تغيرات جينية تحوّل بكتريا الطاعون إلى كائن فتاك

تغيرات جينية تحوّل بكتريا الطاعون إلى كائن فتاك
TT

تغيرات جينية تحوّل بكتريا الطاعون إلى كائن فتاك

تغيرات جينية تحوّل بكتريا الطاعون إلى كائن فتاك

كبدت بكتريا (يرسينيا بيستيس) الجنس البشري كما هائلا من البؤس والتعاسة على مدار قرون من الزمن؛ إذ أبادت ما يقدر بنحو 200 مليون نفس ونشرت أوبئة مروعة ابان القرنين السادس والرابع عشر.
غير أن هذه الجرثومة لم تكن دومًا بهذا القدر من الخطورة؛ لكن العلماء أعلنوا أمس (الثلاثاء)، أن تغييرات جينية طفيفة جرت قبل عدة قرون -تضمنت اضافة جين حدثت له طفرات فيما بعد- قد حولتها من كائن دقيق متوسط الخطورة إلى كائن فتاك.
تسببت بكتريا "يرسينيا بيستيس" في وباءين شرسين في التاريخ البشري الاول هو طاعون جوستينيان في القرن السادس، إبان حكم الامبراطور البيزنطي جوستين الذي أصيب بالمرض؛ لكنه شفا منه، والثاني هو طاعون "الموت الاسود". وتتسبب البراغيث والفئران في نقل جرثومة المرض للبشر.
وأجرى الباحثون تجارب على الفئران والجرذان لرصد التغيرات الجينية الفتاكة التي طرأت على هذه البكتريا.
واستخلص الباحثون سلالة قديمة من البكتريا لا تزال موجودة في العالم -تم عزلها من إحدى قوارض منطقة آسيا- وأدخلوها في جين يتسبب في اذابة جلطات الدم، فيما أدت هذه العملية إلى اضافة قوة فتك جبارة للبكتريا تسببت في اصابة رئوية قاتلة.
أدت اضافة هذا الجين على مر العصور إلى تحويل بكتريا "يرسينيا بيستيس" من كائن مسبب للأمراض منها عدوى بسيطة في المعدة والامعاء، إلى نوع قاتل يسبب مرضا تنفسيا وبائيا شرسا يسمى الالتهاب الرئوي الطاعوني.
وجد العلماء أيضا أن طفرة معينة من نفس الجين -وهي طفرة موجودة في السلالات الحديثة من هذه البكتريا- مكنت الجرثومة من الانتشار داخل جسم الانسان واختراق الغدد الليمفاوية له مثلما يحدث في مرض الطاعون الدبلي.
وقال وندام لاثيم عالم الميكروبيولوجيا بكلية طب شيكاغو في جامعة فاينبرغ -الذي أشرف على البحث الذي أوردته دورية نيتشر كومينيكيشنز- إن التقديرات تشير إلى أن طاعون جوستينيان أباد من 25 إلى 50 مليونا من البشر فيما أهلك طاعون الموت الاسود 150 مليونا على الاقل. مضيفًا «تركت بكتيريا يرسينيا بيستيس بصماتها الواضحة على مسيرة الحضارة الانسانية». مضيفا أن من الصعوبة بمكان أن نعرف على وجه الدقة متى أضافت هذه البكتريا -التي اكتسبت ثم فقدت جينات عديدة على مر الزمن- جين الطاعون الفتاك؛ لكن «من المرجح أن يكون ذلك قد حدث منذ أكثر من 1500 عام على الأقل» ما يعني أنه ربما يكون قد جرى قبل استفحال طاعون جوستينيان في القرن السادس الميلادي. ومضى قائلًا «إنه أمر يجب أن نضعه في الحسبان ونحن ندرس البكتريا الأخرى المسببة للامراض. الأمر لا يتطلب سوى حدوث تغير بسيط ثم قد نفاجأ على حين غرة بجائحة عالمية جديدة من نوع ما».



العثور على مبلّغ عن مخالفات «أوبن إيه آي» ميتاً في شقته

شعار شركة «أوبن إيه آي»  (رويترز)
شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
TT

العثور على مبلّغ عن مخالفات «أوبن إيه آي» ميتاً في شقته

شعار شركة «أوبن إيه آي»  (رويترز)
شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

تم العثور على أحد المبلِّغين عن مخالفات شركة «أوبن إيه آي» ميتاً في شقته بسان فرانسيسكو.

ووفقاً لشبكة «سي إن بي سي»، فقد أمضى الباحث سوشير بالاجي (26 عاماً)، 4 سنوات في العمل لدى شركة الذكاء الاصطناعي حتى وقت سابق من هذا العام، عندما أثار علناً مخاوف من أن الشركة انتهكت قانون حقوق النشر الأميركي.

وتم العثور على بالاجي ميتاً في شقته بشارع بوكانان سان فرانسيسكو بعد ظهر يوم 26 نوفمبر (تشرين الثاني).

وقالت الشرطة إنها لم تكتشف «أي دليل على وجود جريمة» في تحقيقاتها الأولية.

ومن جهته، قال ديفيد سيرانو سويل، المدير التنفيذي لمكتب كبير الأطباء الشرعيين في سان فرانسيسكو، لشبكة «سي إن بي سي»: «لقد تم تحديد طريقة الوفاة على أنها انتحار». وأكدت «أوبن إيه آي» وفاة بالاجي.

وقال متحدث باسم الشركة: «لقد صُدِمنا لمعرفة هذه الأخبار الحزينة للغاية اليوم، وقلوبنا مع أحباء بالاجي خلال هذا الوقت العصيب».

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نشرت قصة عن مخاوف بالاجي بشأن «أوبن إيه آي» في أكتوبر (تشرين الأول)؛ حيث قال للصحيفة في ذلك الوقت: «إذا كان أي شخص يؤمن بما أومن به، فسيغادر الشركة بكل تأكيد».

وقال للصحيفة إن «تشات جي بي تي» وروبوتات الدردشة المماثلة الأخرى ستجعل من المستحيل على العديد من الأشخاص والمنظمات البقاء والاستمرار في العمل، إذا تم استخدام محتواها لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي.

وواجهت «أوبن إيه آي» عدة دعاوى قضائية تتعلَّق باستخدامها محتوى من منشورات وكتب مختلفة لتدريب نماذجها اللغوية الكبيرة، دون إذن صريح أو تعويض مالي مناسب، فيما اعتبره البعض انتهاكاً لقانون حقوق النشر الأميركي.