المرشح العمالي المسلم لعمادة لندن لـ(«الشرق الأوسط»): هويتي فرصة وليست عائقًا

صديق خان
صديق خان
TT

المرشح العمالي المسلم لعمادة لندن لـ(«الشرق الأوسط»): هويتي فرصة وليست عائقًا

صديق خان
صديق خان

بالموازاة مع الحملة الانتخابية لقيادة حزب «العمال»، تشهد العاصمة البريطانية سباقا انتخابيا محتدما لاختيار العمدة الذي سيخلف بوريس جونسون في 5 مايو (أيار) من العام المقبل. أحد أبرز المرشحين هو صديق خان، وهو أول بريطاني مسلم يدخل مجلس الوزراء البريطاني بصفته وزيرا للنقل في حكومة غوردن براون.
أكّد خان، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن دينه يشكل فرصة لا عائقا في حياته السياسية، وأنه لا تناقض بين هويته البريطانية ودينه وانتمائه العرقي وتوجهه السياسي. وأكد: «لندن هي إحدى المدن النادرة جدا في العالم غير الإسلامي حيث يستطيع مواطن مسلم الولوج إلى منصب عال ومرموق كمنصب عمدة لندن. واعتبر ذلك فرصة من ذهب لتوعية الناس حول الإسلام والمسلمين من جهة وتشجيع مسلمي لندن وبريطانيا على المشاركة الإيجابية في مختلف جوانب المجتمع».
وعن أسباب ترشحه لمنصب عمدة إحدى أهم العواصم العالمية، يوضح خان: «هدفي الأول والأساسي هو أن أضمن أن الفرص التي حظيت بها وإخواني في لندن هي الفرص نفسها التي تستفيد منها باقي ساكنة هذه المدينة. استقبلت لندن أسرتي المهاجرة، وكنا من المحظوظين الذين استفادوا من سكن اقتصادي مناسب ومستوى تدريس متميز في مدرسة عامة محلية ومن الذين أتيحت لهم فرصة ولوج الجامعة إن كان مستواهم الأكاديمي يسمح بذلك». ويضيف: «لندن لم تصبح توفر نفس هذه الفرص لأغلب ساكنيها لعدد من الأسباب، وهذا ما أسعى إلى تغييره بالدرجة الأولى، بدءا من مستويات المدارس العامة وأسعار النقل العمومي، إلى توفير فرص عمل برواتب مناسبة وسكن بأسعار معقولة».
اشتغل صدّيق كمحامي حقوق إنسان لسنوات قبل أن يبدأ مسيرته السياسية كنائب برلماني لمنطقة «توتينغ» في مايو 2005. كما شغر منصب وزير النقل في حكومة «العمال» السابقة، ووزير العدل في حكومة الظل من عام 2010 - 2015، ووزير شؤون لندن في حكومة الظل من 2013 إلى 2015.
وتعاطى صدّيق، على غرار المتحمسين لقيم «العمال» وسياساته، مع فشل حزبه في الانتخابات العامة الماضية بمراجعة سياسات الحزب، ويقول بهذا الصدد إن «عموم الناخبين البريطانيين لم يكافئوا الحزب بأصواتهم لأنهم لم يقتنعوا بأنه يدعمهم ويدعم إمكانياتهم.. وهذا ما ينبغي تغييره في المستقبل».
وتعقيبا عن خطاب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون الذي دعا فيه الجالية المسلمة في بلاده إلى بذل مزيد من الجهود لمكافحة التطرف والإرهاب، يقول صديق: «تضم بريطانيا أزيد من 3.5 مليون مسلم، وأغلب أفراد هذه الجالية فخورون للغايةبهويتهم المسلمة وبهويتهم البريطانية ويسهمون إيجابيا في تطوير وبناء المجتمع. وما أخشاه هو أن تعطي هذه الرسالة (خطاب كاميرون) انطباعا بأننا (الجالية البريطانية المسلمة) نؤيد العنف والعمل الإجرامي». وشدد صديق على أن مسؤولية مكافحة التطرف وحماية الشباب من الانقياد وراء الآيديولوجيات المتشددة تقع على عاتق جميع مكونات المجتمع، سواء كانت مسلمة أو غير مسلمة.



ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل
TT

ألمانيا... الحزب الديمقراطي الحر «شريك الحكم» شبه الدائم

شيل
شيل

مع أن «الحزب الديمقراطي الحر»، الذي يعرف في ألمانيا بـ«الحزب الليبرالي»، حزب صغير نسبياً، مقارنةً بالقطبين الكبيرين «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» (المحافظ) و«الحزب الديمقراطي الاجتماعي» (الاشتراكي)، فإنه كان غالباً «الشريك» المطلوب لتشكيل الحكومات الائتلافية المتعاقبة.

النظام الانتخابي في ألمانيا يساعد على ذلك، فهو بفضل «التمثيل النسبي» يصعّب على أي من الحزبين الكبيرين الفوز بغالبية مطلقة تسمح له بالحكم منفرداً. والحال أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تحكم ألمانيا حكومات ائتلافية يقودها الحزب الفائز وبجانبه حزب أو أحزاب أخرى صغيرة. ومنذ تأسيس «الحزب الديمقراطي الحر»، عام 1948، شارك في 5 حكومات من بينها الحكومة الحالية، قادها أحد من الحزبين الأساسيين، وكان جزءاً من حكومات المستشارين كونراد أديناور وهيلموت كول وأنجيلا ميركل.

يتمتع الحزب بشيء من الليونة في سياسته التي تُعد «وسطية»، تسمح له بالدخول في ائتلافات يسارية أو يمينية، مع أنه قد يكون أقرب لليمين. وتتمحور سياسات

الحزب حول أفكار ليبرالية، بتركيز على الأسواق التي يؤمن بأنها يجب أن تكون حرة من دون تدخل الدولة باستثناء تحديد سياسات تنظيمية لخلق أطر العمل. وهدف الحزب الأساسي خلق وظائف ومناخ إيجابي للأعمال وتقليل البيروقراطية والقيود التنظيمية وتخفيض الضرائب والالتزام بعدم زيادة الدين العام.

غينشر

من جهة أخرى، يصف الحزب نفسه بأنه أوروبي التوجه، مؤيد للاتحاد الأوروبي ويدعو لسياسات أوروبية خارجية موحدة. وهو يُعد منفتحاً في سياسات الهجرة التي تفيد الأعمال، وقد أيد تحديث «قانون المواطنة» الذي أدخلته الحكومة وعدداً من القوانين الأخرى التي تسهل دخول اليد العاملة الماهرة التي يحتاج إليها الاقتصاد الألماني. لكنه عارض سياسات المستشارة السابقة أنجيلا ميركل المتعلقة بالهجرة وسماحها لمئات آلاف اللاجئين السوريين بالدخول، فهو مع أنه لا يعارض استقبال اللاجئين من حيث المبدأ، يدعو لتوزيعهم «بشكل عادل» على دول الاتحاد الأوروبي.

من أبرز قادة الحزب، فالتر شيل، الذي قاد الليبراليين من عام 1968 حتى عام 1974، وخدم في عدد من المناصب المهمة، وكان رئيساً لألمانيا الغربية بين عامي 1974 و1979. وقبل ذلك كان وزيراً للخارجية في حكومة فيلي براندت بين عامي 1969 و1974. وخلال فترة رئاسته للخارجية، كان مسؤولاً عن قيادة فترة التقارب مع ألمانيا الديمقراطية الشرقية.

هانس ديتريش غينشر زعيم آخر لليبراليين ترك تأثيراً كبيراً، وقاد الحزب بين عامي 1974 و1985، وكان وزيراً للخارجية ونائب المستشار بين عامي 1974 و1992، ما جعله وزير الخارجية الذي أمضى أطول فترة في المنصب في ألمانيا. ويعتبر غينشر دبلوماسياً بارعاً، استحق عن جدارة لقب «مهندس الوحدة الألمانية».