وفاة الشيف المصري أسامة السيد بعد صراع مع المرضhttps://aawsat.com/home/article/3963086/%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B6
توفي الشيف المصري الشهير أسامة السيد بعد صراع مع المرض، عن عمر 65 عاماً، وفقاً لما أعلنته الصفحة الرسمية الخاصة به على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وتفاعل عدد من المتابعين مع آخر منشور له، إذ كتب في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي منشورا يطلب فيه من المتابعين تذكره بالدعوة، وكتب: «تذكروا كل حاجة جميلة وذكرى حلوة خلال رحلتنا سوا، شاركوني بذكرياتكم ومواقفكم ولا تنسوني من الدعاء».
وتحولت صفحة الشيف «الطباخ» المصري إلى دفتر عزاء من محبيه ومتابعيه عقب الإعلان عن وفاته.
والشيف أسامة السيد مصري الجنسية، تعرف على موهبة الطبخ بعد أن أنهى دراسته بمعهد الفنادق بالعاصمة المصرية في عام 1979، التي تفرض على طلابها التعرف على جميع خدمات ومرافق الفندقة، فوجد نفسه كما يقول في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» يعثر على ضالته في المطبخ.
وصار السيد صاحب اسم مشهور ومعروف في مصر في غضون سنوات، ثم هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية ليستكمل مسيرته في الدراسات المتخصصة في مجال الطهي، حيث درس فن الطهي الفرنسي الكلاسيكي وفن التجميل بالسكر والشوكولاته والثلج وغيرها من الفنون من خلال دراسته في L'Academie de Cuisine بولاية مريلاند عام 1982، بالإضافة إلى الدراسة المتخصصة في علم التغذية من جامعة كورنيل الأميركية في عام 1988.
وظل السيد في أميركا قرابة ستة وعشرين عاماً عمل خلالها كرئيس للطهاة في أهم مطاعم العاصمة الأميركية، وكان نائباً لرئيس أكبر شركة للحفلات الخاصة بأميركا، وقام بأعمال المتحدث بأسماء أكبر شركات للأدوات المنزلية في أوروبا، وكذلك قام بالتدريس في بعض مدارس الطهي الأميركية.
وشغل الشيف أسامة العديد من المناصب، حيث عمل رئيساً للطهاة عام 1981 في مطعم Serbian Crown، وهو من أرقى المطاعم الفرنسية الصربية بواشنطن، عام 1983 تدرج ليصبح رئيساً للطهاة ومسؤولاً عن المطبخ في واحدة من أهم شركات الحفلات الخاصة بالعاصمة الأميركية.
وللسيد عدد بارز من مؤلفات الطهي أبرزها، كتاب بالهنا والشفا (2001)، ومع أسامة أطيب (2007)، كما نال شهرة من خلال عدة برامج تلفزيونية مصرية وعربية، أبرزها برنامج «بالهنا والشفا» على شاشة MBC السعودية وANA الأميركية، وكان من أوائل برامج الطبخ المقدمة على الفضائيات العربية، ثم قدم برامج أخرى منها «مطبخ سي السيد» سنة 2002 على شاشة قناة «دريم»، ثم برنامج «مع أسامة أطيب» سنة 2004 على شاشة تلفزيون دبي، ومؤخراً بدأ تقديم عدد من فيديوهات إعداد الطعام عبر المنصات الاجتماعية الخاصة به.
وحصل السيد على العديد من الجوائز لمشاركته في مهرجانات الطهي، ومنها الجائزة الأولى في مسابقة Culinary Salon بواشنطن، كما حصل على العضوية الشرفية في World Gourmet Club في مهرجان Grand Gourmet Summit 2006.
لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.
بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً
جوسلين إيليا (لندن)
بينالي أبو ظبي... التوقيع بالفن على المساحات العامةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5086709-%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B8%D8%A8%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%B9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9
ضمن خطة طموح تهدف إلى إدخال الفن إلى المساحات العامة أطلقت أبوظبي النسخة الافتتاحية من بينالي أبوظبي للفن العام، وتستمر حتى 30 أبريل (نيسان) المقبل. ومع اليوم الأول أتيح للجمهور معاينة كثير من الأعمال التركيبية على الكورنيش، وفي الحدائق، وفي واحة العين وأيضاً ضمن المباني المهمة في أبوظبي، وكأن الأعمال الفنية تضع توقيعها على المساحات العامة لتضفي عليها وهجاً مجتمعياً خاصاً يخرج بها عن صورتها اليومية المعتادة.
في أثناء المشي على كورنيش أبوظبي والاستمتاع بنسائم البحر والأجواء اللطيفة في هذا الوقت من العام، لا يملك المرء إلا التوقف أمام تشكيلات فنية جاذبة للعين والانتباه. خلال جولة سريعة نزور محطة الحافلات التي بنيت في عام 1986، وتعد واحدة من أقدم المباني في المدينة، وهنا أيضاً نرى الأعمال المختلفة سواء في خارج المحطة أو في داخلها، أما في سوق السجاد فهناك مفاجأة ضخمة صنعها فنان برازيلي، ونسج فيها قصصاً وذكريات لأصحاب المحال المجاورة.
تنقسم مساحات عرض البينالي إلى 8 دروب كما يطلق عليها، تضمنت أعمالاً لأكثر من 70 فناناً من الإمارات، ومن دول مختلفة حول العالم. أما ما يجمع بينها فهو ببساطة المدينة نفسها، فالأعمال تشترك في استكشاف الظروف البيئية للمدينة وأسلوب الحياة المجتمعي والهندسة المعمارية والتخطيط المدني.
توزعت الأعمال على مسافات كبيرة، وهو ما يشجع الزوار على المشي لمسافات لاستكشاف ما يختبئ في طريقهم من أعمال وإعادة اكتشاف معالم المدينة الشهيرة، وللتوصل إلى كل الأعمال المعروضة، فاستخدام السيارة أمر ضروري، ولا سيما لزيارة واحة العين.
رحلة البحث
على كورنيش أبوظبي تنطلق رحلة البحث عن الأعمال الفنية، للتوصل لكل الأعمال يقترح دليل البينالي المشي لمدة ساعة، وفي الأجواء اللطيفة يصبح المشوار ممتعاً. في تتابع نمر أولاً على عمل الفنان أوسكار موريو الذي نفذ لوحة ضخمة يبلغ طولها 80 متراً على مساحة 1 في المائة من كورنيش أبوظبي، لتستكشف التوسع الحضري السريع الذي تشهده المدينة.
أما الفنان وائل الأعور فنرى من تنفيذه عمل «برزخ»، وهو مجسم ضخم يبدو لنا عن بعد، وكأنه شبكة من القطع البلاستيكية، يدخل الضوء من فتحاته ليخلق تركيبات مختلفة، ويمنح الزوار فرصة للتمهل داخله. بحسب بطاقة التعريف بالعمل، فالفنان يستجيب للتحديات البيئية المحلية والعالمية عبر استخدام ثلاث مواد، وهي البلاستيك المعاد تدويره وألياف النخيل المستخدمة في العمارة الإماراتية منذ قرون والمحلول الملحي، وهو ناتج ثانوي من عملية تحلية المياه يضر بالنظم البيئية البحرية عند تصريفه في الخليج. يبدو أن العناصر كلها تمثل الماضي واحتمالية مستقبل العمارة في الخليج عبر استخدام الموارد المحلية التي ترمز لها ألياف النخيل والبلاستيك المعاد تدويره، وتعالج القضايا البيئية الآنية مثل تأثير عملية تحلية المياه على البيئة البحرية.
عموماً العمل يستوقف الناظر، ويجذبه لداخله عبر تشكيلة بصرية جميلة، وهكذا يجد الزائر الفرصة للتفكير في المعنى خلف العمل.
ليس بعيداً عن عمل الأعور نرى عملاً للفنانة الإماراتية فرح القاسمي التي تقدم تشكيلاً بصرياً خارجاً من أعماق جماليات البحر يحمل عنوان «الحنين إلى الوطن»، ويتكون من محارات ضخمة تنتظم في شكل دائري على منصة مرتفعة مغطاة بالرمال البيضاء، تحتفي الفنانة هنا بمهنة الغوص والبحث عن اللؤلؤ، وهي مهنة شكلت المشهد الاقتصادي والثقافي والاجتماعي للإمارات. إضافة إلى الشكل المرتبط بالبحر تضيف الفنانة بعداً جديداً، وهو الصوت، فهي جهزت كل محارة بمكبر صوت تبث جوقة من الأصوات الاصطناعية التي ألفتها من وحي أغنية «توب توب يا بحر» التي تغنيها زوجات الغواصين، بينما ينتظرن عودة الأزواج من رحلات الصيد.
نتجه إلى محطة الحافلات الرئيسية، حيث توزعت أعمال عدد من الفنانين. يستوقفنا خارج المحطة مجسم على شكل شجرة متيبسة تفترش مساحة ضخمة من الرصيف الخارجي، وهو للفنان البرازيلي هنريك أوليفييرا وهو معروف باستخدامه للخشب المتآكل، الذي يحصل عليه غالباً من أسوار البناء الحضرية. تجمع ممارسات أوليفيرا بين الرسم والهندسة المعمارية والنحت، ويعمل على تحويل الخشب المهمل والمتداعي إلى أعمال عضوية وديناميكية، مما يعكس تداخل التدهور الحضري مع النمو الطبيعي.
أما زينب الهاشمي، وهي فنانة مفاهيمية إماراتية، فنرى من عملها رصيفاً حجرياً أمام المحطة، للوهلة الأولى لا نميزه فهو منسجم تماماً مع تصميم مباني المحطة وخارجها، ولكن الفنانة التي تعمل على تفكيك المحيط المعروف عبر التركيبات الفنية، استخدمت الشكل المألوف، وأضافت له العشب الأخضر، وكأنه جزء من المحيط العام لأرصفة المحطة، ولكنه ليس كذلك. فالهاشمي عرفت بالدمج بين العناصر الطبيعية والمصطنعة، لتسلط بذلك الضوء على تأثير التدخل البشري على البيئة، وتحث الناظرين على إعادة النظر في علاقتهم بمحيطهم.
فن في الحدائق العامة
في الحدائق العامة تتناثر أعمال الفنانين عبد الله السعدي، وهاشل اللمكي، ولورنس أبو حمدان، وقادر عطية، وخليل رباح، وسيما نصرت، ورامي قشوع × حرفيات الإمارات، وبافل ألتهامر، وناثان كولي، وآذار جابر، وألورا وكالزاديلا.
وفي سوق السجاد يتألق عمل الفنان كريستوفر جوشوا بنتون: «حيث تفرش سجادتي، يكون وطني (2024)»، وهو سجادة نابضة بالحياة مصنوعة من العشب الصناعي. طُوِّر هذا العمل بالتعاون مع أصحاب المحال في سوق السجاد في أبوظبي، وهو مستوحى من قصصهم وتجاربهم. تحولت السجادة فور تركيبها إلى مساحة مجتمعية حيوية تدمج بين الثقافة والفن المحليين وشهدت مرح الأطفال ولقاءات الأصدقاء.
يُشكِّل بينالي إحدى الركائز الثلاث لمبادرة «أبوظبي للفن العام»، التي أعلنت عنها دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي في مارس 2023. وتتضمَّن المبادرة تكليفات فنية مباشرة سنوية، ومعرض «منار أبوظبي» الفني الضوئي الذي يُعقَد كلَّ سنتين (استمرت النسخة الأولى من 15 نوفمبر 2023 إلى 30 يناير 2024)، إضافة إلى «بينالي أبوظبي للفن العام».