«آرسنال» يسحق «فورست» ويستعيد الصدارة... و«يونايتد» يجتاز «وستهام» مقترباً من المربع الذهبي

«ليفربول» في صدمة... و«كلوب» في حيرة من تراجع النتائج وعدم ثبات مستوى خط دفاعه

توماس بارتي (رقم 5) يسجل بشكل رائع هدف «آرسنال» الرابع من خماسية الفوز على «فورست» (أ.ب)
توماس بارتي (رقم 5) يسجل بشكل رائع هدف «آرسنال» الرابع من خماسية الفوز على «فورست» (أ.ب)
TT

«آرسنال» يسحق «فورست» ويستعيد الصدارة... و«يونايتد» يجتاز «وستهام» مقترباً من المربع الذهبي

توماس بارتي (رقم 5) يسجل بشكل رائع هدف «آرسنال» الرابع من خماسية الفوز على «فورست» (أ.ب)
توماس بارتي (رقم 5) يسجل بشكل رائع هدف «آرسنال» الرابع من خماسية الفوز على «فورست» (أ.ب)

استعاد «آرسنال» نغمة الانتصارات والصدارة بفوزه الكاسح على ضيفه «نوتنغهام فورست» متذيِّل الترتيب 5 - 0، فيما انتزع «مانشستر يونايتد» انتصاراً صعباً على ضيفه «وستهام» بهدف نظيف، أمس، بالمرحلة الـ14 لـ«الدوري الإنجليزي لكرة القدم».
على ملعبه «الإمارات» خاض «آرسنال»، بقيادة المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، اللقاء الأول له في «الدوري الممتاز» مع «نوتنغهام» منذ 16 يناير 1999 (هبط الأخير في نهاية ذلك الموسم إلى الدرجة الأولى وانتظر حتى هذا الموسم للعودة إلى دوري الأضواء)، على خلفية تعادل في المرحلة الماضية مع مضيفه «ساوثهامبتون» الذي حرم النادي اللندني من الفوز التاسع توالياً على الصعيدين المحلي والقارّي، وخسارة، الخميس، في الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» أمام «أيندهوفن» الهولندي 0 - 2.
وسمح تعادل المرحلة الماضية لـ«مانشستر سيتي»، حامل اللقب، بتقليص الفارق مع «المدفعجية» إلى نقطتين بعد الفوز، ثم انتزع فريق المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا الصدارة مؤقتاً، السبت، بفوزه على مضيفه «ليستر سيتي» 1 - 0. لكن «آرسنال»، الحالم بلقبه الأول منذ 2004 وأيام المدرب الفرنسي أرسين فينغر، استعاد هذه الصدارة بفوزه العاشر، هذا الموسم، والذي حسمه في الشوط الثاني، بعد شوط أول صعب تقدَّم خلاله منذ الدقيقة الخامسة برأسية البرازيلي غابريال مارتينيلي بعد عرضية من بوكايو ساكا الذي خرج بعدها مصاباً، تاركاً مكانه في الدقيقة 27 لريس نيلسون الذي لعب الدور الرئيسي في حسم النقاط الثلاث بتسجيله ثنائية في بداية الشوط الثاني.


راشفورد يحتفل بهدفه الذي منح «يونايتد» الفوز (أ.ف.ب)

وسجل نيلسون هدفه الأول في الدقيقة 49 إثر هجمة مرتدّة وتمريرة من البرازيلي غابريال خيسوس، فسدَّد الكرة، في بادئ الأمر، في الحارس دين هندرسون، لكنها عادت إليه فتابعها في الشِّباك، ليسجل هدفه الأول في «الدوري الممتاز» منذ عامين و107 أيام، وتحديداً منذ أن افتتح رصيده التهديفي، في 15 يوليو 2020، حين أسهم في قيادة النادي اللندني للفوز على «ليفربول» 2 - 1.
وسرعان ما أضاف نيلسون هدفه الثاني الشخصي له، والثالث لفريقه، بعد تمريرة أخرى من خيسوس في الدقيقة 52، قبل أن يتحول ابن الـ22 عاماً الذي لعب لموسمين مع «هوفنهايم» الألماني، و«فينورد» الهولندي على سبيل الإعارة، إلى الممرّر في الهدف الرابع الرائع الذي سجله الغاني توماس بارتي بتسديدة من خارج المنطقة بالدقيقة 78.
وأكمل النرويجي مارتن أوديغار المهرجان بهدف خامس سجّله في الدقيقة 78 بتسديدة قوية من داخل المنطقة بعد تمريرة حاسمة أخرى لغابريال خيسوس الذي كان من نجوم اللقاء، رغم فشله في الوصول إلى الشِّباك للمباراة السابعة توالياً محلياً وقارّياً.
وبهذا الفوز الاستعراضي رفع «آرسنال» رصيده إلى 31 نقطة في الصدارة مع مباراتين مؤجَّلتين في جعبته؛ إحداهما من المرحلة قبل الماضية ضد «مانشستر سيتي» خاصة. في الجهة المقابلة تجمَّد رصيد «نوتنغهام» عند 9 نقاط في المركز الـ20 الأخير بعد تلقّيه الهزيمة الثامنة للموسم.
وفي «أولد ترافورد» انتزع «مانشستر يونايتد» انتصاراً صعباً على ضيفه «وستهام» بهدف مُهاجمه ماركوس راشفورد الذي كان نجم المباراة مع الحارس الأسباني ديفيد دي خيا الذي ذاد عن مرماه ببراعة في الدقائق الأخيرة منقذاً أكثر من فرصة، ومحافظاً لفريقه على الفوز.
وكانت لقطة الهدف هي اللحظة المضيئة لفريق «مانشستر يونايتد» بالدقيقة 38 للشوط الأوسط، حين مرَّر الدنماركي كريستيان إريكسن كرة عرضية عالية داخل المنطقة ليرتقي لها راشفورد ويضعها برأسه بقوة داخل شِباك «وستهام». وفي الشوط الثاني انقلبت الحال وأصبح «وستهام» الأكثر سيطرة وخطورة، لكن دي خيا وقف سداً منيعاً لأكثر من فرصة ليضمن لـ«يونايتد» 3 نقاط رفعت رصيد الفريق إلى 23 نقطة في المركز الخامس، بفارق نقطة عن «نيوكاسل» الرابع، الذي لعب مباراة أكثر. في المقابل توقّف رصيد «وستهام» عند 14 نقطة في المركز الـ13.
على جانب آخر وفي وقتٍ خرج فيه الأميركي جيسي مارش، مدرب «ليدز يونايتد» منتشياً بالفوز الدرامي لفريقه على مضيفه «ليفربول» 2 - 1، كانت الصدمة بادية على ملامح نظيره الألماني يورغن كلوب الذي بات متحيراً من تراجع نتائج الفريق. وقال مارش: «تحدثنا، الأسبوع الماضي، عندما خسرنا على ملعبنا أمام فولهام 2 - 3 بشأن أننا ننتظر الخسارة بشكل أكبر من الضغط من أجل الفوز». وأضاف: «كانت ردّة الفعل في ملعب ليفربول إيجابية، أوقفنا نزيف النقاط، كنا في حاجة إلى الحارس إيلان الذي تصدَّى لبعض الكرات الخطيرة، لكنني أعتقد أن التفكير في الضغط والبقاء في المباراة ومعرفة إذا كنا نستطيع إيجاد مَخرج، بدلاً من الخروج بنقطة واحدة أو حصد النقاط الثلاث، كان قوياً وأظهر التصميم والإيمان في صفوف الفريق، أنا سعيد جداً بالمجموعة». وتقدم «ليدز» إلى المركز 15 برصيد 12 نقطة.
في المقابل وبعد أسبوع من الهزيمة أمام «نوتنغهام فورست» متذيِّل الترتيب، جاءت الخسارة أمام «ليدز» لتعمِّق جراح «ليفربول» المتعثر الذي يحتل المركز التاسع برصيد 16 نقطة من 12 مباراة.
وبالعبارات نفسها، والملامح الواجمة نفسها، أظهر يورغن كلوب تعجبه من عجز لاعبي «ليفربول» عن التحكم بالمباريات، هذا الموسم، رغم السيطرة على مجريات الأمور بالملعب، وقال: «لا أجد تفسيراً لما يحدث، إنها انتكاسة بالتأكيد، أعتقد أن بدايتنا كانت جيدة أمام ليدز ثم استقبلنا هدفاً سريعاً عندما أخطأ المُدافع جو جوميز في تمرير الكرة إلى حارسه أليسون لتتهيأ أمام رودريغو ليضعها في المرمى الخالي... أدركنا التعادل لكن لسببٍ ما لم يعطنا الهدف الأمان، عانينا للتحكم في المباراة، وأهدرنا الكثير من الكرات. استحوذنا بشكل جيد، وحصلنا على فرص خطيرة، لكن في النهاية ومع الدفاع بهذا الشكل، دفعنا ثمن عدم حسم اللقاء، واستقبلنا الهدف الثاني».
كان كلوب الذي صنع فريقه 22 فرصة دون الاستفادة سوى من واحدة فقط ترجمها المصري محمد صلاح لهدف، قد كرَّر العبارات نفسها، الأسبوع الماضي، عندما سقط فريقه أمام «نوتنغهام فورست» متذيِّل الترتيب بهدف نظيف. وكان «ليفربول» قبلها قد حقّق فوزين على منافسين كبيرين «مانشستر سيتي» ثم «وستهام»، مما جعل كلوب متحيراً من أسباب عدم ثبات مستوى الفريق. وقال المدرب الألماني: «الأداء هو الذي يمكنني تفسيره إلى حد ما، لكن لا أستطيع معرفة الأسباب التي تجعلنا نخرج بهذه النتيجة... بكل صراحة، يجب علينا أن ننهي الهجمات بنجاح، علينا حسم المباريات مبكراً، يجب علينا أن نحافظ على الثبات والاستمرارية، كان يمكننا أن نفعل ذلك بإنهاء الهجمات بشكل جيد».
وخسر «ليفربول» بذلك للمرة الرابعة، هذا الموسم، كما كان السقوط أمام «ليدز» هو الأول له على أرضه في 30 مباراة في «الدوري». لقد وجد كلوب نفسه في موقف لم يعتدْه منذ سنوات، وبات عليه أن يواجه المشكلات هنا وهناك، والاعتراف بأنه منذ رحيل السنغالي ساديو ماني، أصبح الحِمل على المصري صلاح وحده، في وقت تَراجع فيه مستوى خط الدفاع بشكل ملحوظ. المدافع الأيمن ترينت ألكسندر أرنولد، أصبح بالفعل إحدى تلك القضايا، بعدما كان يُنظر إليه على أنه أحد موهوبي هذا الجيل، وقد فقَد بسبب هذا التراجع مكانه في المنتخب، وربما يكون قد خرج من حسابات المدرب غاريث ساوثغيت في التشكيلة التي ستخوض «كأس العالم» بعد أقل من شهر. وهذا بالتأكيد ما شرحه كلوب، بشعور من السخط، الأسبوع الماضي، قائلاً: «ألكسندر- أرنولد هو ظهير مُهاجم لامع وأحد الأفضل في مركزه بالكرة الإنجليزية، لكن دفاعياً هو يفتقد القدرات لإيقاف المهاجمين مثل ريس جيمس أو كيلي ووكر. حقق ليفربول أفضل ما لديه من خلال اللعب على تلك الصفات الهجومية، وشجّعه على قضاء معظم وقته في نصف ملعب الخصم، لكن، هذا الموسم، أصبح عرضة للكرات التي يتم لعبها خلفه». وليس أرنولد وحده الذي يعاني تراجع مستواه بالدفاع، فالهولندي الصلب فيرجيل فان دايك الذي كان العمود الفقري للفريق بالخلف، ظهر هشاً، هذا الموسم، وهو يتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية الهدف الثاني الذي سجله «ليدز» في الوقت القاتل.
واعترف أرنولد: «أعتقد أننا لسنا في أفضل مستوياتنا، أعتقد أن الكثير من اللاعبين سيقولون هذا بشكل شخصي، وكفريق بشكل عام... هناك شيء لا يسير بشكل صحيح، لا يسير بالشكل الجيد الذي نريده. هذا ما يجب على الجميع معالجته، والتأكد من أننا نقوم بتصحيحه، خاصة في مباراة الأسبوع المقبل أمام توتنهام».
لم يعد أمام كلوب رفاهية بالوقت، حيث إنه مُطالَب بتصحيح الأمور سريعاً لمواجهة «توتنهام» ثم «ساوثهامبتون» في «الدوري» قبل توقف المسابقة للإفساح لـ«كأس العالم».


مقالات ذات صلة

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الرياضة الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

الحكم بسجن الدولي الإيطالي إيتزو لتواطئه مع «المافيا»

أصدرت محكمة في نابولي حكماً بالسجن، في حق مُدافع فريق «مونتسا» الدولي أرماندو إيتزو، لمدة 5 أعوام؛ بسبب مشاركته في التلاعب بنتيجة مباراة في كرة القدم. وقال محاموه إن إيتزو، الذي خاض 3 مباريات دولية، سيستأنف الحكم. واتُّهِم إيتزو، مع لاعبين آخرين، بالمساعدة على التلاعب في نتيجة مباراة «دوري الدرجة الثانية» بين ناديه وقتها «أفيلينو»، و«مودينا»، خلال موسم 2013 - 2014، وفقاً لوكالات الأنباء الإيطالية. ووجدت محكمة في نابولي أن اللاعب، البالغ من العمر 31 عاماً، مذنب بالتواطؤ مع «كامورا»، منظمة المافيا في المدينة، ولكن أيضاً بتهمة الاحتيال الرياضي، لموافقته على التأثير على نتيجة المباراة مقابل المال.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
الرياضة الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

الدوري «الإسباني» يتعافى «مالياً» ويرفع إيراداته 23 %

أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، اليوم (الخميس)، أن الأندية قلصت حجم الخسائر في موسم 2021 - 2022 لأكثر من ستة أضعاف ليصل إلى 140 مليون يورو (155 مليون دولار)، بينما ارتفعت الإيرادات بنسبة 23 في المائة لتتعافى بشكل كبير من آثار وباء «كوفيد - 19». وأضافت الرابطة أن صافي العجز هو الأصغر في مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، والتي خسرت إجمالي 3.1 مليار يورو، وفقاً للبيانات المتاحة وحساباتها الخاصة، إذ يحتل الدوري الألماني المركز الثاني بخسائر بقيمة 205 ملايين يورو. وتتوقع رابطة الدوري الإسباني تحقيق صافي ربح يقل عن 30 مليون يورو في الموسم الحالي، ورأت أنه «لا يزال بعيداً عن المستويات قب

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الرياضة التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

التعاون يوقف قطار الاتحاد... ويمنح النصر «خدمة العمر»

منح فريق التعاون ما تبقى من منافسات دوري المحترفين السعودي بُعداً جديداً من الإثارة، وذلك بعدما أسقط ضيفه الاتحاد بنتيجة 2-1 ليلحق به الخسارة الثانية هذا الموسم، الأمر الذي حرم الاتحاد من فرصة الانفراد بالصدارة ليستمر فارق النقاط الثلاث بينه وبين الوصيف النصر. وخطف فهد الرشيدي، لاعب التعاون، نجومية المباراة بعدما سجل لفريقه «ثنائية» في شباك البرازيلي غروهي الذي لم تستقبل شباكه هذا الموسم سوى 9 أهداف قبل مواجهة التعاون. وأنعشت هذه الخسارة حظوظ فريق النصر الذي سيكون بحاجة لتعثر الاتحاد وخسارته لأربع نقاط في المباريات المقبلة مقابل انتصاره فيما تبقى من منافسات كي يصعد لصدارة الترتيب. وكان راغد ال

الرياضة هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

هل يكرر الهلال إنجاز شقيقه الاتحاد «آسيوياً»؟

يسعى فريق الهلال لتكرار إنجاز مواطنه فريق الاتحاد، بتتويجه بلقب دوري أبطال آسيا بنظامها الجديد لمدة عامين متتاليين، وذلك عندما يحل ضيفاً على منافسه أوراوا ريد دياموندز الياباني، السبت، على ملعب سايتاما 2022 بالعاصمة طوكيو، بعد تعادل الفريقين ذهاباً في الرياض 1 - 1. وبحسب الإحصاءات الرسمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فإن فريق سوون سامسونغ بلو وينغز الكوري الجنوبي تمكّن من تحقيق النسختين الأخيرتين من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري بالنظام القديم، بعد الفوز بالكأس مرتين متتاليتين موسمي 2000 - 2001 و2001 - 2002. وتؤكد الأرقام الرسمية أنه منذ اعتماد الاسم الجديد للبطولة «دوري أبطال آسيا» في عا

فارس الفزي (الرياض)
الرياضة رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

رغد النعيمي: لن أنسى لحظة ترديد الجماهير اسمي على حلبة الدرعية

تعد الملاكمة رغد النعيمي، أول سعودية تشارك في البطولات الرسمية، وقد دوّنت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات الرياضة بالمملكة، عندما دشنت مسيرتها الدولية بفوز تاريخي على الأوغندية بربتشوال أوكيدا في النزال الذي احتضنته حلبة الدرعية خلال فبراير (شباط) الماضي. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قالت النعيمي «كنت واثقة من فوزي في تلك المواجهة، لقد تدربت جيداً على المستوى البدني والنفسي، وعادة ما أقوم بالاستعداد ذهنياً لمثل هذه المواجهات، كانت المرة الأولى التي أنازل خلالها على حلبة دولية، وكنت مستعدة لجميع السيناريوهات وأنا سعيدة بكوني رفعت علم بلدي السعودية، وكانت هناك لحظة تخللني فيها شعور جميل حينما سمعت الج


مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».