مؤيد الحداد: «صافرة مشجع» جردت حكماً روسياً من الشارة الدولية في مونديال 1982

نجم الكويت قال إن «بوبي تشارلتون» وصف تأهلهم بالمبهر... وفيصل بن فهد لا يُنسى

مؤيد الحداد (الشرق الأوسط)
مؤيد الحداد (الشرق الأوسط)
TT
20

مؤيد الحداد: «صافرة مشجع» جردت حكماً روسياً من الشارة الدولية في مونديال 1982

مؤيد الحداد (الشرق الأوسط)
مؤيد الحداد (الشرق الأوسط)

استعاد اللاعب مؤيد الحداد نجم المنتخب الكويتي السابق شريط ذكريات، عمرها 4 عقود من الزمن، حيث شارك المنتخب الأزرق للمرة الأولى والأخيرة في نهائيات كأس العالم عام 1982 التي جرت في إسبانيا، وكانت تلك المشاركة الأولى لمنتخب خليجي في الحدث الكروي الأكبر عالمياً.
وقال الحداد نجم الجيل الذهبي للكرة الكويتية في الثمانينات السابقة إن الوصول لمونديال 1982 كان أمراً لا يمكن وصفه، خاصة أن أحد أكبر أساطير كرة القدم في العالم، وهو الإنجليزي بوبي تشارلتون، عبّر بنفسه عن حالة الانبهار بمنتخب الكويت، الذي لا يصنف محترفاً حينها، فيما تعجز منتخبات محترفة من دول كبرى.
كما استذكر الدعم الكبير الذي حظي به المنتخب الكويتي من قبل الراحل الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، وكذلك نائبه حينها الأمير فهد بن سلطان حيث كانا موجودين في مدريد.
وقال الحداد، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «في الحقيقة لا يمكن أن ينسى الكويتيون وأبناء الخليج العربي المشاركة الكويتية الأولى في المونديال عام 1982 حيث كانت المشاركة مشرفة فعلاً في ظل وقوع المنتخب الكويتي في مجموعة تضم منتخبات عريقة مثل تشيكوسلوفاكيا وإنجلترا وفرنسا حيث كانت تلك المجموعة قوية جداً وكان الهدف من هذه المشاركة إظهار الكرة الكويتية والخليجية والعربية عامة بشكل يناسب هذه البطولة الكبرى».
وزاد بالقول: «طلب منا أن نستمتع بكرة القدم، وتم رفع الضغوط عنا من قبل المسؤولين الكويتيين، وكذلك الأمير فيصل بن فهد، والأمير فهد بن سلطان، وكان لهذه الأحاديث دور فعال في اللعب بأريحية كبيرة وتقديم غالبية اللاعبين أفضل مستوياتهم، وإن كانت الحصيلة نقطة من خلال التعادل مع المنتخب السلوفاكي».
وأضاف: «ذهبنا لإسبانيا بقيادة جهاز فني على مستوى عالٍ ممثلاً في البرازيلي كارلوس البرتو بيريرا الذي صنع مع زاجالوا منجزات لا تنسى مع منتخب البرازيل، وخصوصاً في عام 1970 وكان الجهاز الإداري أيضاً على مستوى عالٍ، والقيادة الرياضية العليا كانت (فاهمة إدارة كرة قدم)».

نزول الشيخ فهد الأحمد الصباح حظي باهتمام الصحافة العالمية في المونديال (أرشيفية)

وبيّن أن الأسطورة الإنجليزي بوبي تشارلتون قدّم محاضرة للاعبي المنتخب الكويتي أكد خلالها أن ما حققوه من منجز الوصول بحد ذاته مبهر، لأن هناك منتخبات تملك نجوماً على مستوى عالٍ وتطبق الاحتراف ولديها إمكانات هائلة، لكنها لم تصل للمونديال، فيما اللاعبون الكويتيون ليسوا محترفين، وعدد السكان قليل، ومع ذلك يتحقق هذا المنجز الكبير.
وشدد بوبي على أن عليهم إبراز قدراتهم، لأن هذه البطولة الكروية الأهم على مستوى العالم، ومحط أنظار الجميع، ولذا أي تألق وبروز سيفتح المجال لهم لاعبين من أجل التطور واللعب في أفضل الأندية، وقد يغير كثيراً من التصورات حول هذا المنتخب، حيث حضر تشارلتون برفقة كارلوس ألبرتو الذي يعد من أصدقائه المقربين.
وأوضح أن المنتخب الكويتي كان يستحق الوصول لكأس العالم منذ العام 1978 إلا أنه لم يوفق، فكان من الإنصاف أن يصل ذلك الجيل إلى المونديال في العام 1982 وكان ذلك بمثابة تتويج لمسيرتهم الحافلة في الملاعب.
وعن الحديث عن أن عدداً كبيراً من نجوم ذلك الجيل اعتزلوا بعد المونديال، ما سبّب تدهوراً للكرة الكويتية، قال الحداد: «فعلاً هناك عدد كبير من زملائنا النجوم قرروا الاعتزال بعد أن أدركوا أنهم وصلوا لسقف الطموح الأعلى وهو المشاركة في المونديال، لكني على المستوى الشخصي استمررت مع المجموعة الشابة التي بدأ دمجها، وحينها كنت أيضاً صغيراً في العمر، ونجحنا في الوصول إلى نهائي دورة الألعاب الآسيوية في الهند عام 1982، وكدنا نتوج باللقب أمام المنتخب العراقي الذي حالفه التوفيق ونال الكأس».
وعن أبرز الذكريات التي يختزلها من المشاركة الوحيدة في المونديال، قال الحداد: «كلها ذكريات جميلة، وإن كنا نطمح إلى تحقيق نتائج أفضل، لكن الوقوع في مجموعة صعبة كان له الأثر في ضعف الحصاد النقطي».
وحول حادثة نزول الشيخ فهد الأحمد الصباح إلى أرضية الملعب في مباراة فرنسا والكويت وإلغائه الهدف الفرنسي الثالث، قال: «أتذكر هذه الحادثة جيداً وكان هناك مشجع فرنسي من المدرجات أطلق صافرة ووقف الدفاع الكويتي عن اللحاق بالكرة وجاء الهدف الفرنسي إلا أن ذلك رفضه المسؤولون واللاعبون بكون الصافرة تشبه صافرة الحكم، وتم إلغاء الهدف، وكما يعلم الجميع لم تكن هناك تقنية للتأكد من الوضع الذي حصل كما هو الحال الآن حيث يمكن اكتشاف كل صغيرة وكبيرة».
وكان إلغاء الحكم «الروسي» للهدف سبباً في تجريده من الشارة الدولية، فيما انتهت تلك المباراة بفوز فرنسي بـ4 أهداف لهدف.
وعن الأسباب التي يراها الحداد لعدم قدرة الأجيال الكويتية على الوصول مجدداً لكأس العالم، قال: «كثير يتحدثون عن الاحتراف، لكن الاحتراف لا يقتصر على التفريغ للاعبين ومنحهم مبالغ كبيرة، الاحتراف يجب أن يكون في الجانب الإداري والفكرة والقدرة على التعامل مع الأحداث، وكذلك ترتيب المشاركات حسب الأولوية من حيث الأهمية، وهذا للأسف من أسباب تدهور الكرة الكويتية، هناك كفاءات لكن لم تنل الفرصة».
كما أن هناك «تداخلاً» للسياسة في الرياضة بالكويت من خلال مجلس الأمة أو غيره والجمعيات العمومية وغيرها، التي قد لا تجلب الأنسب في الغالب، ولذا الكرة الكويتية تحتاج لشيء كثير من أجل استعادة أمجادها، والأمر ليس مقتصراً على تطبيق الاحتراف كما هو الحال في الدول الخليجية، بداية من السعودية وقطر والإمارات، التي لا يخفى أنها تطورت بتطور الفكر الاحترافي.
وبيّن أنهم كجيل تم التعامل معهم كلاعبين محترفين من حيث المعسكر الطويل قبل المونديال وتنظيم النوم والغذاء وغيره من الأمور، رغم أنهم هواة بالكامل، إلا أن حرصهم على تطبيق كل ما يطلب منهم لإخلاصهم لشعار الكويت وسعيهم لتجاوز أي مصاعب يمكن أن تعترض مسيرته وتوقف منجزاته في تلك الحقبة الذهبية حتى كيفية الظهور ووقته في الإعلام جزء من الاحتراف.
وشدد على أن البحث عن السيطرة من أجل مصالح الأندية من قبل البعض هو من تسبب في تدهور الكرة الكويتية، وهذا يجب أن يتوقف، وتكون المصلحة العامة هي الأهم. مبيناً أن الاتحاد الدولي لكرة القدم نفسه يشدد على أهمية إبعاد السياسة عن الرياضة والتدخلات المباشرة التي تأتي من طرف ثالث خارج اتحاد اللعبة.
وعن تصوره للمشاركة السعودية المقبلة في المونديال بقطر، قال الحداد: «بكل تأكيد المنتخب السعودي بات يملك من الخبرة والتجربة وهو يدخل المونديال السادس في مسيرته ووجود الاحتراف والتجربة الكبيرة للاعبين في المشاركات القارية والعالمية وخصوصاً مع الأندية مثل الهلال والاتحاد والنصر وغيرها، كل هذه عوامل إيجابية، كما أنه يتوجب الإشادة والتقدير للاستقبال الكبير من قبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد للمنتخب قبل أيام وتأكيده الثقة فيهم والطلب منهم الاستمتاع باللعب دون ضغط في ظل مواجهة منتخبات كبيرة وقوية، بداية من الأرجنتين، ثم بولندا، والمكسيك، وهذا الاستقبال سيكون حافزاً كبيراً بكل تأكيد من أجل إظهار أفضل صورة بالمونديال المقبل».
كما عبّر عن تفاؤله بأن تظهر بقية المنتخبات العربية؛ تونس والمغرب، والمستضيف قطر، بصورة مميزة. متوقعاً أن يتوج المنتخب البرازيلي باللقب في ظل امتلاكه أميز النجوم في الدوريات الأوروبية، بداية من النجم نيمار، وبقية الأسماء الرائعة في هذا الجيل.


مقالات ذات صلة

مدرب كوريا الجنوبية يستدعي قائمة قوية لعُمان والأردن

رياضة عالمية هونغ ميونغ-بو (أ.ف.ب)

مدرب كوريا الجنوبية يستدعي قائمة قوية لعُمان والأردن

استدعى هونغ ميونغ-بو، مدرب كوريا الجنوبية، 28 لاعباً لخوض مباراتين على أرضه بتصفيات كأس العالم لكرة القدم أمام سلطنة عُمان والأردن، في وقت لاحق من الشهر الحالي.

«الشرق الأوسط» (سيول)
رياضة عالمية كون كاستيليز (رويترز)

حارس بلجيكيا كاستيلز يضع حداً لمسيرته الدولية بعد عودة كورتوا

وضع الحارس البلجيكي كون كاستيلز حداً لمسيرته الدولية رداً على عدم رضاه من عودة نظيره كورتوا إلى صفوف «الشياطين الحمر»، وفقاً لما أعلن في إحدى حلقات البودكاست.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
رياضة عالمية وقّع ترمب على الأمر التنفيذي في المكتب البيضاوي إلى جانب إنفانتينو (أ.ف.ب)

ماذا يعني إعلان ترمب تشكيل فريق عمل كأس العالم 2026؟

وقّع الرئيس دونالد ترمب أمراً تنفيذياً بإنشاء فريق عمل تابع للبيت الأبيض لاستضافة كأس العالم 2026.

The Athletic (واشنطن)
الاقتصاد ترمب ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو في البيت الأبيض 7 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ترمب يتوقع مونديال 2026 «أكثر إثارة»

عدَّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن التوترات التجارية مع الجارتين المكسيك وكندا ستعزز استضافة كأس العالم 2026 في كرة القدم، في حين أعلن من البيت الأبيض إنشاء

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ترمب ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو في البيت الأبيض 7 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ترمب: الحرب التجارية مع كندا والمكسيك ستجعل مونديال 2026 «أكثر إثارة»

اعتبر ترمب أن التوترات التجارية مع الجارتين المكسيك وكندا ستعزز استضافة كأس العالم 2026 في كرة القدم، وإنشاء فريق عمل للمساعدة في تنظيم البطولة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
TT
20

دوري النخبة الآسيوي: الاستقلال الإيراني يستقبل النصر السعودي 3 مارس

رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)
رونالدو ودوران عقب مباراة النصر والأهلي الأخيرة (رويترز)

ستكون الأنظار شاخصة نحو طهران، حين يفتتح نادي النصر السعودي مشواره في دور الـ16 لدوري أبطال النخبة الآسيوي، بمواجهة الاستقلال الإيراني، في حين أكد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، اليوم (الخميس)، مواجهة شنغهاي بورت منافسه يوكوهاما مارينوس بعد تأهل الفريق الصيني إلى أدوار خروج المغلوب.

وخسر بورت صفر - 2 في مباراته الأخيرة لمنطقة الشرق أمام النادي الياباني، أمس (الأربعاء) في شنغهاي، لكنه تقدَّم في البطولة نتيجة انسحاب مواطنه شاندونغ تايشان.

وتم تأكيد تأهل شنغهاي إلى الدور المقبل بعد أن نشر الاتحاد الآسيوي الجدول الرسمي لمباريات دور الـ16.

ويحلُّ مارينوس، الذي تصدَّر ترتيب منطقة الشرق، ضيفاً على بورت ذهاباً في الرابع من مارس (آذار). ويستضيف بوريرام يونايتد التايلاندي فريق جوهور دار التعظيم الماليزي في اليوم ذاته، على أن تقام مباريات الإياب بعد أسبوع.

ويستضيف شنغهاي شينهوا فريق كاواساكي الياباني، كما يستضيف حامل لقب الدوري الياباني فيسل كوبي، فريق غوانجغو الكوري الجنوبي ذهاباً في الخامس من مارس، على أن تقام مباراة الإياب في 12 مارس.

ويتأهل الفائزون في المواجهات الـ4 إلى دور الـ8 برفقة الفرق الـ4 المتأهلة من منطقة الغرب. وستُقام نهائيات دوري أبطال آسيا للنخبة في جدة بالسعودية من 25 أبريل (نيسان) إلى الثالث من مايو (أيار).

وفي الجانب الآخر من القرعة، سيواجه النصر بقيادة كريستيانو رونالدو فريق الاستقلال الإيراني، في حين يلتقي السد القطري الوصل الإماراتي في 3 و10 مارس المقبل.

ويواجه الهلال، بطل آسيا 4 مرات، فريق باختاكور الأوزبكي، بينما يلعب مواطنه الأهلي السعودي مع الريان القطري يومَي 4 و11 مارس.

وانسحب شاندونغ من لقاء، أمس (الأربعاء)، مع أولسان الكوري الجنوبي؛ بسبب إجهاد شديد للاعبيه.

وبموجب لوائح البطولة، يواجه شاندونغ غرامة قدرها 50 ألف دولار على الأقل، وإيقافه عن المشاركة في مسابقات الاتحاد الآسيوي لمدة موسم واحد على الأقل.

وقد يُطلب من النادي أيضاً دفع تعويضات لتغطية الخسائر التي تكبدتها الأندية المنافسة وشركات الرعاية. ومن المقرر أن تصدر لجنة الانضباط قرارها بهذا الصدد قريباً.