صندوق الاستثمارات العامة يركز على تحقيق «الأثر» لتنمية الاقتصاد السعودي

مدير «الاستراتيجية والتخطيط» لـ «الشرق الأوسط» : القطاع الخاص يعد شريكاً رئيسياً

عبد الله السالم مدير إدارة الاستراتيجية والتخطيط في صندوق الاستثمارات العامة السعودي (الشرق الأوسط)
عبد الله السالم مدير إدارة الاستراتيجية والتخطيط في صندوق الاستثمارات العامة السعودي (الشرق الأوسط)
TT

صندوق الاستثمارات العامة يركز على تحقيق «الأثر» لتنمية الاقتصاد السعودي

عبد الله السالم مدير إدارة الاستراتيجية والتخطيط في صندوق الاستثمارات العامة السعودي (الشرق الأوسط)
عبد الله السالم مدير إدارة الاستراتيجية والتخطيط في صندوق الاستثمارات العامة السعودي (الشرق الأوسط)

قال عبد الله السالم مدير إدارة الاستراتيجية والتخطيط في صندوق الاستثمارات العامة السعودي، إن استراتيجية الصندوق ترتكز على تحقيق «الأثر الاقتصادي» عبر القطاعات التي يعمل عليها، مشيراً إلى أنه يتم تحليلها عبر عدة نواحٍ، مثل «الناحية المالية، وناحية الأثر الاقتصادي».
وقال السالم في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «يتم النظر بشكل عام للقطاعات من ناحية مالية وبشكل خاص من ناحية اقتصادية، (وندرس) الإضافة التي تقدمها القطاعات للنفع في الاقتصاد السعودي»، مستشهداً بقطاع الصناعات العسكرية الذي لا ينمو بالشكل الكبير على مستوى العالم، ولكن هو مهم للسعودية، قائلاً: «يعد إحدى أولوياتنا في استراتيجية الصندوق».
وحول كيفية التوازن بين تحقيق الأثر الاقتصادي وتحقيق العوائد، أوضح: «إذا كانت المنهجية الاستثمارية تسعى للتنمية فإنها ستحقق الآثار الاقتصادية، وعلى سبيل المثال عند تأسيس شركة جديدة، وتملّك عقود مع شركات محلية في بناء مصانع، فهذه ستؤدي لبناء وظائف وزيادة الناتج المحلي، وذلك هو الأثر من الاستثمارات الداخلية في المملكة».
وشدد السالم على التأكيد على أن القطاع الخاص السعودي شريك رئيسي للصندوق في رحلته لتنمية الاقتصاد في البلاد، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي اختتم أعماله في العاصمة الرياض مؤخراً، إلى أن «صندوق الاستثمارات العامة» يرى القطاع الخاص شريكاً استراتيجياً ومهماً، لافتاً إلى أنه من دون القطاع الخاص لن يتم إنشاء المشاريع بالشكل المطلوب ولا بالمنهجية المطلوبة.
وقال السالم إن صندوق الاستثمارات العامة كصندوق سيادي للسعودية، لديه كثير من المشاريع في مختلف مناطق البلاد بتنوعها، «لدينا مشاريع عقارية وتقنية المعلومات وغيرها من المشاريع، والقطاع الخاص شريك مهم، حيث تم العام الماضي الإعلان عن كثير من العقود مع القطاع الخاص في عدد من المشاريع التابعة للصندوق، كمشروع البحر الأحمر والقدية ومشاريع أخرى».
ولفت مدير إدارة الاستراتيجية والتخطيط في صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى أن رحلة الصندوق منذ أن أصبح تابعاً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في عام 2015 مرت بمراحل، «في ذلك الوقت كان حجم الأصول التي تنضوي تحت إدارة الصندوق نحو 570 مليار ريال (152 مليار دولار)، حيث كان الصندوق في ذلك الوقت مستثمراً عادياً كالصناديق السيادية الأخرى، ولم يكن مستثمراً نشطاً».
وتابع: «عملت الإدارة التنفيذية بتوجيهات من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الصندوق على خلق صندوق اقتصادي فعال للاقتصاد الوطني وحاضر عالمياً، وخلال الرحلة، مر الصندوق بعدد من الاستثمارات وبعدد من المراحل التنموية أبرزها حجم الأصول التي كانت 570 مليار ريال (152 مليار دولار)، واستهدفنا من عام 2018 إلى عام 2020 أن نصل إلى ما بين 840 مليار ريال (244 مليار دولار)، في نهاية 2017 إلى 1.5 تريليون ريال (400 مليار دولار)».
وأضاف السالم: «أتذكر ذلك الوقت جيداً، حيث كانت أول نسخة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، وتم إطلاق استراتيجية الصندوق الجديدة خلال 3 سنوات، ولم يكن شيء متعارف عليه في السوق، بعض الجهات تفصح عن الأداء السابق أو تفصح عن مستهدفات طويلة المدى، لكن أن تفصح عن خطط قصيرة أو متوسطة فهذا لم يكن موجوداً».
وأوضح أن كثيراً من العاملين في القطاع المالي، كانوا قد شككوا في قدرة الصندوق على الوصول إلى مستهدفاته، وقالوا إنها صعبة المنال وإنها تحدٍ كبير، وقال: «من دون طموحات ومستهدفات لن يكون هناك أمل، ومن دون أمل وتفانٍ لن تحقق أي شيء، وبالتالي استطعنا الوصول إلى المستهدفات».
وتابع مدير إدارة الاستراتيجية والتخطيط في صندوق الاستثمارات العامة السعودي: «الآن ما بين 2021 و2025 نرغب في الوصول إلى 4 تريليونات ريال (1.06 تريليون دولار)، حيث وصلنا في الوقت الحالي إلى 2.3 تريليون ريال (613.3 مليار دولار)»، لافتاً إلى أنه خلال هذه الرحلة سيتم ضخ أموال في الاقتصاد إلى ما يصل إلى تريليون ريال (266.6 مليار دولار) حتى 2025، وأن هذه الأموال ستذهب إلى 13 قطاعاً متنوعاً.
وأكد أن القطاعات الثلاثة عشرة هي مشاريع جديدة، وبالتالي فهي تعمل على تحريك الاقتصاد من خلال المشاركة مع القطاع الخاص والمستثمرين الآخرين.


مقالات ذات صلة

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر (واس)

الجاسر: 15 % نمو أعداد المسافرين في السعودية خلال 2024

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي المهندس صالح الجاسر ارتفاع أعداد المسافرين 15 في المائة عام 2024 لتصل إلى أكثر من 128 مليون مسافر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مصانع «الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)»... (واس)

السعودية... نظام جديد للبتروكيماويات لتعزيز كفاءة قطاع الطاقة وتحقيق الاستدامة

يمثل إقرار مجلس الوزراء السعودي «نظام الموارد البترولية والبتروكيماوية» خطوة استراتيجية على طريق تعزيز المنظومة التشريعية لقطاع الطاقة في البلاد.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

«ستاندرد آند بورز» تتوقع تأثيراً محدوداً لزيادة أسعار الديزل على كبرى الشركات السعودية

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن زيادة أسعار وقود الديزل في السعودية ستؤدي إلى زيادة هامشية في تكاليف الإنتاج للشركات الكبرى.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يستخدم جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به بجوار شعارات «لينوفو» خلال مؤتمر الهاتف المحمول العالمي في برشلونة (رويترز)

«لينوفو» تبدأ إنتاج ملايين الحواسيب والخوادم من مصنعها في السعودية خلال 2026

أعلنت مجموعة «لينوفو المحدودة» أنها ستبدأ إنتاج ملايين الحواسيب الشخصية والخوادم من مصنعها بالسعودية خلال 2026.

الاقتصاد أحد المصانع التابعة لشركة التعدين العربية السعودية (معادن) (الشرق الأوسط)

الإنتاج الصناعي في السعودية يرتفع 3.4 % في نوفمبر مدفوعاً بنمو نشاط التعدين

واصل الإنتاج الصناعي في السعودية ارتفاعه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مدعوماً بنمو أنشطة التعدين والصناعات التحويلية، وفي ظل زيادة للإنتاج النفطي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
TT

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)

واصلت سندات لبنان الدولارية مكاسبها بعد انتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، في خطوة يعدّها كثيرون بداية للانفراج السياسي بالبلاد.

يأتي هذا التحول بعد 12 محاولة فاشلة لاختيار رئيس، مما عزز الأمل في أن لبنان قد يبدأ معالجة أزماته الاقتصادية العميقة.

ومنذ الإعلان عن فوز عون، شهدت «سندات لبنان الدولارية (اليوروباوندز)» ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس التفاؤل الحذر حيال استقرار البلاد.

ومع ذلك، تبقى أسعار السندات اللبنانية من بين الأدنى عالمياً، في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة التي يواجهها لبنان نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2019. وفي التفاصيل، انتعش معظم سندات لبنان الدولية، التي كانت متعثرة منذ عام 2020، بعد الإعلان عن فوز عون، لترتفع أكثر من 7 في المائة وبنحو 16.1 سنتاً على الدولار. منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، كانت سندات لبنان الدولارية تسجل ارتفاعات بشكل ملحوظ.

وتأتي هذه الزيادة في قيمة السندات خلال وقت حساس، فلا يزال الاقتصاد اللبناني يترنح تحت وطأة تداعيات الانهيار المالي المدمر الذي بدأ في عام 2019. فقد أثرت هذه الأزمة بشكل عميق على القطاعات المختلفة، مما جعل من لبنان أحد أكثر البلدان عرضة للأزمات المالية في المنطقة.