كريستيان إريكسن... قلب الدنمارك النابض في «مونديال 2022»

لاعبو منتخب الدنمارك يحيطون باريكسن اثناء علاجه بعد سقوطه مغشياً عليه في كأس أوروبا (غيتي)
لاعبو منتخب الدنمارك يحيطون باريكسن اثناء علاجه بعد سقوطه مغشياً عليه في كأس أوروبا (غيتي)
TT

كريستيان إريكسن... قلب الدنمارك النابض في «مونديال 2022»

لاعبو منتخب الدنمارك يحيطون باريكسن اثناء علاجه بعد سقوطه مغشياً عليه في كأس أوروبا (غيتي)
لاعبو منتخب الدنمارك يحيطون باريكسن اثناء علاجه بعد سقوطه مغشياً عليه في كأس أوروبا (غيتي)

بعد معاناته من سكتة قلبية كادت تودي بحياته خلال كأس أوروبا صيف عام 2021، سيكون صانع ألعاب مانشستر يونايتد الإنجليزي كريستيان إريكسن، القلب النابض لمنتخب الدنمارك خلال خوضه غمار نهائيات كأس العالم في قطر. غاب إريكسن عن الملاعب إثر تلك الحادثة لفترة 8 أشهر وسط تعاطف منقطع النظير من مختلف أنحاء العالم تجاهه، وتحديداً من 12 يونيو (حزيران) 2021 تاريخ تعرضه للحادثة الأليمة، وحتى 26 فبراير (شباط) لدى عودته إلى الملاعب في صفوف برنتفورد في دوري الدرجة الإنجليزية الممتازة. بعدها بأسابيع قليلة، انضم مجدداً إلى صفوف منتخب بلاده لخوض المباراة ضد هولندا.
إريكسن صانع ألعاب من الطراز الرفيع، يملك عيناً ثاقبة داخل الملعب تخوّله تموين زملائه بكرات متقنة غالباً ما يتابعونها داخل الشباك. يُعدّ ركيزة أساسية في صفوف المنتخب الدنماركي الذي أبلى بلاء حسناً رغم غيابه، من خلال بلوغه نصف نهائي كأس أوروبا الأخيرة، والتأهل إلى «مونديال قطر». ويقول معلق شبكة «دي آر» الألمانية، أندرياس كرول: «عودته إلى الملاعب بعد أقل من سنة (على الحادثة) هي من نسج الخيال. وفي اللحظة التي عاد فيها أحدث الفارق».
في كل مقابلة صحافية لمدرب منتخب الدنمارك كاسبر هيولماند، يقوم الأخير بتحية الخدمات التي يقدّمها إريكسن بكل تواضع، وقال في هذا الصدد: «منتخب الدنمارك أفضل مع إريكسن؛ لأنه ينقل عدوى هدوئه إلى زملائه فيتخذون القرارات الصحيحة دائماً». هذا الأمر يسعد هذه الدولة الاسكندنافية البالغ عدد سكانها 5.9 مليون نسمة، فيتفاعلون بصورة رائعة مع منتخب بلادهم. يقول أحد أنصار الفريق، ويُدعى كاسبر تومسن: «منتخب الدنمارك هو الأفضل في الوقت الحالي. نحن ننتظر هذه اللحظة منذ فترة طويلة». بطبيعة الحال، ثمة ما قبل وما بعد الحادثة التي تعرّض لها إريكسن. يقول أحد أنصار مانشستر يونايتد الذي انضم إليه صانع الألعاب الصيف الماضي في صفقة حرة: «أهميته زادت حالياً، فهو رمز الأمل والفرح، بالإضافة إلى كونه لاعباً رائعاً». وبحسب رأي الجميع، فإن النضوج الجديد لإريكسن يعود إيجاباً على منتخب بلاده؛ إذ يشكّل إلى جانب حارس المرمى كاسبر شمايكل والمدافع سيمون كاير، أحد أقطاب هذا المنتخب.
يقول مدرب منتخب الدنمارك: «نرى هدوءاً وسهولة كبيرة في أسلوب لعب كريستيان، إنه رائع. يتمتع بهدوء كبير ورصين، يلعب كثيراً كرات في العمق إلى اليسار واليمين، ويقوم بدفع اللعب إلى الأمام عندما يقرّر ذلك». وأضاف: «من الممتع رؤيته يتمركز على أرضية المستطيل الأخضر». خاض إريكسن 117 مباراة دولية حتى الآن، وسجل 39 هدفاً، ودافع عن ألوان أندية أياكس أمستردام الهولندي، وتوتنهام الإنجليزي، وإنتر ميلان الإيطالي. ويؤكد مدربه السابق في نادي أودنسي الدنماركي أندرس سكويلديموسي، أنه عندما كان في الخامسة عشرة من عمره «هو متواضع وقريب من الجميع؛ لأنه أبقى رجليه على الأرض».
وأضاف: «عندما أرسلته في تجربة إلى صفوف ميلان الإيطالي، سألته كيف سارت الأمور، فأجاب ببساطة أن الأمر جيد، في حين كان لاعبون آخرون يعبّرون عن مدى شعورهم بالإثارة جراء الخضوع لفترة تجريبية في ميلان». وبحسب مدربه السابق، بقي «إريكسن هو نفسه على أرضية الملعب، يبذل قصارى جهده. لقد أصبح قائداً، ليس من خلال الصراخ وتوجيه زملائه، بل بفضل أسلوب لعبه، ولهذا فهو محبّب لدى الجميع».
خاض أفضل مبارياته في صفوف الدنمارك عندما سجّل ثلاثية في مرمى جمهورية آيرلندا (5 - 1) في الملحق الذي أهّل منتخب بلاده للمشاركة في «مونديال روسيا» عام 2018. وصرّح اللاعب الذي يُعرف عنه تواضعه بعد ذلك الإنجاز بقوله: «ما زلت كريستيان من ميدلفارت (حيث وُلد)، ولست نجماً عالمياً»، في حين علّق اللاعب الدنماركي السابق يان مولبي، قائلاً: «تلك الليلة في دبلن (المباراة ضد آيرلندا)... حتى معظم اللاعبين الكبار لا يحظون بليلة مشابهة».


مقالات ذات صلة

مدرب الأرجنتين: قمصان ميسي ستتحدى حظر باراغواي

رياضة عالمية سكالوني خلال المؤتمر الصحافي لمباراة باراغواي (رويترز)

مدرب الأرجنتين: قمصان ميسي ستتحدى حظر باراغواي

يثق ليونيل سكالوني مدرب الأرجنتين في ظهور قمصان ليونيل ميسي في مدرجات الفريق المضيف رغم الحظر المفروض من اتحاد باراغواي لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (أسونسيون)
رياضة سعودية سلمان الفرج أُصيب بقطع في الرباط الصليبي (المنتخب السعودي)

إصابة الفرج قائد منتخب السعودية بقطع في الرباط الصليبي

أعلن المنتخب السعودي لكرة القدم اليوم الخميس تعرض قائده سلمان الفرج لقطع في الرباط الصليبي قبل ساعات من مواجهة أستراليا في تصفيات كأس العالم 2026.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
رياضة عربية فرحة «المنسف» الشهيرة للاعبي المنتخب الأردني أمام العراق (الشرق الأوسط)

العراق والأردن يتواجهان على وقع «ذكريات مباراة كأس آسيا الشهيرة»  

يتواجه منتخبا العراق والأردن في مباراة مرتقبة ضمن الجولة الثالثة للمجموعة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026. 

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عربية دراغان تالاييتش مدرب البحرين خلال اجتماعه مع اللاعبين استعداداً لمواجهة الصين (الشرق الأوسط)

تالاييتش: البحرين جاهزة لمواجهة الصين

أكد دراغان تالاييتش، مدرب منتخب البحرين، استعداد فريقه جيداً لمباراته أمام الصين في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2026 باستاد البحرين الوطني.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
رياضة عربية خوان بيتزي مدرب المنتخب الكويتي خلال حديثه للصحفيين (الشرق الأوسط)

مدرب الكويت: نسعى للفوز على كوريا الجنوبية... والهاجري: على أتم الاستعداد

قال خوان بيتزي مدرب الكويت، الأربعاء، إن فريقه يأمل في تقديم مستوى جيد، وتحقيق الفوز أمام كوريا الجنوبية القوية في الجولة الخامسة من تصفيات آسيا لكأس العالم 202

«الشرق الأوسط» (الكويت)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.