ديشامب... هل يستطيع ترصيع سجله الذهبي مع فرنسا؟

ديشامب «أب الانتصارات» الفرنسية في مفترق طرق مع مونديال 2022 (غيتي)
ديشامب «أب الانتصارات» الفرنسية في مفترق طرق مع مونديال 2022 (غيتي)
TT

ديشامب... هل يستطيع ترصيع سجله الذهبي مع فرنسا؟

ديشامب «أب الانتصارات» الفرنسية في مفترق طرق مع مونديال 2022 (غيتي)
ديشامب «أب الانتصارات» الفرنسية في مفترق طرق مع مونديال 2022 (غيتي)

سيحاول مدرّب منتخب فرنسا ديدييه ديشامب، ترصيع سجله الذهبي وهو الأفضل في تاريخ كرة القدم الفرنسية، في مونديال قطر، لكن النسخة المقبلة ستكون مصيرية بالنسبة إلى المدرب الذي يطلق عليه لقب «أب الانتصارات».
كان ديشامب قائداً لفرنسا عندما توّجت بباكورة ألقابها في كأس العالم، التي استضافتها عام 1998، ومدرباً للنجمة الثانية على قميص «الديوك» خلال مونديال روسيا قبل 4 سنوات، وبالتالي سيبقى تاريخ منتخب فرنسا ملتصقاً به، لكن إلى متى؟
واعترف ديشامب في لقاء صحافي أواخر عام 2021 بإمكانية عدم تدريب المنتخب: «أدرك جيداً أن الأمر قد يتوقف في أي لحظة»؛ لأنه كان يعلم حينها أنه لن يحصل على تمديد عقده قبل مونديال 2022. سيتم البحث في مستقبل ديشامب على رأس الجهاز الفني بعد نهاية كأس العالم، علماً بأنه تسلم مهامه عام 2021 خلفاً للوران بلان، وهو المدرب الأكثر بقاءً في منصبه في تاريخ كرة القدم الفرنسية.
ويقول ديشامب (54 عاماً): «عندما بدأت مهمة التدريب، قلت لزوجتي إنني سأتوقف بعمر الأربعين، لكن انظروا اليوم، ما زلت هنا!».
وأضاف: «إذا كان بمقدوري أن أعيش 10 سنوات إضافية في هذه المهنة، سيكون الأمر مثالياً، لأنه المستوى الأعلى، وهو ما أحب».
كل ما يحبّه ديشامب هو «الامتياز»، بفضل جيل فرنسي استثنائي في متناوله، وإيقاع أقل سرعة من تدريب أحد الأندية، مقراً بأن السنوات الثلاث التي أمضاها مدرباً لمرسيليا «أنهكته كثيراً» بين عامي 2009 و2012.
ويقول ديشامب: «لا أحد يستطيع تعكير صفائي»، معتمداً على خبرته للابتعاد، والمحافظة على الثقة ومراجعة الذات.
ويقول قلب دفاع منتخب فرنسا ونادي مانشستر يونايتد الإنجليزي رافايل فاران عن مدربه: «الميزة التي يتمتع بها وتساعده على الاستمرار، هي عدم التراخي، وأن يكون دقيقاً ومنتبهاً إلى كل التفاصيل، وما يغيظه هو التراخي».
على الرغم من صلابته في المواقف، فإنه لا يخلو من العاطفة، وأبرز دليل على ذلك أن يستدعي مجدداً لاعب الوسط المشاكس أدريان رابيو، بعد استبعاده على مدى سنتين لأنه رفض أن يكون على لائحة الانتظار في التشكيلة المشاركة في مونديال روسيا 2018.
والأكثر من ذلك قراره بعودة مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة، إلى حضن المنتخب بعد غياب دام خمس سنوات ونصف السنة؛ بسبب فضيحة شريط جنسي.
وقال ديشامب في هذا الصدد، معللاً قراره: «كل شخص يملك الحق في أن يرتكب غلطة».
لكن ديشامب الذي يعتبر مدرباً محافظاً، أشرك بعد التتويج في مونديال روسيا 29 لاعباً جديداً في صفوف المنتخب، كما أنه تخطى اختلالاً دفاعياً عام 2021 ليتوج بطلاً لدوري الأمم الأوروبية في تشكيلة وُضعت في خدمة ثلاثي خط المقدمة المؤلف من أنطوان غريزمان وكيليان مبابي وبنزيمة.
لا ينسى ديشامب أنه بنى نجاحه على صلابة دفاعية ثابتة وثقافة النتائج التي أصبحت أسطورية. فلاعب الوسط سابقاً فاز بكل شيء على أرض الملعب، وفي أغلب الأحيان كان يحمل شارة القائد، واللائحة طويلة: دوري أبطال أوروبا الوحيد لنادٍ فرنسي مع مرسيليا عام 1993، وآخر مماثل مع يوفنتوس الإيطالي عام 1996، وبطل العالم عام 1998 وبطل أوروبا عام 2000 مع منتخب بلاده.
أسهم سجله في إبعاد بعض السحب الرمادية في مسيرته، كالشكوك حول تناول المنشطات مع يوفنتوس، أو قضية الفساد التي شابت مباراة مرسيليا وفالنسيا عام 1993، والتي لم يتورط فيها ديشامب أبداً.
وكمدرب، قاد ديشامب موناكو الفرنسي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2004، مخالفاً التوقعات، وخسره أمام بورتو البرتغالي صفر - 3، وقاد مرسيليا إلى لقب بطل فرنسا 2010 وتُوج بطلاً لكأس الرابطة الفرنسية ثلاث مرات توالياً، وذلك بعد 17 عاماً دون أي لقب.
بعد حادثة كنيسنا وعصيان اللاعبين على المدرب ريمون دومينيك في كأس العالم عام 2010 في جنوب أفريقيا وخروج المنتخب من الدور الأول، فرض ديشامب الانضباط بعد تسلمه منصب المدرب العام، فهو يضع تماسك المجموعة أولوية، ويؤسس لثقة متبادلة وتامة مع أبرز لاعبي المنتخب، القائد هوغو لوريس، وفاران، وبول بوغبا (سيغيب بسبب الإصابة) أو أنطوان غريزمان.
ويقول مساعده، غي سيتفان، عنه: «يمكن أن يكون صعباً ومتطلباً، لكنه عرف من خلال إدارته، ومن خلال تبادله الأحاديث مع اللاعبين، أن يجعل المتعة تدوم. إنه أمر فريد من نوعه في فرنسا».
ويختم بقوله: «الصعوبة الكبيرة في المستوى الأعلى هي البقاء في القمة، وهو يبقى في القمة. لماذا؟ لأنه متطلب مع اللاعبين، مع نفسه، مع جهازه الفني، ولأنه يفوز».


مقالات ذات صلة

مفاجآت في قائمة الأرجنتين لتصفيات المونديال

رياضة عالمية باولو ديبالا أبرز الغائبين عن قائمة الأرجنتين في تصفيات المونديال (أ.ف.ب)

مفاجآت في قائمة الأرجنتين لتصفيات المونديال

خرج باولو ديبالا، مهاجم روما الإيطالي، من قائمة الأرجنتين خلال المباراتين المقبلتين في تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2026.

«الشرق الأوسط» (بيونس آيرس)
رياضة عالمية أياسي أويدا (رويترز)

ضربة موجعة لليابان بعد غياب أويدا حتى نهاية 2024

تلقت اليابان ضربة قوية في سعيها للتأهل لكأس العالم لكرة القدم 2026 بعد غياب المهاجم أياسي أويدا لنهاية العام إثر إصابته في عضلات الفخذ الخلفية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
رياضة سعودية رينارد عرف بأسلوبه الحماسي في المباريات (إ.ب.ا)

رينارد في حديث العودة: سنفعلها من جديد 

أكد الفرنسي هيرفي رينارد مدرب الأخضر، أنه لم يتوقف عن مشاهدة الدوري السعودي بعد رحيله إلى بلاده "قبل 18 شهرا".

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية الشاب السعودي صالح ورفاقه في الطريق إلى الملعب (مانجا)

«مانجا» تطلق قصة الشاب «صالح»... السعودي الحالم بكأس العالم 2034

أطلقت وحدة ملف ترشّح المملكة لاستضافة كأس العالم  2034 قصة مانجا المصورة، تحت عنوان «الطريق إلى 2034».

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة عربية أكرم عفيف لاعب منتخب قطر (رويترز)

عفيف لاعب قطر: تصفيات المونديال تمثل تحدياً مختلفاً

قال أكرم عفيف لاعب منتخب قطر إنه يعتقد أن منتخب بلاده يستطيع التغلب على بدايته المتعثرة في تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.