مصر لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب مع دول المنطقة

السيسي بحث التحديات الأمنية الإقليمية مع 6 زعماء عرب

السيسي يلتقي قيس سعيّد بالجزائر (رئاسة الجمهورية)
السيسي يلتقي قيس سعيّد بالجزائر (رئاسة الجمهورية)
TT

مصر لتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب مع دول المنطقة

السيسي يلتقي قيس سعيّد بالجزائر (رئاسة الجمهورية)
السيسي يلتقي قيس سعيّد بالجزائر (رئاسة الجمهورية)

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الأربعاء) 6 لقاءات مع قادة وممثلي دول عربية على هامش مشاركته في فعاليات القمة العربية بالجزائر، تطرقت إلى التحديات الأمنية والإقليمية التي تواجه المنطقة، وعلى رأسها خطر التطرف والإرهاب، وركزت على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية.
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، إن الرئيس السيسي بحث مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون «سبل تعزيز آفاق العلاقات الثنائية على جميع المستويات، السياسية والاقتصادية والعسكرية»، إضافة إلى «تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، خاصة في ظل التحديات الأمنية المختلفة التي تفرضها المستجدات الإقليمية الأخيرة، لا سيما في منطقة الساحل والصحراء».
وأكد السيسي «مساندة بلاده للرئاسة الجزائرية للقمة العربية، بما يدعم أطر وآليات العمل العربي المشترك ويخدم المصالح العربية، لا سيما في فترة تشهد فيها المنطقة تحديات جسيمة غير مسبوقة»، بحسب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، الذي أكد أن الرئيسين «توافقا إزاء القضايا الإقليمية كافة ذات الاهتمام المشترك، خاصة ما يتعلق بالأزمة الليبية، حيث تلاقت الرؤى بشأن أهمية العمل على تحقيق الأمن والاستقرار وصون وحدة وسيادة ليبيا، ومن ثم ضرورة الدفع نحو عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت، بالإضافة إلى الحفاظ على المؤسسات الليبية الوطنية، وتعزيز دور الجهات الأمنية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وكذلك تعظيم الجهود الدولية لإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية».
كما التقى الرئيس المصري ونظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، وشدد السيسي على «ثوابت السياسة المصرية تجاه العراق، والتي تتمحور أبرزها حول دعم وحدة العراق وسيادته على أراضيه كافة، بما يحافظ على أمن واستقرار البلاد ويساهم في الحيلولة دون عودة ظهور التنظيمات الإرهابية به».
وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن «الرئيسين اتفقا على ضرورة تكثيف التنسيق لمواجهة التحديات التي تعاني منها المنطقة، وبما يحقق آمال شعوبها في العيش في سلام واستقرار».
وبحث الرئيس المصري مع نظيره التونسي قيس سعيّد سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين، وأكدت مصر «دعمها لكافة الجهود الجارية الحثيثة لمواصلة مسيرة التنمية والإصلاح بتونس».
وقال السفير بسام راضي، إن «الرئيس التونسي أكد حرص بلاده على الارتقاء بالتعاون مع مصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، وكحجر أساس للحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي وإعادة التوازن للمنطقة، وذلك في ضوء الأهمية المحورية لمصر إقليمياً ودولياً»، معرباً عن «تطلع بلاده إلى الاستفادة من التجربة المصرية في تنفيذ المشروعات التنموية والإصلاحات الاقتصادية الشاملة، ومكافحة الإرهاب والتطرف».
وأكد الرئيس المصري، خلال لقائه ورشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، «استعداد بلاده لدعم أمن واستقرار اليمن، واللذين يمثلان أهمية بالغة للأمن القومي المصري، والمنطقة العربية ومنطقة البحر الأحمر؛ ما يفرض مواصلة الجهود الرامية لتجديد الهدنة في اليمن على النحو الذي يمهد الطريق للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار ويفسح المجال أمام جهود التسوية السياسية».
قضية الإرهاب والتطرف كانت على أجندة مباحثات الرئيس المصري مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمود، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن «السيسي أكد دعم الصومال للتعامل مع مختلف التحديات التي يواجهها، لا سيما خطر التطرف والإرهاب»، مشيراً إلى «استعداد مصر لمواصلة تقديم الدعم للصومال لبناء وترسيخ مؤسسات الدولة، وتفعيل مختلف أوجه التعاون الثنائي، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لمواجهة أزمات الجفاف».
وعقد الرئيس المصري جلسة مباحثات مع الأمير الحسين بن عبد الله، ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية، وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن السيسي أكد «أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين الجانبين، في ضوء ما يجمع البلدين من توافق في الرؤى والمصالح، وفي ظل التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.