ذاته، لعب الفنانان الشابان أمير المصري ومايان السيد، البطولة السينمائية المطلقة لأول مرة، عبر فيلم «هاشتاج جوزني» الذي يُعرض حالياً بدور العرض المصرية.



حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.