جبران خليل جبران... 5 من لوحاته ستعرض للبيع بصيغة «إن إف تي»

دعماً لمتحفه الفريد المتروك لقدره في بشرّي

جبران خليل جبران (غيتي)
جبران خليل جبران (غيتي)
TT

جبران خليل جبران... 5 من لوحاته ستعرض للبيع بصيغة «إن إف تي»

جبران خليل جبران (غيتي)
جبران خليل جبران (غيتي)

خمس لوحات لجبران خليل جبران ستصبح موجودة بعد أيام على منصة «إكستشينج آرت» العالمية، ثاني أهم منصة «إن إف تي»، لمن يريد شراء نسخته الخاصة. وهذه اللوحات قد تكون مجرد دفعة أولى؛ إذ إن عشرات اللوحات الأخرى لجبران، بصيغة «إن إف تي»، ستعرض للبيع في المستقبل على المنصة نفسها، في حال تبين أن التفاعل كان إيجابياً ومشجعاً.
التجربة جديدة، ومنصات «إن إف تي» غالباً ما تعرض الحديث والمبتكر، ولم نعتد بعد أن نرى لوحات لفنانين راحلين أو أعمالاً لرواد كبار. لذلك فإن المبادرة تنطوي على شجاعة من لجنة «جبران خليل جبران الوطنية» في لبنان، وشركة «إتش أو أو كيو» ومقرها لندن، بإدارة صاحبها اللبناني فخري منصور. فقد تم توقيع اتفاقية بين الطرفين تمنح بموجبها لجنة جبران، الشركة حقوق بيع 300 لوحة لصاحب «النبي» بصيغة «إف إن تي».


من اللوحات الخمس لجبران التي ستعرض للبيع

وستعرض اللوحات الخمس على المنصة، بعد ما يقارب الأسبوعين، وتحديداً من يوم 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وحتى الـ19 منه، ليبدأ البيع يوم 20 من الشهر، بنسخ محدودة، حيث ستعرض للشراء 150 نسخة من كل لوحة. وبطبيعة الحال سعيد الحظ من سيحظى بالنسخ الأولى، حيث سيكون بيعها بعد ذلك بسعر كبير. وعلى أي حال فإن هواة الـ«إن إف تي» سيكون في متناولهم في الأيام المقبلة 750 نسخة من لوحات لجبران يمكنهم اقتناؤها، وفق تقنية «البلوكتشاين»، الرموز غير القابلة للاستبدال، وسيقارب سعر النسخة الـ200 دولار أميركي.
ويشرح فخري منصور لـ«الشرق الأوسط»: «أن الهدف الرئيسي من هذه الخطوة بطبيعة الحال هو الترويج لجبران وفنه والتعريف به، ولكن وبشكل أساسي دعم متحف جبران والمساعدة في تمويله، على مدى طويل قدر الممكن.» ويضيف منصور: «إن الشركة معنية في مشروعها بإدخال الأعمال الفنية الكلاسيكية عالم الـ«إن إف تي»، وهي تعمل في وقت واحد على نشر وبيع أعمال عدد من الرسامين العرب والأفارقة». وبالتالي فإن الشركة هي همزة وصل بين من يريد دعم الفنون والتبرع لها، ومن يعتني بالأعمال الفنية ويحتاج تمويلاً للاستمرار في رعايتها. ولا تريد أن تؤكد الشركة أخباراً تتحدث عن تواصل يتم مع شخصيات بارزة معنية بالفن يمكنها الشراء والتبرع، لتشجيع الإقبال على هذا النوع من الأعمال الخيرية، الذي لا يزال خجولاً في العالم العربي.
وإن كانت شركة «إتش أو أو كيو» تود أن تعمم التجربة التي تطلقها مع جبران، أحد ألمع نجوم الأدب والفن، وله صيت عالمي، فلأن بيع أعماله بهذه الطريقة الجديدة سيكون له معنى خاص.


من اللوحات الخمس لجبران التي ستعرض للبيع

ويعول مدير متحف جبران في بلدة بشري، جوزف جعجع، على هذه الخطوة، لما يمكن أن تؤمن من مداخيل للمتحف. «لأنه لا يوجد أي متحف في العالم يمكن أن يستمر في عمله من مداخيله الخاصة، ولو كان متحفاً بحجم «اللوفر» أو «ميتروبوليتان»، فما بالك بمتحف صغير في لبنان». ويضيف جعجع شارحاً: «كنا بحاجة إلى هذه المبادرة؛ لأننا عانينا خلال فترة الانهيار الاقتصادي وما رافقها من وباء، ومن شح المداخيل. توقفت الزيارات وبالتالي بيع التذاكر، واضطررنا لإغلاق أبوابنا، ولكن من غير الممكن وقف الأجهزة التي تجعل درجة حرارة المتحف عند 20 درجة مئوية، بالصيف كما في الشتاء، من أجل الحفاظ على اللوحات. وكان لا بد من تأمين المازوت لتشغيل موتورات الكهرباء من دون توقف، وهذه وحدها تحتاج من ستة إلى سبعة آلاف دولار في الشهر، إضافة إلى دفع رواتب الموظفين الـ15، في المتحف.
جوزف جعجع يدير متحف جبران منذ عشرين سنة، ويشعر بالراحة لمشروع بيع لوحات جبران بصيغة «إن إف تي»؛ لأن الأعمال الأصلية ستبقى محفوظة في مكانها في المتحف، ولن تغادره أو تتعرض لأي خطر. ومع ذلك فهو لا يزال يرى أن التعامل الحي مع اللوحة من خلال تسفيرها وعرضها في متاحف مختلفة، هو أمر لا يمكن استبداله أو الاستغناء عنه.
والمحاضرات والندوات كما المعارض التي تستقبل أعمال جبران حول العالم كثيرة. كان ثمة معارض في الشارقة وأبوظبي وأستراليا والبرازيل، ويتم التحضير لمعرضين اثنين في نيويورك للعام المقبل، بمناسبة مرور 100 سنة على صدور كتاب «النبي». هذه الاحتفاليات والمعارض تسهم في جعل جبران حياً باستمرار، كما أنها تؤمن جزءاً من التمويل اللازم، لكنه لا يكفي. «صيانة اللوحات لها تكاليفها أيضاً، وأي تلف صغير في لوحة يحتاج آلاف الدولارات، وشهوراً من العمل لإصلاحه».
ويرى جعجع أن الدياسبورا اللبنانية لعبت دائماً دوراً إيجابياً في التعريف بجبران، كما تفعل لمرة جديدة هذه المرة لتدخله عالم الـ«إن إف تي». و«الحقيقة أن جبران هو جزء من الدياسبورا اللبنانية، وأحد الذين هاجروا إلى أميركا، وهناك نبغ وبرز ولمع نجمه، وحمل اسم لبنان إلى العالم كله».
وهذه ليست المرة الأولى التي تعرض فيها شركة خاصة العمل مع لجنة جبران ومتحفه، لتضع أعماله الفنية بصيغة «إن إف تي» ووفق تقنية البولكتشاين، على منصة عالمية، لكن الاجتماعات والاتصالات لم تكن في المرات السابقة تصل إلى خواتيمها، وربما أنها لم تكن جادة بالقدر الكافي. هذه المرة، كان ثمة وضوح واتفاق مريح للجميع. وتملك الشركة وفق الاتفاق الذي وقعته مع لجنة جبران قبل أقل من شهر، الحق في نشر وبيع 300 لوحة لجبران، بعضها من أجمل رسوماته وأكثرها شهرة، وبعض آخر، لا يعرفه الجمهور وسيتعرف إليه للمرة الأولى.
وحصل متحف جبران خلال السنوات الثلاث العجاف الماضية، على منحة من السفارة اليابانية مكنته من التزود بأجهزة إلكترونية وموتور كهرباء، وتطوير أعماله للاستمرار. لكن تبقى عقود الصيانة وتكاليف التسيير اليومية، من الأعباء التي لم تذلل. وقدمت السفارة البلغارية في لبنان مساعدة أيضاً للمتحف، وحضر فريق بلغاري عمل على توضيب وتنظيف مكتبة جبران الخاصة بما فيها من كتب ومخطوطات.
وتأتي المبادرة الجديدة لتعطي نفحة أمل للمتحف الصغير، لكنه فريد بموقعه في مسقط رأس جبران، وبمحتوياته التي هي عبارة عن مقتنيات وحاجيات الكاتب الكبير الشخصية. ويقول جعجع إن المتحف على أهميته عالمياً «متروك من الدولة اللبنانية، لا يعنى به وزير أو مسؤول، وبقي مفتوحاً بفعل قدرة لا يعرف كيف يوصّفها. ومن حسن الحظ أن اللبنانيين في الخارج يفكرون في بلدهم، ويقدمون الدعم الحضاري والثقافي له».



رغم الانتقادات... قرعة مونديال الأندية تسحب الخميس في ميامي

إنفانتينو رئيس «فيفا» (أ.ف.ب)
إنفانتينو رئيس «فيفا» (أ.ف.ب)
TT

رغم الانتقادات... قرعة مونديال الأندية تسحب الخميس في ميامي

إنفانتينو رئيس «فيفا» (أ.ف.ب)
إنفانتينو رئيس «فيفا» (أ.ف.ب)

تُسحب الخميس، في ميامي، قرعة النسخة الأولى من كأس العالم لأندية كرة القدم، بمشاركة 32 فريقاً، وسط لا مبالاة من هيئات كبرى وانتقادات واسعة النطاق؛ إذ يخشى كثيرون عواقب ازدحام المباريات وتأثيرها السلبي على اللاعبين.

وتقدّمت هيئات كبرى، تُمثّل لاعبي كرة القدم والأندية في أوروبا خلال أكتوبر (تشرين الأول) بشكوى إلى المفوضية الأوروبية، تتهم فيها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بإساءة استخدام موقعه، وذلك على خلفية التغييرات التي طرأت على روزنامة المباريات الدولية، وتوسيع البطولات.

وحجة هذه الهيئات أن كثيراً من اللاعبين البارزين سيضطرون إلى المشاركة، في وقت كان من الممكن أن يحصلوا فيه على فترة راحة طويلة قبل الموسم الجديد، الذي يسبق أيضاً كأس العالم الموسعة، المكونة من 48 منتخباً بدلاً من 32، والمقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك صيف 2026.

واتهم تقرير صادر أخيراً عن الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) الاتحاد الدولي بتعريض صحة اللاعبين للخطر، بسبب الروزنامة المزدحمة، في حين أثار بعض اللاعبين البارزين احتمال الإضراب للاحتجاج على ضغط المباريات.

وكان خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، أبرز منتقدي كأس العالم للأندية؛ حيث ناشد رئيس «فيفا»، الإيطالي - السويسري جياني إنفانتينو في أكتوبر الماضي بضرورة إلغاء البطولة، مشيراً إلى لا مبالاة من شركات البث للحصول على حقوقها ومعارضة الأندية.

وقال تيباس: «السيد الرئيس (إنفانتينو)، أنت تعلم أنك لم تبع حقوق البث لكأس العالم للأندية، كما تعلم أنك لم تبع أي حقوق رعاية»، وأردف: «قُم بإلغاء كأس العالم للأندية. لا يحتاج إليها اللاعبون أو الأندية أو (فيفا)».

خافيير تيباس رئيس رابطة «لاليغا» أشد المعارضين للبطولة (أ.ف.ب)

وأعرب أكثر من لاعب بارز حينها عن إحباطهم من جدول المباريات المزدحم، الذي لا يترك لهم فرصة الخلود إلى الراحة المطلوبة في نهاية الموسم.

وحذّر نجم مانشستر سيتي الإنجليزي ومنتخب إسبانيا، رودري، الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم من أن اللاعبين «على وشك» الإضراب، مشيراً إلى المتطلبات التي فرضتها مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسعة هذا الموسم، تليها كأس العالم للأندية، مضيفاً: «إذا استمر الأمر على هذا النحو فلن يكون لدينا خيار آخر (غير الإضراب)»، مشيراً إلى «أنه أمر يقلقنا».

لكن «فيفا» ردّ على الانتقادات بقوة، وأصرّ على أن جدول أعماله تمت الموافقة عليه من قبل مجلس «فيفا»، بعد التشاور مع جميع القارات، بما في ذلك أوروبا، وكذلك الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين وروابط الدوري.

كما انتقد الاتحاد الدولي بطولات الدوري في أوروبا، التي عارضت البطولة، واتهمها بـ«التصرف بمصالح تجارية ذاتية»، وأضاف: «يبدو أن هذه الدوريات تفضّل روزنامة مليئة بالمباريات الودية والجولات الصيفية، التي غالباً ما تنطوي على سفر مكثّف حول العالم».

كما تجاهل إنفانتينو الانتقادات، وأصرّ على أن إطلاق بطولة الأندية الموسعة يبشر بعصر جديد لكرة القدم العالمية، وقال: «ستجلب كأس العالم للأندية العام المقبل سحر كأس العالم للمنتخب الوطني إلى عالم كرة القدم للأندية، وستكون هذه البطولة بداية لشيء تاريخي، شيء سيُغير رياضتنا نحو الأفضل، وهي من أجل الأجيال القادمة التي ستحبها بقدر ما نحبها».

ومع ذلك، فإن فرصة اغتنام الفرصة التاريخية التي روّج لها «فيفا» فشلت حتى الآن في إثارة اهتمام محطات البث. ولم يؤكد «فيفا»، الذي يسعى حسب تقارير للحصول على 4 مليارات دولار من إيرادات حقوق النقل، صفقة حقوق البطولة.

وستقام البطولة في الفترة من 15 يونيو (حزيران) إلى 13 يوليو (تموز) 2025؛ حيث يستضيف ملعب «هارد روك» في ميامي المباراة الافتتاحية، في حين تقام المباراة النهائية على ملعب «متلايف» في نيويورك، مسرح نهائي كأس العالم 2026.

وستشهد البطولة مشاركة أبرز الأندية الأوروبية، يتقدمها ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الانجليزي وبايرن ميونيخ الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي، في حين ستُمثل أميركا الجنوبية 6 فرق، أبرزها بوكا جونيورز وريفربليت من الأرجنتين، إضافة إلى بوتافوغو البرازيلي بطل كأس ليبرتادوريس الأخيرة.

وسيمثل آسيا الهلال السعودي وأندية أخرى، في حين يُمثل أوقيانوسيا نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي، ويبرز الأهلي المصري بصفته أحد أهم أندية أفريقيا التي ستوجد من قارته، إلى جانب أندية أخرى، في حين تتمتع الدولة المستضيفة (الولايات المتحدة) بمقعد إضافي، تم منحه بشكل مثير للجدل لنادي إنتر ميامي، بقيادة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي تصدّر الدوري المنتظم برصيد قياسي، لكنه خرج من الدور الأول للأدوار الإقصائية «بلاي أوف» هذا العام.